لا أجد سبباً واحداً يبرر الظلم الذي يقع على الجماهير الشبابية في النهائيات، فحين يكون الشباب طرفا في النهائي تجبر جماهيره على الجلوس بعيدا في الطرف الأخير من المدرج بمحاذاة راية الكورنر وخلف المرمى، وهذا التنظيم غير العادل وغير المنطقي تكرر في أكثر من نهائي فحرم الفريق الشبابي من مؤازرة جماهيره، وحرمت الجماهير من حقها الطبيعي في الجلوس في المكان المناسب وسط الملعب، ولست أطالب بتقسيم المدرجات بالنصف (50- 50) فأنا أحترم النسبة التقديرية التي تقررها اللجنة المنظمة حتى لو كانت (10%) من المدرجات، ولكن المهم أن تبدأ هذه النسبة من وسط المدرج بمحاذاة نقطة البداية وسط الملعب وتمتد باتجاه خط الكورنر بالمقدار الذي تحدده اللجنة التنظيمية للمباراة، فالجماهير الشبابية تدفع تذاكر مقابل الدخول وفريقها طرف في المباراة ولكنها الجماهير الوحيدة من بين كل الأندية التي تبعد خلف المدرجات وتمنع عن المساحة التي تستحقها وسط الملعب، وتتحمل الإدارة الشبابية جزءا من المسؤولية حيث يفترض ان تطالب بقوة بحقوق جماهيرها وترفض إبعادهم عن منتصف الملعب ولا أقصد الإدارة الحالية فقط بل والإدارات السابقة حيث إن هذه المشكلة أزلية في النهائيات التي تقام في الرياض، حيث لا يعاني الشبابيون من هذه المشكلة في النهائيات التي تقام في جدة والمنطقة الشرقية!! وهنا أوجه رسالة إلى الرجل الخلوق والمسؤول المخلص المهندس سلمان النمشان مدير استاد الملك فهد الذي عرفناه حريصا على إنجاح تنظيم كل اللقاءات التي تقام في درة الملاعب ومشهود له بتقديم عمل احترافي مميز في تنظيم اللقاءات المحلية والدولية لسنوات طويلة وهذا النجاح يجعلنا نطالب بإنصاف الجماهير الشبابية في اللقاءات القادمة وخصوصا نهائي كأس الأمير فيصل - رحمه الله -، ولا أنسى حين تعرض النمشان لأزمة قلبية في نهائي كأس الملك للأبطال في الموسم الماضي وأصر على البقاء في الملعب مخاطرا بصحته حتى يطمئن على نجاح التنظيم ولم يغادر للمستشفى إلا بعد انتهاء مراسم التتويج، ونقدر له هذا الإخلاص ونقول بأن صحتك تهمنا كثيرا يا أبا مخلد. توأم التنافس الشريف ليس هناك أجمل من لقاء قمة كروي تمتزج فيه المتعة الفنية والروح الرياضية العالية، وهذا بالضبط ما حدث في لقاء الشباب والهلال في نهائي كأس سمو ولي العهد وهو امتداد لسجل حافل من لقاءات الفريقين التي تجسد الوجه المضيء للمنافسات الرياضية، فقد كسب الفريقان موقع القمة كأفضل الفرق السعودية، واستطاع الشباب استعادة صورته كفريق بطل وكسب الهلال الكأس فكان أعضاء إدارة الشباب أول المهنئين ثم تبادل أعضاء إدارة الناديين زيارات غرف اللاعبين وهذا هو النموذج المشرف للروح الرياضية والأخلاق العالية التي أتمنى تعميمه على بقية الأندية لينتقل هذا السلوك الراقي إلى الجماهير وينعكس ايجابيا على تعاملها مع بعضها بعضا، فاللاعب والإداري هم من يقود سلوك الجماهير للأفضل أو للأسوأ وهذه مسؤولية يعيها العقلاء فقط، وقد جاء في الحديث الشريف (من سن سنة حسنة فله أجرها) وقد سن توأم التنافس الشريف الهلال والشباب سنة حسنة وصححا النظرة القاتمة للوسط الرياضي ومنافساته التي شوهتها سلوكيات بعض منسوبيه، فشكرا للعملاقين وتبقى مسؤوليتهم الأكبر في الاستمرار على هذا النهج والعمل سويا لتقديم صورة مشرفة للرياضة السعودية. بكوزمين أو بدونه!! مع احترامي الكامل للإمكانات الفنية العالية للسيد كوزمين إلا أن الهلال هو من يصنع المدربين، ولديه كوكبة نجوم وإدارة واعية تضمن النجاح لأي مدرب، فالهلال بطل بكوزمين أو بدونه، قبله او بعده، وبرأيي أن خسارة الهلال تكمن في توقيت اقالته وليس في خسارته كمدرب، فالسيد كوزمين أخطأ خطأ كبيرا، وكنت اتوقع ان يخضع للتحقيق ومن ثم تعلن النتائج وتبريرات المدرب (إن وجدت) ثم تعلن العقوبة المناسبة ايا كانت، لتكون الصورة أكثر وضوحا للرأي العام الرياضي ولوضع حد للشائعات والأقوال التي تدافع أو تهاجم السيد كوزمين، فبعض الإعلاميين لم تسعهم الفرحة وطرحوا الموضوع من زاوية التشفي بالهلال ولم يستوعبوا ان الأمور الفنية لن تتغير كثيرا برحيله! فلدى الفريق الأزرق القدرة على صناعة مدرب آخر يفوق كوزمين إضافة إلى وجود أفضل مدرب وطني الكابتن عبداللطيف الحسيني القادر على تحقيق انجاز كبير كما حققه في السابق مع الفريق الشبابي حين فاز ببطولة الدوري. * * * [email protected]