لا غرو في هذا الزمان زمان السرعة زمان التقلبات السريعة وزمان اللاانتظار هذا الزمان الذي يريد الكل أن يتعلم ما يريده بسرعة مذهلة ودون أي عناء ومشقة ودون أن يعارك الحياة والسنين الطويلة لتحقيق مبتغاه، لا غرو أن نجد في يوم من الأيام هذه العبارة موضوع المقال تحملها كتيبات صغيرة كحال كتيبات تعلم اللغات الأجنبية ولا غرو طالما هناك العديد من ذوي العقول الصغيرة يتهافتون الى هذه المكتبات التجارية ليأخذوا وبكميات كبيرة هذه الكتيبات ليضمنوا تعلم ما يريدون بين عشية وضحاها , فانني لم أكتب ذلك من فراغ ولكن ما دفعني لكتابته هو عندما كنت في احدى المكتبات اتى سائل يسأل عن هذا الكتيب وقد انتابني وقتها أكثر من علامة استفهام وتعجب، وطفقت أبحث معه بنفس المكتبة عن ذلك مع يقيني بأن الفائدة من هذا الكتيب ما هي الا معدومة مثلما هي معدومة في كتيبات اللغات المنتشرة على أرفف المكتبات، ولا أخفيكم بأنني لو وجدته لما ترددت في شرائه! والسؤال هنا هل وصل بنا الحال الى تصديق مثل هذا الترويج الكاذب والركض للبحث عن مثل هذه الكتيبات لنتعلم كل ما نريده خلال خمسة أيام!؟ انني اتحدى وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى أن يكون هناك من استفاد من مثل هذه الكتيبات وهل يعقل أن يكون من بينها كتيب يحمل مسمى تعلم الشعر في خمسة أيام !؟ قال الشاعر الكبير بدر الحويفي: كسب المعالي ما يجي بالسهولة