القحطاني خفتت نجوميته كثيراً يعد قرار الاعتزال من أصعب القرارات في حياة نجوم الكرة، بعد سنوات طويلة من الشهرة وسطوع الأضواء حولهم، وهتافات المشجعين في المدرجات وخارج الملاعب، وفي عالم الكرة هناك محطة أخيرة وعمر افتراضي يقل بعده العطاء وتنحسر عنه الاهتمامات الجماهيرية والإعلامية، وإن قابل النجوم تلك الحالة بالمكابرة فهي بلا شك ستكلف اللاعب الكثير من خسارة جماهيره، التي اكتسبها من مواسم الركض داخل المستطيل الأخضر. في الملاعب السعودية أسماء تتداول هنا وهناك، بدأت الأصوات إما علناً أو خجلاً تطالبهم بالرحيل، بعد أن توارت نجوميتهم وخفتت الأضواء من حولهم، وباتت دكة البدلاء شاهدة على تراجع مستوياتهم، وفي مقدمتهم قائد النصر حسين عبدالغني، وقائد الهلال ياسر القحطاني، ولاعب وسط الهلال محمد الشلهوب، ولاعب وسط الشباب سعود كريري، وهي أسماء بلا شك حفرت تاريخاً ذهبياً مع أنديتها، ومع المنتخبات الوطنية، وحققت إنجازات تذكر فتشكر، توجت بكل فخر عطاءاتهم التي كانت بالأمس القريب تتقد وتتوهج. الشبابيون مازالوا يعولون الكثير على خبرة اللاعب سعود كريري في محطته الثالثة بعد الاتحاد والهلال، غير أن المنطق يفرض أن تكون المحطة الأخيرة أمام اللاعب، بعد تراجع عطاءاته الحالية، خصوصاً بعد اعتزاله الدولي، على الرغم من أنه يعيش ضغوطاً أقل مع الشباب مقارنة بالهلال وقبلهما الاتحاد، فيما يبرز في الهلال النجمان ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب، بتاريخهما العريض في الملاعب، ونجوميتهما اللافتة، التي وضعتهما من أهم اللاعبين في تاريخ الفريق العاصمي والمنتخبات الوطنية، إلا أن المواسم الثلاثة الأخيرة بصمت على قرب رحيلهما عن الملاعب، بعد ملازمتهما كثيراً لدكة البدلاء، مع بعض المطالبات الجماهيرية الخجولة، بضرورة اعتزالهما بنهاية هذا الموسم. وفي النصر يبرز النموذج الأهم في هذا الصدد وهو القائد حسين عبدالغني، الذي ظل سنوات طويلة يركض في الملاعب بكل توهج وتميز، قبل أن يتراجع عطاؤه في الموسمين الأخيرين، وهذا الموسم على وجه التحديد، فعلت فيه أصوات الجماهير النصراوية، بأهمية ابتعاده عن الفريق، بعد هبوط حاد صاحب ظهوره في المباريات التي شارك من خلالها، وظهر بصورة باهتة لاترتقي لتاريخه ونجوميته السابقة، بعد أن بلغ ال40 من عمره، كأكبر اللاعبين في الملاعب السعودية، وهو بلاشك جانب يحسب للاعب باستمراره حتى هذه المحطة العمرية المتقدمة في الملاعب قبل أن يخفت عطاؤه، وأمامه الآن التفكير جدي في اتخاذ قرار الاعتزال، حفاظاً على تاريخه ونجوميته، قبل أن يخسر مابقي من جماهيرته ومكانته في قلوب محبيه. من المهم أن يكون قرار الرحيل عن الملاعب نابعاً عن قناعة اللاعب أولاً قبل المطالبات الجماهيرية اللاحقة، التي ستجبره حتماً على هذه الخطوة المرة، ففي الملاعب الكثير من النجوم الذين قرروا الاعتزال في الوقت المناسب، وحافظوا بذلك على مكتسباتهم ومكانتهم الكبيرة في ذاكرة الجماهير، وتحولوا إلى خدمة أنديتهم في مواقع أخرى إدارية أو فنية، ومنحوا الفرصة لمواهب صاعدة تأخذ خطوتها الأولى في الملاعب، من حيث توقفت خطوات النجوم السابقين. ولعل توجه الكثير من المدربين في دوري جميل خصوصاً في الاتحاد والنصر والشباب، بالاعتماد على المواهب الشابة في الفئات السنية، يمثل رسالة واضحة للاعبي الخبرة السابقين، الذين تراجعت مستوياتهم، بأن الوقت أزف وحان الوداع، حرصاً على تاريخهم، وعناية بالشكل الفني العام لمصلحة الفريق، التي تتقدم دوماً على مصلحة أي نجم مهما بلغت نجوميته، إذ إن شعار البقاء للأفضل هو الذي يسري في جميع عالم الكرة، مهما طال الزمن أو قصر، وفق قناعات إدارية وفنية، تتأثر في النهاية بتراجع المستويات والنتائج مهما صمدت في مجاملة اللاعبين الكبار، ليبقى حل التجديد وضخ الدماء الشابة هو الحل المنطقي والأمثل. عبدالغني يعاني من هبوط فني حاد