طالب المشاركون في منتدى قيادات المستقبل بضرورة تأسيس مؤسسات أكاديمية عليا قادرة على تأهيل جيل قيادي متوازن يجمع بين النظرية والتطبيق في الواقع العملي ويقود مسيرة التغيير، وأكد المنتدى الذي اختتم أعماله مؤخرا في دبي على حاجة المجتمعات العربية والخليجية إلى قادة ومبادرين لمواجهة تحديات التنافسية العالمية، وليكونوا لاعبين أساسيين لا متفرجين، ودعا في توصياته إلى ضرورة الشراكة الإستراتيجية بين القطاع الحكومي والخاص باعتبارها السبيل الأمثل للنجاح والتميز في أعداد القيادات الوطنية الشابة القادرة على مواجهة تحديات التنافسية العالمية، كما طالبوا بالاستمرار في إقامة مثل هذه المنتديات لأهميتها، ودعوة رجال الأعمال لتقديم خبراتهم وتجاربهم للمساهمة في الإثراء المعرفي، ليمكن الجميع من تطوير هذه التجارب ليصبحوا مساهمين معاً في تطوير الاقتصاد الوطني ويشكلوا قوةً في مواجهة التنافسية العالمية. وكان منتدى قيادات المستقبل الذي نظمته داتاماتكس على مدى يوم واحد قد تناول عددا من أوراق العمل حول التفكير الاستراتيجي للقيادات الحديثة والأساليب الحديثة لإعداد القيادات (الإستراتيجية) الشابة، كما استعرض تجارب لشركات عالمية وعربية حول القيادة. وأشار مدير عام داتاماتكس علي الكمالي في بداية المنتدى إلى أهميته في عملية تنمية الموارد البشرية والقيادات الإدارية في القطاعين الحكومي والخاص. ولفت إلى المتغيرات والتحديات الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم والتي تتطلب منا الوقوف جميعاً من اجل إيجاد قيادات تنفيذية شابة تحمل إستراتيجية معاصرة ومهارات تتناسب مع حجم المسؤولية على عاتق الجميع لبناء مؤسسات قوية وقادرة على البقاء والنمو والريادة في ظل المنافسة القوية بين مختلف أنواع المؤسسات الحكومية والخاصة. وأكد إن إقامة مثل هذه المنتديات تمثل أهمية كبيرة في تطوير القدرات ورفع المهارات واكتساب العديد من المعارف للقيادات الإدارية في القطاعين الحكومي والخاص للخروج برؤية حديثة تتناسب مع الوضع العالمي الجديد. ويهدف المنتدى إلى إكساب نحو 150 شخصية قيادية في المؤسسات الحكومية والخاصة عدد من المهارات والمعارف حول إستراتيجية المؤسسات وتحديد مواصفات الشخصية القيادية القادرة على التعامل مع التحديات التنظيمية والتنافسية المعاصرة. كما يهدف أيضا إلى التعريف بأهمية الفكر الاستراتيجي الحديث لقيادات المؤسسات العامة والشركات الخاصة وكيفية تحديد الاتجاهات المستقبلية للمؤسسات، إلى جانب التعرف على تجارب وخبرات قيادية متميزة عالمية وإقليمية ومحلية حول القيادة الإستراتيجية. بعد ذلك بدأت جلسات المنتدى حيث استعرض المحور الأول ورقة عمل مقدمة من رئيس مجلس إدارة LEVENBERT أحمد تهلك منهجيات بناء قيادات المستقبل تحت عنوان قادة برؤى جديدة، أكد فيها إلى أنه لا يستطيع أحد أن يقود أفرادًا دون أن يقوم بتوضيح المستقبل الخاص بهم، وأنه عند بناء قادة المستقبل يجب أن تراعى كافة منهجيات جوانب الأداء الرئيسية في الشخصية القيادية والتي تتمثل في الأداء النفسي، الأداء الفني، الأداء الاجتماعي، وأوضح أن تؤصل منهجيات بناء قيادات المستقبل لرؤية جديدة تحمل ملامح قادة المستقبل تتمثل في: صورة واضحة لمستقبل الإدارة والعمل، قراءة دقيقة للمستقبل وحسن التوقع، هدف واضح ومحدد، المثالية والقدوة، الصبر على الوضع الراهن والتفاؤل بالمستقبل، كما أكد على أنه يجب أن تتفق كافة المنهجيات وكما أثبت البحث العلمي والخبرات الإدارية أن مكونات بناء قيادات المستقبل ترتكز على ما يلي: العبقرية والذكاء، اتجاهات الاهتمام، مهارات الاتصال والتخاطب، الأخلاقيات، الابتكار والإبداع، وبين أن المنهجيات تتفق على مجموعة خطوات لإعداد القيادات الإدارية المستقبلية تتمثل فيما يلي: الخطوة الأولى: تحديد الشخصية بالمراقبة والملاحظة، الخطوة الثانية: تأهيل الشخصية بالمهارات والمعارف، الخطوة الثالثة: تقييم أداء الشخصية في برامج التأهيل، الخطوة الرابعة: إخضاع الشخصية لبرنامج إعادة التأهيل والتدريب المستمر. وأشار إلى أنه لضمان نجاح هذه المنهجية يجب مراعاة ما يلي: توفير معايير تقييم محددة ودقيقة، الإفادة من نتائج برامج التأهيل، ربط النتائج بالأهداف، توفير تغذية راجعة وبرامج دعم ومساندة، جوهر القيادة هو قوة التنبؤ قبل حدوث الأشياء، كما أن هناك مجموعة أدوات تعد لبنات في منهجيات بناء قيادات الغد تتمثل في: مهارات الثقة بالنفس، أنماط التفكير الإبداعي (التفكير الأفقي - التفكير المنهجي - تأثير القرارات)، المهارات الشخصية والإدارية (وظائف متقاطعة)، اكتساب أكثر من لغة، القدرة على الإلقاء، فنون الحوار والتفاوض، المعرفة المتقدمة في التعامل مع التقنيات الحديثة، القدرة على التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة، واختتم محاضرته بالقول إننا نطمح من خلال هذه المنهجيات للوصول إلى قادة مستقبل ناضجين يتمتعون بالصفات التالية: شخصية ملتزمة بمسؤولياتها، شخصية طموحة متفائلة، شخصية يُعتمد عليها، شخصية حاسمة في قراراتها، شخصية حكيمة، شخصية مؤثرة، شخصية رائدة، شخصية متفتحة، شخصية مرتبة المظهر، شخصية إيجابية متفهمة لكل من حولها، فالقائد الفعّال هو الذي حوله قادة. أما المحور الثاني ورقة عمل قدمها البروفسور نيك فان دير والث Hult International Business Dubai في دبي إستراتيجية قيادات الإمارات اليوم وقيادات المستقبل الناجحة، أكد فيها على أنه لقد حان الوقت للنهوض بجيل جديد من القادة، يتحلى برؤية إستراتيجية مستقبلية تستجيب لمتطلبات الأجيال القادمة ويشارك بدور فعال في صياغة مستقبل المنطقة. حيث تسعى المنطقة لخلق فرص جديدة أمام الشباب ضمن القطاعات المختلفة، كما أكد على ضرورة العمل على نشر قيم القيادة الحديثة، وتسريع عملية تطوير قيادات للمستقبل تساهم في تنمية المنطقة من خلال منظومة من المبادرات الرائدة لمعالجة القضايا الملحة التي تواجه المنطقة قادرة على مواجهة المنافسة العالمية، والعمل على بناء جسور للتواصل وسد الفجوة بين المنطقة وباقي أنحاء العالم.