الهلال هو العائق الأصعب أمام عودة النصر الصريحة نحو المنافسة والعودة القوية على الساحة الرياضية.. فحين يلتقي الفريقان اليوم ستكون المباراة هي الثالثة لهما التي تشهد محاولة نصراوية قوية لإيقاف انتصارات الهلال.. ففي الموسم الماضي وفي آخر مباراتين نجح النصر في إيقاف الانتصارات الهلالية وتعادل مع غريمه التقليدي مرتين في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال.. بهدف لمثله أولاً ثم سلبياً في لقاء الإياب.. وذلك بعد أن ارتفع مستوى النصر قليلاً مع الأرجنتيني باوزا وهبط أداء الهلال هو الآخر بمغادرة كوزمين.. ليتعادلا ويتأهل الهلال بفارق الأهداف المسجلة على أرض الخصم.. وفي هذا الموسم يلتقي الفريقان مجدداً بمدربين جديدين وأوضاع مختلفة لكل منهما.. والهلال يبحث عن النقاط الثلاث لمواصلة انتصاراته في الدوري والنصر يبحث عن الفوز الأول في الدوري بعد تعادل وخسارة. ** لقاءات الفريقين سابقاً لم تكن تخضع للفوارق والمقاييس الفنية بقدر ما يكون للإعداد النفسي الدور الأبرز.. لكن وعصر الاحتراف أصبحت المسألة فنية بحتة.. كون الفريقين يقدمان عادة أقصى ما لديهما وخصوصاً النصر وفي النهاية يفوز الفريق الأفضل والأقوى والأجدر.. ولأن الهلال كان كذلك فقد هيمن على جاره سنوات عديدة.. وفي هذا الموسم أصبح النصر على المحك بعد التغييرات والتجديدات في صفوفه ليدخل امتحاناً صعباً يجب أن يتجاوز خلاله الهلال حتى يبدأ موسمه فعلياً من مباراة الغريم التقليدي.. .. شخصياً لا أتوقع أي سيناريو معين لكن كرة القدم عودتنا على أنها تخدم من يخدمها وتعطي من يعطيها وتابعنا كيف كاد الهلال أن يخسر أمام القادسية وبعد ذلك كيف خرج بنقاط الوحدة وبصعوبة بالغة.. ما يعني أهمية استمرار نفس المستوى والعقلية الاحترافية الباحثة عن الفوز وتسجيل أكبر عدد من الأهداف على مدار المباراة فمن يريد البطولة يجب أن يلعب بنفس الرتم طوال الموسم وبغض النظر عن الخصوم وأسمائهم وألوانهم، فالهدف النهائي هو البطولة وليس الفوز على هذا الفريق أو ذاك وإذا ما توفرت هذه العقلية لأي فريق فإنها ستساعده على المنافسة الحقيقية حيث يمتلك الإمكانيات والمؤهلات الفنية لذلك. إذاً النصر على المحك أمام الهلال والهلال أمام عقبة صعبة نحو الصدارة ودعونا نتابع كيف سيكون وضع الفريقين في الملعب ولمن ستكون الغلبة هل هي للتكامل والانسجام والخبرة الهلالية أم للحماس الأصفر المعتاد أمام الهلال! جريتس والتايب؟! ** الظهور الأول للنجم الهلال السابق طارق التايب مع الشباب في مباراته الماضية أمام النصر أعاد بعض الأحاديث حول هذا النجم الذي لعب للهلال ثلاثة مواسم قدم خلالها كل ما لديه.. حيث يعتقد بعض الهلاليين أن الفريق الأزرق خسر التايب وهم ينتظرون تايب ما قبل الموسم الماضي مع الشباب هذا الموسم.. وهذا ما ستكشفه المباريات القادمة للنجم الليبي مع فريقه الجديد.. غير أن الملاحظة الأبرز التي ظهرت هذا العام على