ما يواجهه لاعب المنتخب والهلال النجم الكبير والخلوق الماهر ياسر القحطاني من هتافات مخجلة من الجماهير المتعصبة لمحاولة التأثير في مستواه وعطائه ونجوميته في الملاعب.. هي بلا شك ضريبة للنجاح والتفوق والإبداع والعطاء الممتع والمبهر الذي يتمتع به النجم الكبير والهداف الخطير.. وضريبة أيضاً للوضعية المميزة والمكانة الكبيرة التي يحتلها ياسر في قلوب محبيه وعشاق فنه ومن يفرح بأهدافه وينتشي بمهاراته وتطربه إمكاناته.. ولا يختلف اثنان على أنه أشهر وأمتع لاعب سعودي في الفترة الحالية فهو نجم كل مباراة سواء سجل أو لم يسجل.. ونجم كل مناسبة يحضرها مهما حضرها من نجم ومهما وجد فيها من مبدع وموهوب، ودائما ما تهتف الجماهير باسمه وتطرب الجموع لفنه وتبهر بذكائه الفطري وحسه الكروي.. هذا الحس وهذا الذكاء أوصله بسرعة الصاروخ لعالم النجومية المطلقة ومكنه من التشرف بقيادة المنتخب وحمل شارة كابتنيته.. لذا من الطبيعي جداً أن يواجه ما يواجه من الجماهير من هتافات مسيئة وما يواجهه من اللاعبين من خشونة متعمدة.. وكل تلك الأساليب تهدف بالطبع إلى الحد من نجوميته والقضاء على خطورته وتجريده من كل أسلحته الكروية الفتاكة. ما أعجبني وأعجب كل عشاقه هو صموده وتحمله وصبره وصلابته وحكمته في مواجهة كل المسيئين له داخل الملعب وخارجه.. وسر الإعجاب يكمن في أنه لو واجه لاعب آخر ما واجهه لاعتزل اللعب وهجر الكرة نهائياً بغير رجعة.. ولكن لأنه ياسر الكاسر الصابر الصامد ولأنه يحب ناديه ويقدر وقفة عشاقه ومشاعر معجيبه رمى كل ما قيل عنه خلفه وعاد ليواصل مشواره بنجوميته المعتادة ويسجل الأهداف ويصنعها.. وإن كان حصل على كرت أحمر أو أصفر فهذا يعود لحماسه ورغبته الكبيرة في انتصار فريقه وأقل ما يمكن أن يصدر منه في ظل وضعيته وظروفه.. لذا يجب على محبي ياسر عدم تحميله أكثر مما يتحمل والوقوف معه ودعمه ومساندته بدلا من لومه وتقريعه حتى يتجاوز أزمة تذبذب عطائه وانخفاض مستواه وحتى يعود ياسر الذي يعرفه الجميع بأدائه المبهر النظيف الذي ياسر القلوب ويخطف الألباب.