طبَّق الهلاليون مقولة خصومهم الدائمة: أعطوا الهلال الدوري.. واتركوا للفرق المركز الثاني.. هكذا يريدون الإساءة للهلال.. لكن الزعيم جعل هذه المقولة واقعاً حقيقياً وطبَّقها على أرض الواقع.. حيث حسم الزعيم الدوري قبل نهايته بثلاث جولات.. تاركاً للبقية التنافس على المركز الثاني.. حسمها الهلاليون بالأرقام والمستوى والأفضلية.. حسموها بالنفس الطويل والخبرة والنجوم.. هكذا كان الهلاليون منذ بداية الدوري.. وحتى التتويج بمستوى كبير وأداء لافت.. ونتائج كبيرة.. جعلت الجميع يقول: فعلاً أعطوا الهلال الدوري.. واتركوا لنا المركز الثاني.. فالمستوى الذي قدَّمه الهلال هذا الموسم.. جعل الجميع يتفقون على أن الزعيم هو الأحق والأجدر والأفضل.. وتوّجه المنافسون مبكراً باللقب.. في إشارة واضحة إلى أن اللقب سيكون هلالياً بعد تساقط الخصوم واحداً بعد الآخر.. فالهلال بالفعل هذا العام كان مختلفاً ومتميزاً.. وهو يقدم في كل مباراة شكلاً جديداً من المتعة والإبداع والتألق.. فتسابق لاعبوه على منافسة أنفسهم تألقاً وتهديفاً وإبداعاً.. وقدموا لوحات جميلة من كرة القدم الحديثة بقيادة المدرب الكبير إيريك جيرتس.. ففي كل مباراة يؤكد البلجيكي (المغرور) أنه قدَّم ما يستحق الغرور والثقة التي أظهرها منذ تسلَّم الإشراف على تدريبات الزعيم.. فجندل الخصوم واحداً بعد الآخر.. ثم قضى على منافسه الحقيقي الاتحاد بالضربة القاضية.. وبخمسة أهداف.. ولا أروع.. ليرتاح بعدها ويكتفي بمتابعة نجومه، وهم يصعدون آخر درجات السلم نحو اللقب. مسيرة الهلال هذا الموسم كانت واضحة منذ المباراة الأولى.. فالعمل الذي قُدم قبل الموسم في فترة الإعداد.. وحتى المباراة الأخيرة أمام الحزم.. كان يؤكد أن الهدف واحد وهو لقب الدوري.. اللقب الأهم والأقوى والأغلى.. فلم تتوقف المسيرة حتى تحقق الهدف.. ولذلك حقّ للهلاليين أن يفرحوا باللقب.. وبالإنجاز.. وبأسبقية حسم الدوري قبل نهايته بثلاث جولات.. في سابقة تاريخية لم يشهدها الدوري السعودي من قبل.. فهنيئاً لجماهير الزعيم اللقب والنجوم والمستوى الكبير والبطولة ال49.. وهنيئاً لنجوم الزعيم الإنجاز والتألق والإبداع.. وهنيئاً للإدارة الهلالية برئاسة الذهبي الجديد عبد الرحمن بن مساعد البطولة الأهم والأغلى والأقوى. عبد الرحمن بن مساعد وعد فأوفى وعد الأمير عبد الرحمن بن مساعد قبل بداية الموسم.. وعند نهاية الموسم الماضي أن تشاهد الجماهير الهلالية فريقاً مختلفاً ومميزاً يحقق الإنجاز والإمتاع.. وأن نحتفل بالفريق النجم بدلاً من اللاعب النجم.. وأن يكون لديها فريقان قادران على اللقب في وقت واحد وتحقيق الفوز.. هكذا وعد الرئيس الهلالي جماهيره.. وبعد مباراة الحزم وجد الجميع أن وعود الأمير كانت حقيقية وواقعاً شهد به الجميع بكل وضوح.. فلم تكن تصريحات شبيه الريح للاستهلاك، أو التبرير، أو التسويق.. لكنها كانت مصحوبة بالعمل والجهد والبذل والعطاء ليحوّل وعوده إلى حقيقة ناصعة.. وضعت الزعيم كما هو دائماً في صدارة الفرق السعودية.. فجاء التتويج الأول بالدوري.. وبقي الأهم.. وهو البطولات الكبرى القادمة.. كأس ولي العهد.. وكأس الأبطال.. ثم البطولة الحلم دوري أبطال آسيا.. وتحقيق الهلال للقبه الأول هذا الموسم سيكون بالتأكيد حافزاً ودافعاً لتحقيق المزيد من الألقاب.. بل إنه سيكون مسؤولية كبيرة على الفريق الذي سيتعامل معه الجميع على أنه البطل الذي يجب إيقافه، وهو ما يضاعف المسؤولية ويزيدها صعوبة.. ما يتطلب إدراك ذلك والاستعداد له بشكل جيد.. فكما هو معروف فإن الوصول للقمة سهل.. لكن المحافظة عليها هو الأصعب.. ما يجعل اللقب الجديد بداية لمرحلة أصعب من سابقتها.. والأكيد أن الأمير وفريقه يعلمان ذلك جيداً.. ويعملان لتحقيقه.. فالهلال عرفه الجميع بأنه الفريق الذي لا يشبع ولا يكل ولا يمل من البطولات والألقاب.. وبالعمل الحالي المقدم من الجميع سيكون عليهم تأكيد ذلك على أرض الواقع ليحتفل الهلاليون بموسمٍ استثنائي وفريق مختلف وإنجاز جديد.. لمسات النجم عيسى المحياني.. ظهر في الوقت المناسب.. وكان له بصمة كبيرة في الإنجاز الهلالي الجديد.. عيسى أكد أنه نجم كبير متى مُنحت له الفرصة كاملة.. وكان مع زميله المتألق نواف العابد عند مستوى ثقة مدربه.. وإشادته بالثنائي بعد لقاء الشباب في نهائي كأس فيصل.. حيث حسم الاثنان لقاء البطولة وتوجا الفريق بهدفين ثمينين في شباك الحزم. في ديربي إيطاليا الكبير بين الأنتر وميلان.. احتسب الحكم ضربة جزاء ل(الميلان) بعد اصطدام الكرة بيد مدافع الأنتر.. ومنتخب البرازيل لوسيو.. وهي ضربة تدخل ضمن الحالات التي ليس فيها تعمُّد للمس الكرة.. ولكن اليد منعت الكرة من الوصول للشباك.. فكانت ضربة جزاء، هذه الحالة موجهة للمحليين.. وخصوصاً المهنا والفودة.. لأن الحكم الذي يقود أقوى ديربيات العالم احتسبها دون تردد.. ما يعني أن حكامنا سيقعون في مأزق التوفيق بين ما يشاهدونه في كرة القدم العالمية.. وبين آراء محللينا ورؤيتهم الخاصة. رغم سوء مستوى الحكام الأجانب الذين قادوا لقاءي الهلال بالحزم.. والاتحاد بالنصر.. إلا أنهم كانوا أرحم من حكامنا على مستوى قيادة المباراة والسماح بلعب كرة القدم والتنافس على الكرة رغم بعض الأخطاء في كثير من القرارات الهامة.. وخصوصاً ضربات الجزاء.