أداء الفريق الهلالي مع مدربه الجديد السيد جيرتس بدون التايب قدرة الفريق بأكمله على صناعة اللعب وبناء الهجمات والوصول لمرمى الخصوم من أيسر الطرق وأسهلها بعد أن كان التايب لوحده هو من يقوم بهذا الدور.. ولذلك أقول إن جيرتس (خلص) الهلال من داء التايب وأصبح اللاعبون كلهم تايب فالشلهوب يمرر ويصنع ونيفيز والزوري ولي يونج وولهامسون وبقية اللاعبين فتوزعت الخطورة وعادت الجماعية واللعب المدروس المنظم الذي يشارك به كل اللاعبين.. نعم الهلال الآن لديه 11 تائباً وليس تائب واحد فقط كما كان سابقاً فالفريق لم يعد تحت رحمة لاعب يفوز حين يتألق ويخسر حين يخفق لكنه أصبح فريقاً بمعنى الكلمة لا يتأثر بغياب لاعب مهما كان وهو ما أكدته المباريات التي خاضها الفريق تحت إشراف جيرتس حتى الآن.. وبالتأكيد إن الهلاليين يحملون ذكريات طيبة للنجم الليبي الكبير لكنهم لن يتوقفوا عليه بأي حال من الأحوال.. بل إن التايب هو من سيفتقد الهلال وجماهيريته وبريقه الذي منحه وهجاً لم يحصل عليه طوال تاريخه.. ولدينا نماذج عديدة فها هو كماتشو يتألق ويبدع ولكن لا حس ولا خبر لأنه ليس في صفوف الزعيم وكذلك تفاريس وغيرهم كثير.. إذاً الهلال هو من يمنح النجومية والوهج للاعبيه ونجومه لأنهم حين يتألقون ويبدعون فإنهم يفوزون بجدارة وبعد أن يكون الخصوم قد قدموا كل ما لديهم وأفضل مبارياتهم أمام الزعيم لكنهم في النهاية يخسرون حين يبدع نجوم الزعيم ويجبرون الجميع على التصفيق لهم والثناء عليهم وهو ما لا يتوفر سوى للهلال والهلال فقط! لمسات ** حتى نعرف حجم النجاح الذي حققه الهلاليون بالتعاقد مع المدرب القدير إيرك جيرتس علينا أن نتابع فريقه السابق مرسيليا وهو يترنح ويخسر بعد جيرتس رغم أن بديله مدرب كبير هو الفرنسي ديدي ديشان! * * * ** استمرار مدرب منتخبنا الوطني البرتغالي بوسيرو يعني أننا نكرر نفس الأخطاء السابقة في عدم قدرتنا على تقييم عمل المدرب ومعرفة الغث من السمين تماماً كما فعلنا مع أنجوس وباكيتا والجوهر حين تركناهم حتى تم تغييرهم في لحظات حرجة وغير مفيدة ساهمت في المزيد من التدهور!! * * * ** حين يخرج نائب رئيس لجنة المسابقات ويقول إننا أوقفنا الدوري بسبب أيام الفيفا فإن هذا يعني أننا نعيش في دوامة لن نخرج منها أبداً فمشكلتنا ليست في أيام الفيفا لأن كل المنتخبات تلعب خلالها دون إيقاف الدوري حيث التجمع لثلاثة أو أربعة أيام ثم لعب المباراة وعودة اللاعبين لأنديتهم أما لدينا فإن يوم الفيفا هو معسكر لمدة أسبوعين وإيقاف للدوري لفترة طويلة وهدم للفرق والدوري واللاعبين!! ** دموع البرازيلي نيفيز التي ذرفها أمام الوحدة بعد خروجه مصاباً كشفت مدى تفاعل هذا النجم مع فريقه وزملائه ورغبته الجامحة في خدمته والعطاء معه بكل قوة.. هكذا كشفت دموع البرازيلي وهكذا فهمتها فهو بدأ بالفعل يشعر بالانتماء والرغبة باللعب وهذا أول علامات النجاح التي ساهمت في نجاح تفاريس وكماتشو مع الزعيم.