تغنى الكاتب الإماراتي، راشد الزعابي، بحالة العشق الكبير التي تجمع بين مشجعي نادي "النصر" وناديهم، حيث نشر مقالاً في صحيفة "الاتحاد الإماراتية" بعنوان :"أي عشق هذا!؟". وقال الكاتب في بداية مقاله: "هي حكاية تحدث على أرض الواقع، ولكنها أقرب ما تكون إلى الخيال، هي قصة عشق وحب لا ينضب، لا تقل في عذوبتها عن تلك التي نقرأها في الكتب، وهي حكاية غرام ليست كما يحدث في الأفلام، بل هي ظاهرة لا توجد في عالمنا هذا، أو على الأقل في تلك البلاد، التي يتحدث أبناؤها بلغة الضاد، ولكنها وجدت وظهرت وحضرت في الرياض".
وأضاف: "آه ما أرق الرياض! أليست شاهدة على حب ليس له مثيل، وعلى ترابها تحتضن العشق المستحيل، وتحتفظ بأسرار تلك العلاقة المثيرة، بين "فارس نجد" وجماهيره، نادي "النصر" السعودي الذي كلما تمادى في هجره وطالت غيبته، زاد عشاقه، وتضاعفت شعبيته، ولك أن تعلم أن آخر بطولة دوري حققها النصر السعودي كانت قبل 19 عاماً بالتمام، ولكن هل انسحب محبوه وهل تواروا عن الأنظار؟، لا بل إنهم يتفاخرون بتشجيعه، ويهيمون به عشقاً، ويتغنون به مع مرور الأيام، فكيف ستكون حالهم لو كان يهديهم الفرح عاماً بعد عام؟!".
وأردف "الزعابي": "أشهر قصص العشاق معظمها - إن لم يكن كلها - تنتهي بالفراق، أما جماهير "النصر" السعودي فقد كتبوا روايتهم بطريقتهم الخاصة، وجعلوا من عشقهم لمعشوقهم سبباً كافياً للتمسك بالحياة، ولتفسير جزء من هذه الظاهرة، ولفك طلاسم اللغز، لا بد من قراءة تاريخ "النادي" ومعرفة هوية "الرمز"، إنه الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود، فذلك الرجل كان هو النصراوي الأول، وكان له دور كبير في ترسيخ جماهيرية الفريق، وهو الذي سُئل يوماً في أحد البرامج التلفزيونية عما سيفعله حال توليه رئاسة نادي "الهلال" الغريم التقليدي، فكانت إجابته إنه سيتقدم باستقالته على الفور ويرجع إلى "النصر".
واختتم الكاتب قائلاً: "تغيب البطولات عن "فارس نجد"، وتحضر جماهيره دائماً على الموعد، تعزف على وتر الوفاء، فحصان الألقاب تسبقه عربة الانتماء، وهي ظاهرة تحمل في داخلها الكثير من الأسئلة، ومختلف علامات الاستفهام، فإذا أجبت عن "كيف" تظهر لك "متى"، وإذا جاوبتها تبرز لك "لماذا"، فمن أين ينبع هذا الحب وأي عشق هذا؟!".