يتبادر لذهني سؤال وأنا أرى فريق النصر لكرة القدم يعبث بذلك الحب الذي منحه إياه جمهوره, وأصبح لا يبالي بصرخة محب ولا يحترم دمعة عاشق للونين الأصفر والأزرق, والسؤال هو.. ما سر ذلك الحب والعشق من جمهور النصر لفريقه؟.. سؤال آخر.. أيُعقل أن يحب الإنسان مصدر همومه وأحزانه؟!.. وثالث.. هل يعشق البريء سيّافه؟!.. لأ.. يقولها العقلاء, ويؤكدها المنطق!!.. إذن ماذا؟؟!!.. وبعد كم من الأسئلة لم أجد لاستفهاماتي أجوبة, ولم أحصل على تبرير يهدئ من تعجبي, ولكن لابد أن هناك سراً جعل الجمهور النصراوي يصر ويستمر بتشجيع ناديه رغم ما يعانيه أتدرون ما هو السر؟.. أتدركون ما هو اللغز الذي جعل المدرجات النصراوية مكتظة بالحضور والأهازيج؟.. إنه الانتماء.. فجمهور النصر ينتمون ويعشقون فريقاً فريداً من نوعه, ليس فريق النصر, لأن الجمهور ليسوا نصراويين، بل إنهم جمهور فريق آخر.. جمهور فريق لا يرتدي اللون الأصفر.. جمهور فريق كل يوم له شعار.. فلاعبوه لا يرتدون زياً واحداً, فتارة يحمل جمهوره أعلاماً باللونين الأسود والأبيض أو الأسود والأصفر وأحياناً الأخضر والأحمر وكل ألون الطيف, ما عدا اللونين الأزرق والأبيض.. جمهور مَن؟.. إنهم جمهور فريق لا هلال.. الذين يفرحون بخسارة الهلال أكثر من فرحهم بفوز النصر.. الذين يعتبرون فوز النصر على الهلال بطولة, ولا يهمهم ماذا يحدث بعدها, إذ ليس طموحهم الصعود لمنصات التتويج بل حلمهم منع الزعيم من اعتلائها.. ليس ذلك فحسب بل إنهم يتابعون أخبار الهلال ويرجون سقوطه. هذا هو حل اللغز المحيّر لكثير من الناس.. ولذلك فجمهور فريق لا هلال (أقصد جمهور النصر) سيستمر بالحضور وسيملأ المدرجات طالما أن فريق الهلال الزعيم سيملأ خزائنه بالبطولات والإنجازات.. هذا هو فريق لا هلال وهذا جمهوره؛ الذي سيطول صبره وسيستمر صمته وسيتضاعف عدده.. ولو كانت لي يد في استفتاء زغبي السابق لمنحتها لجمهور فريق لا هلال.. هذا هو جمهور النصر الصابر.. هذا هو جمهور النصر الذي يكابر ويكابد، ليس حبا في النصر ولكن (؟؟؟) في الهلال، بل حتى إدارة النصر أحيانا لا يهمها إلا تعجيز الهلال وكبت جموحه؛ تاركة ناديها ولاعبيه يتخبطون.. ولو صرفت جزءا بسيطا من اهتمامها بمتابعة الهلال ونجومه وبذلته لفريقها لكان حال النصر كما عهدناه بطلا.. ولكن هذا هو الانتماء وتلك هي الميول لفريق لا هلال. خالد السلامة