لن أتحدث عن المتعة الكروية التي شاطر نادي الشباب زميله نادي الهلال فيها.. ولن أتحدث عن الإثارة والندية للكرة الاحترافية العصرية.. ولن أتحدث عن مباراة اتفق المحللون على أنها واحدة من أجمل مباريات دوري زين السعودي.. ولن أتطرق للحضور الجماهيري الباهر والأمواج المكسيكية الجميلة التي آزرت ناديها الهلال.. إن أهم ما شدني للحديث عن قمة الوسطى هو الروح الرياضية التي لازمت اللقاء من قبل ومن بعد، فقد رأينا العناق والمحبة قبل المباراة وبعدها، وشاهدنا المتعة والإثارة خلال 90 دقيقة.. إن هذا الأسلوب الرياضي الشريف الذي فرضه رجالات الناديين بعيداً عن الشحن النفسي والتهور، مما ساعد اللاعبين داخل الميدان للبحث عن الفوز وإمتاع المشاهد والمتذوق للفنون الكروية. إن مثل تلك المباريات تعطي الوجه المشرف للتنافس الكروي السعودي ومدى متعته مع بقاء الهدف الأسمى وهو التنافس الشريف، حيث إنه يحظى بمتابعة كبيرة على المستوى الإقليمي والعالمي. إن مثل تلك اللقاءات إنما هي رسائل للفرق الأخرى أن تحذو حذو الفريقين في إشاعة المتعة الكروية مع بقاء المودة والمحبة. إن مثل تلك اللقاءات إنما هي دروس للجماهير بأن يكون التنافس الشريف في الميدان هو ديدنهم بعيداً عن التراشق وتبادل الشتائم. إن مثل تلك اللقاءات إنما هي دروس تربوية قدمها الناديان وشاهدها النشء فتعلموا المتعة والإثارة مع بقاء الأخوة مما ينعكس على مسابقاتهم الرياضية في المدارس وغيرها من ملاعب الحواري المنتشرة. - كان بالإمكان أفضل مما كان لو حافظ الهلاليون على تقدمهم بهدفين والتي كانت قابلة للزيادة لكن إضاعة الفرص المحققة وعدم وجود المتابعة للكرات المرتدة من الحارس أو القائم، وكذلك يجب التنبيه على بعض الأخطاء الدفاعية السهلة والتي تسببت في ضربة جزاء ليس لها ما يبررها وكذلك عدم وجود التغطية الدفاعية الكافية في إبعاد الكرة بعد ارتدادها من الدعيع. - نعم لقد خرج الهلال متعادلاً وأمام فريق قوي، ولكن معجبيه تعودوا على الفوز، الفوز فقط والتحليق بعيداً في قمة الترتيب. - حينما يتحدث إنسان، أي إنسان عن ناديه المفضل ويذكر إنجازاته وبطولاته وتاريخه المشرق وحاضره الذهبي دون مجاملة أو محاباة، أو تقليل من الآخرين أو المنافسين أظن أنه لا تثريب عليه. [email protected]