تحرُّش الرّوائح بالأنفِ في نهارِ رمضان، في مكانٍ مُغْلَقٍ أو مفتوح، وفي زمنٍ ليس هو زمن بدء الطهي وإعداد الطعام، تحرُّش يُفْصِح عن غوايةٍ نجهلُ أبعادها إن لم تكن تحتمل بُعداً واحداً.. فمن الغاوي، ومن المغوي، ولأي شيء رتب غوايته!! الجوع مارد شقي كالعطش!! إلا أن الإرادة أقوى، أو أشد قوّة. إرادة كل شيء وعدم إرادته. يأتي رمضان في إجازة لذا يتناقص التعب، يتناقص الجهد، تتناقص المشقة سوى مشقة الجوع والعطش التي لا أجدها قوية والنهار يُقْتَل أغلبه في النوم!! إذا لن يشتكي الناس الجوع والعطش لكنها الروائح تحرض على الإحساس به أو الشعور، تحريضها على أمنية تناول ما شممنا رائحته. والسؤال على موعد مدفع الإفطار (في غياب المدفع - الإرث المفقود)!! في السؤال ترقُّب، وفي الانتظار إرادة، وبين الترقُّب والإرادة روابط. ترقُّب الفرج، ترقُّب النتائج، ترقُّب الخبر السار، وهو انتظار ولا شك وإن سألنا عنه أو كررنا السؤال. في كل عام أجد أننا نكاد نفقد روحانية رمضان.. أو أننا فقدنا التركيز عليها.. أو أن هناك خللاً ما فينا!! هذا العام أول عام لا يُسمع لمكبرات الصوت صوتاً عند تأدية التراويح!! القنوات تجتهد في عرض بضاعتها من المسلسلات والبرامج ولا ندري مدى قربها أو علاقتها من رمضان!! الطهي فقَدَ نكهته أو هكذا أرى. الشوارع فقدت نكهة رمضان، شوارع النهار وشوارع الليل باستثناء عدة محال تعرض في الخارج العصائر، والوجبات السريعة، والسوبيا.. فأين هي ملامح رمضان الأخرى!؟ ليل رمضان كان مختلفاً! ناس رمضان اختلفوا! أو شيء فينا أختلف! هناك تراجع ينبغي التركيز عليه، أو أن إنفلونزا الخنازير أحدثت ربكة أخلّت بالوعي بالشهر وصرفت الأذهان عن ما كانت عليه سابقاً. لا أدري.. ولكن هناك خللاً.. ربما فينا، أثَّر حتى على مذاق الجوع والعطش، ربما!! [email protected]