في غمرة أفراحنا كسعوديين بتتويج نادي الهلال بلقبه المستحق، المتمثل في حصوله على نادي القرن على مستوى القارة الآسيوية، بعد أن زف موقع الاتحاد الدولي صباح الثلاثاء المنصرم البشرى، أكد الكثير من النقاد بأن بطولات الهلال وزعامته المطلقة لم تأت من فراغ، بل بعد ان صال وجال في منافسات القارة الصفراء، فوجد نفسه في أكثر من مناسبة على منصات التتويج، وبالأرقام حصل على (اللقب) الذي أراه في تصوري هو الأكثر فرحاً في هذه الأيام بعد أن أجبرته الظروف ان يبقى مغيباً طوال الأعوام الفائتة، وذلك لم يكن بمحض الصدفة بل بفعل بفاعل ضمن بعض الحروب التي تطبخ على نار هادئة لإيقاف مد إبداع ذلك المارد الأزرق. المارد الأزرق أو الزعيم بل (نادي القرن) استمر طوال تاريخه الصديق الوفي لمنصات التتويج والأقرب لذهب البطولات، حين عانقه 48 مرة، وحينها اختلفت مسميات البطولات والمنافسات واختلف المنافسون، وبقي ذلك الأزرق العملاق ثابتاً رغم مناوشات الصغار الذين سرعان ما يتلاشون عندما يكشر فريق القرن عن أنيابه، ويجرف الموج الأزرق باقي مهاتراتهم الفاشلة. إنجاز الهلال كان خلفه رجال عشقوه بصدق ودعموه بسخاء وساندوه في الشدة قبل الرخاء، هم أعضاء شرف ورؤساء وإدارات متعاقبة ولاعبون أفذاذ وجماهير لا ترضى إلا بالقمة والتفرد بالمركز الأول في كافة المناسبات. مبروووك للوطن ولرياضة مملكتنا الغالية ولهلال العاصمة، ولا أنسى أن أبارك للقب الذي فك أسره مؤخراً وعانق وتوشح بالهلال، وهو أبرز الكاسبين، ومباركة خاصة لرئيس نادي الهلال الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد الذي تحقق اللقب في عهد رئاسته للنادي، وهو يستحق ذلك عطفاً لما قدمه من جهود جبارة لإبقاء فريقه في القمة. عاشق الهلال ومؤسسه..! في خضم الأفراح الكبيرة بتحقيق الهلال لهذا الإنجاز التاريخي والذي وضعه مع كبار أندية العالم، من الصعب أن أنسى رجلاً عشق الهلال حتى الثمالة وقدم له ولرياضة الوطن ما يشهد عليه القاصي قبل الداني .. ترك الدنيا ووافته المنية قبل نحو 16عاماً وهو في مهمة رسمية لحضور أحد لقاءات الفريق الهلالي في القصيم .. الأمير عبد الله بن سعد - رحمه الله - سيظل أحد أبرز رجالات الهلال على مر تاريخه، ولعل تتويج الأزرق العملاق بنادي القرن، فرصة مواتية لنتذكر الخدمات الجليلة والكبيرة لنادي الهلال، وفي المقابل شيخ الرياضيين عبد الرحمن بن سعيد ذلك الرمز الرياضي الكبير أسس ذلك النادي الذي ملأ الدنيا وأشغل الناس، وأسهم أبو مساعد بفكره العالي في تكوين فريق عملاق لا يقهر، ولعل فرحته الكبيرة بتتويج الهلال هي فرحة لجميع الرياضيين كونه يستحق الكثير من الوفاء، وننتظر من الإدارة الزرقاء دعوته لتكريمه في المهرجان القادم، إضافة لتسمية أحد المنشآت باسمه. عبد الغني .. اللاعب المثالي لم استغرب شخصياً ما أحدثه لاعب النصر وقائده حسين عبد الغني في اللقاء الماضي الذي جمع الهلال بالنصر، فحسين يعد من أبرز اللاعبين مهارياً وسجل حضوراً مميزاً في الأهلي، إلا أن بعض التصرفات الخارجة عن النص لازمته في الكثير من المباريات التي خرجت بعنتريته المعهودة، واسألوا مرزوق العتيبي وحسن خليفة وحالياً أحمد الفريدي لتجدوا الجواب الشافي. اللاعب اقترب من اختتام حياته الكروية، وكان من الأجدى أن يتخذ من محمد نور مثالاً، فالأخير ظهر لاعباً مختلفاً في السنتين الماضيتين وبات القائد المثالي من خلال ضبط النفس داخل الملعب وقيادته لفريقه باقتدار دون الحاجة للمهاترات والدخول في معترك الإهانات .. فهل يعيد حساباته قبل أن يودع الملاعب لنردد سوياً اعتزل حسين عبد الغني وهو اللاعب المثالي؟!