يظل الزعيم متربعاً على عرش الدوري وبفارق كبير من النقاط، ولكن ذلك لا يعني ضمان تحقيق اللقب، حيث إن المباريات المتبقية أمام فرق اعتادت أن تصالح جماهيرها أمام الزعيم، وأخرى تريد الهروب من شبح المؤخرة، والدخول في المناطق الدافئة، كم هي محظوظة تلك الفرق، حيث إن لاعبيها سينالون مرتباتهم المتأخرة، وزيادة على ذلك صرف مكافآت تحفيزية، فالفوز على الزعيم بطولة، والتعادل معه إنجاز، إن البطولات الكبيرة دائماً ما تغازل الكبار لأنهم يستحقونها بعطائهم داخل الميدان تاركين للغير الفرجة والاستمتاع بفنون ساحرة، أما من يعاني من اضطرابات نفسية جراء تفوق الزعيم فليس أمامه إلا فعل ماض ناقص يُدعى (كان)!! لله درك أيها الزعيم تحقق أمجادك اليوم وتترك لهم الحديث عن الماضي الغابر ب(كنا) و(كنا)!! - لما امتلأت استديوهات القنوات بالمحللين والنقاد، وضاق بهم الفضاء، دون أي إضافة تذكر سوى إثارة الخلافات، خرجنا من أرضية الملعب، ورمينا بالكرة بعيداً، وأصبحنا نتكلم عن مباراة واحدة لمدة أسبوع دون أي فائدة للمشاهدة أو المتلقي؟! أين اختفت تلك المتعة الكروية؟! وما سبب غيابها!! وهل نقول عنه ركود رياضي!! - لقد تفاءلنا كثيراً حينما حضر الاحتراف، وتفاءلنا حينما جاءت القنوات الرياضية وشرّعت أبوابها للشباب والرياضة، ولكن الذي حدث خالف كل التوقعات والتطلعات، فأمسك الأثرية بريموت تغيير القناة!! فقد تشوهت بعض الشاشات بالتجريح والنقد غير البناء، وأصبح أغلبها منبراً لمن لا منبر له فيتكلم بالغث والسمين وقد لا نجد إلا غثاً، فمتى نرتقي بالحوار؟! - نقولها بكل صراحة أي (ديربي) (كلاسيكو) ونحن طيلة تسعين دقيقة لم نشاهد هجمة منظمة كأيام سامي والثنيان، أو تناقل للكرة يُمتع المشاهد ويطربه كجيل نواف التمياط وأبواثنين، لقد ضخمنا تلك المسميات فطغت على المستويات، وأفرزت الضغط النفسي لدى اللاعبين، وأكثرت من الأخطاء والإصابات. - نقولها بكل صراحة ماذا استفدنا من الاحتراف وملاعبنا أصبحت تستقطب أجانب لم يقدموا شيئاً يُذكر لأنديتهم ولم تطور اللاعب المحلي!! ماذا استفدنا من الاحتراف ومصروفات الأندية أكثر من إيراداتها وإنجازاتها!! - ننتظر من القنوات الرياضية تقديم عمل يرقى بروح التنافس الرياضي، ننتظر من تلك القنوات دراسة معوقات الاحتراف ومعالجتها ووضع الحلول الناجعة، ننتظر منها أيضاً دراسة أسباب تدني مستويات الفرق، حيث إنها لم تعد الوجبة الدسمة للمتابعة. - دوري المحترفين لدينا يحتاج لحكام محترفين، وكثيراً ما يتحدث الوسط الرياضي بهذا الخصوص، نتمنى من مسؤولي رياضتنا الإسراع باتخاذ قرارات لصالح هذا الشأن، فليس من المعقول تكليف حكام - مرتبطين بوظائف وأعمال - لإدارة دوري محترفين لذلك فقد الحكم التعامل الجيد مع تلك المباريات مع ما تسببه له من إرهاق وجهد، وكذلك يتوجب على المسؤولين النظر بمقدار المكافأة التي تصرف للحكام، حيث إنها تعتبر زهيدة جداً نظير أتعابهم، وما يطال بعضهم من نقد غير مسؤول. - الذين يتساءلون عن غياب ياسر القحطاني عن التهديف، إن ما مرّ به ياسر هذا الموسم من خشونة رعناء، وحرب نفسية من ثلة من الجماهير المحسوبة على رياضتنا وعلى مسمع من إدارة أندية تلك الجماهير، وأمنا من العقوبة من مسؤولي الانضباط، مما تسبب في تجاوزات دخيلة على مجتمعنا المسلم، (تباً لرياضة تخرج عن حدود الخلق والأدب). - دائماً ما يلجأ الضعيف والمهمل عند التبرير عن سبب إخفاقه إلى عدة عبارات منها، تبييت النية للإقصاء، والتحدي الدائم له والوقوف حجرة عثرة في طريقه، والتقليل من انتصارات الآخرين ومحاولة التشكيك فيها، والطعن في بعض البطولات والاتحادات، كل ذلك من أجل تسلية النفس من الإخفاقات المتكررة، والأهم الضحك على الجمهور المتعطش ولو لبطولة محلية!! علماً أن الجمهور لديه وعي ولا تنطلي عليه مثل تلك الفبركة. - كل أساليب الركل والرفس والضرب ضد لاعبي الهلال دون أن يُحرك أحد ساكناً، كان الله في عونك يا كابتن (الفريدي)، كيف لو كانت تلك المخاشنات بحق ناد آخر فماذا ستكون ردود الفعل؟! - نادي الفيصلي (عنابي سدير) نتمنى تحقيقه حلم الآسيوية، فهو حصان الدوري الأسود ما يميزه اللعب الجماعي والسرعة، واستغلال الفرص وترجمتها إلى أهداف، كما يميز هذا النادي الرد داخل الميدان وترك السجالات والمهاترات لأصحابها. - أغضبهم الظهور الفضائي لمدير المركز الإعلامي حينما دحض ادعاءاتهم، ووضع النقاط على الحروف، سبحان الله التقليل من شأن الكبار أصبح سمة من سمات الصغار. - من أهم صفات الشخصية المثالية، الاهتمام والالتزام بالمواعيد، وهذا هو الأصل، ولكن الفوضوية عند البعض جعلتهم يستغربون الانضباطية!! - ما الذي يمنعنا من الاستفادة ممن سبقونا في عالم الاحتراف من حيث اللوائح والأنظمة وكذلك لماذا لا نستقطب الخبرات العالمية لإقامة دورات تطويرية لعمل اللجان الفنية والانضباط. - سيظل الزعيم زعيماً، وسيبقى نادي القرن عقوداً - بإذن الله - وهلالاً يضيء سماءنا وقمراً يغازل الثريا، وسينشغل الآخرون بالأحاديث البيزنطية التي لن يجنوا من خلالها سوى الأمنيات، وعساهم ينامون ملء جفونهم دون أحلام أو كوابيس!! - على مستوى المحافظات كانت الملاعب تكتظ بالمشجعين وعشاق كرة القدم يستمتعون - رغم الإمكانيات البسيطة - بمستويات عالية، ولعلنا نتذكر نادي مرخ (المسمى القديم لنادي الزلفي الآن) ونادي طويق كانت الجماهير تتشوق لتلك المباريات لرؤية لاعبين لهم حضورهم البدني ومستواهم الفني الراقي، نتمنى من إدارات تلك الأندية إعادة ترتيب الأوراق وتقديم الناديين للمنافسة. محمد بن عثمان الضويحي [email protected]