سطر اسمه من ذهب في سجلات الفيفا وناديه الاتحاد، وأصبح عملة نادرة قل ما تتكرر أو تجدها في الملاعب العالمية والمحلية، حمزة إدريس أو البرق كما يحلو لعشاقه تسميته، يطوي اليوم صفحة مشواره الرياضي المرصع بالذهب والألقاب، عندما يودع جمهوره أمام يوفتنوس الإيطالي في كرنفال سيشهد رحيل أبرز المهاجمين السعوديين على الإطلاق، لمساهماته العديدة في إنجازات فريقه والمنتخب الوطني على حد سواء، علاوة على أخلاقه الرفيعة التي ميزته عن أقرانه في ناديه والأندية السعودية عموما، وحسه التهديفي الذي يمتاز به وجلب من خلاله البطولات والأرقام القياسية. «عكاظ» استضافت البرق في حوار الوداع الذي كشف فيه عن ذكرياته الرياضية وأبرز المواقف التي تعرض لها، وأصعب وأسعد اللحظات التي عاشها، إلى جانب أمور أخرى نكشفها في طيات الحوار التالي: • مع اقتراب انطلاق مهرجان اعتزالك، كيف تصف لنا شعورك؟ شعور ممزوج بين الفرح والحزن، بطبيعة الحال هي لحظة ينتظرها كل لاعب لختام حياته الرياضية، وستكون مؤثرة بلا شك. لا تغيير • هل أثر قرار الاعتزال على حياتك؟ الاعتزال سنة الحياة، وأنا اتخذت قراري في وقت مناسب بعد شعوري بعدم قدرتي على العطاء، ولم أشعر بتغير كبير في حياتي خاصة وأنني مستمر مع الفريق وأخدمه بطريقة أخرى، وسيكون الشعور مختلفا بالنسبة لي عندما أكون بعيدا عنه. آسيا وخريش • مواقف كثيرة مررت بها أثناء مشوارك الرياضي، من وجهة نظرك أيها كان الأصعب؟ هناك موقفان أعتبرهما من أصعب المواقف التي عشتها مع الاتحاد، أولها خسارتنا مباراة الذهاب لنهائي كاس آسيا 2004 في جدة، والأخرى عندما بلع اللاعب أحمد خريش لسانه وتم نقله للمستشفى، حيث كنت في أسوأ حالة وقد جاءني علي سهيل وزاد الطين بله عندما قال لي أحمد خريش مات، ثم وجدت لاعبي الاتحاد يتساقطون الواحد تلو الآخر وأنا في منتصف الملعب، وكان موقفا مؤلما جدا، ولكن الحمد لله قام خريش بالسلامة. حيلة نور • وأطرفها؟ المواقف الطريفة لا تحصى وخصوصا في المعسكرات، ودائما ما تكون من بطولة نجمنا الكوميدي محمد نور الذي يمتاز بحس الدعابة، وأذكر مرة أنني اتفقت معه ومع عدنان فلاته ونحن متجهين بالباص إلى الفندق في إحدى مباريات الفريق في المنطقة الشرقية، أن يتشاجر الأخيران لكي نحصل على غرفة إضافية باعتبار أنه لا يمكن أن يسكن شخصان مختلفان في غرفة واحدة، وفعلا قمنا بتنفيذ العملية، وتظاهرت بالقيام بالفصل بينهما وكان عدنان ممثلا بارعا في العملية، ومدير الفريق حمد الصنيع لم يكتشف الموضوع إلا في الأخير وتأكد بأن الموضوع دعابة ليس إلا وفي النهاية (انحرق الفلم). وسام الجمهور • الألقاب ماذا تمثل لك، وأي منها تعتز به؟ الألقاب هي الوسام الممنوح من الجمهور الذي يعتبر الحكم الأول على الموهبة، وتلعب دورا معنويا في تحفيز اللاعب على تقديم كل ما يسعد الجمهور ويزيده إعجابا به، ويبقى لقب البرق الأقرب إلى نفسي، كونه لازمني من بداية مشواري الكروي، وأصبح مصطلح الجمهور لتحيتي، كما كان الحال كذلك مع اللاعبين. السوبر • أغلى أهدافك؟ في مرمى الإسماعيلي على نهائي كأس السوبر السعودي المصري، والذي توج به الاتحاد. سونجام وإيران • أصعب المباريات التي خضتها؟ تعتبر مواجهة سونجهام الكوري في نهائي كأس آسيا 2004م، من أصعب المواجهات التي لعبتها، لاسيما بعد الحالة النفسية التي أصابتنا بعد خسارة مواجهة الذهاب، وكنا في تلك المباراة عازمون على رد الدين للخسارة على أرضنا والتتويج باللقب رغم صعوبة المهمة، مما زاد من الضغط النفسي علينا، ولكن بتوفيق الله سبحانه وتعالى تحقق مرادنا وتجاوزنا المباراة، كما تبقى مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره الإيراني في تصفيات كأس العالم في أمريكا 1994م، ذات طابع خاص خاصة وأنه التأهل الأول لنا للنهائيات، وكنا مع تحد خاص لتجاوز خصمنا وتحقيق حلم التأهل، والحمد لله استطعت أن أحرز هدفا ساهم في ذلك. إنصاف للكل • كيف تصف حصولك على ثالث هدافي العالم ب33 هدفا؟ تتويجي بذلك كان إنصافا لمجهودات الفريق ككل، الجميع ساهم في حصولي على اللقب، وأكبر المساهمين الجمهور الاتحادي الذي يعتبر سر تألقي طوال مشواري مع عميد الأندية السعودية. حب الجمهور والناس • ما هي الأمور المكتسبة خلال مشوارك الرياضي؟ حب الجمهور والناس وهذا أهم مكسب ولا يقدر بثمن، و هذه نعمة كبيرة. هدية خاصة * أغلى هدية تلقيتها؟ من الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز يرحمه الله، وهي هدية خاصة جدا أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. معاذ وعبدالغني • من هم اللاعبين الذين تتمنى مشاركتهم في حفل اعتزالك؟ أعتز بلاعبي أندية الوطن، ولو يسمح الأمر لدعوتهم جميعا، وأتمنى مشاركة حسين عبد الغني ومالك معاذ، بالرغم من أن التوقيت غير مناسب، حيث يستعد حسين عبد الغني لمباراة فريقه النصر أمام الهلال، أما معاذ فإن فرصته كبيرة للمشاركة، ويشرفني مشاركة أي لاعب من الأهلي الذي له مكانة خاصة في قلبي وأقدره وأكن له كل احترام. رد الجميل • كلمات تصف بها مواقف العضو الداعم عبد المحسن آل الشيخ الذي تكفل بمهرجان اعتزالك؟ مهما قلت من كلمات لا استطيع أن أفي هذا الرجل حقه، ولن أستطيع من خلالها أن أرد جميله، فهو صاحب فضل كبير بعد الله علي شخصيا، منذ بدايتي مع الاتحاد وحتى اعتزالي كان قلبا وقالبا معي، ومواقفه مشهودة ويعرفها القاصي قبل الداني، ومهما قلت لن أفيه حقه. ديمتري الأفضل • أفضل مدرب أشرف عليك؟ بدون شك المدرب البلجيكي ديمتري، حيث بدأت معه مشواري في الاتحاد واعتزلت الكرة في وجوده أيضا، ومنحني الثقة طوال تدريبه للفريق ويعتبر هو من أفضل المدربين الذين استفدت منهم كثيرا. بكر والجمهور • الفترة الذهبية في مشوارك الرياضي كانت في الاتحاد، من الشخص الذي قادك لارتداء شعاره؟ أخي الأكبر بكر حارس الاتحاد السابق والذي انتقل إليه من نادي الأنصار، كان له الفضل بعد الله في انتقالي للاتحاد الذي اكتسبت حبه منه، إضافة إلى الشعبية الجماهيرية الجارفة التي يتمتع بها نادي الاتحاد، كما لا أنسى الدور الذي قام به والدي (رحمة الله) حيث كان السند الحقيقي لي وسر توفيقي في دعائه ودعاء والدتي، علاوة على تحفيزه لي والشد من أزري لمواصلة مشواري الرياضي. عشق متبادل • ماذا تعني لك جماهير الاتحاد؟ هي سر نجاحات الفريق وتألق لاعبيه، ولها في قلبي مكانة خاصة، هي التي آزرت حمزة ووقفة معه، وكانت دافعنا الأكبر لتقديم البطولات لها، ويربطني بها عشق متبادل لا استطيع أن أصفه. • كلمة أخيرة؟ أتوجه بالشكر لجريدتكم الغراء على هذا الحوار، وأتمنى أن يكون مهرجان اعتزالي ختام مسك لمشواري الرياضي.