يعتقد بعض الإعلاميين أن (المجاملات) هي الطريق الأسهل لكسب ثقة المسؤول والوصول لأهداف محددة، والمشكلة أن من تسيطر عليهم هذه الصفة يريدون تعميمها على الإعلام الرياضي ويرفضون أي طرح خارج هذا السياق، وفي الفترة الأخيرة ظهرت أصوات تهاجم بشدة كل من ينتقد أداء منتخبنا الوطني أو مدربه الوطني ناصر الجوهر، وظهرت أسماء تكتب لأول مرة لتهاجم أصحاب الرأي المخالف وتشيد بالمنتخب وكأنه حقق كل ما يتناسب مع إمكانيات الكرة السعودية وطموحات جماهيرها. وبعد أن أصبح منتخبنا في حالة حرجة بعد الخسارة من كوريا الشمالية فرض الواقع نفسه واستقال الجوهر لأن المتطلبات الفنية تحتم التغيير، وهو نفس الطلب الذي هوجم بسببه عدد من النقاد، فما رأي المجاملين؟ وهل نسى المتابع الرياضي أن وصولنا لنهائيات كأس العالم أربع مرات كان بمستوى تنازلي حيث كانت كل مشاركة أضعف من التي قبلها حتى بتنا مهددين بعدم التأهل للنهائيات المقبلة! ما يجهله المجاملون هو أن القيادة الرياضية هي التي عودتنا على ثقافة المصارحة والشفافية حيث لا مكان للمجاملات في مسيرة العمل الرياضي السليم، ولا حاجة للمجاملين، فقدر العمل الرياضي أن يكون تحت الأضواء الإعلامية وأخطاؤه تحت المجهر، فخسارة مباراة واحدة تأخذ حيزا إعلاميا كبيرا وتحفل بمساجلات وتحليل ونقد صريح فيما يغفل الإعلام عن أخطاء وتقصير جهات أخرى تسبب إهمالها في انتشار أوبئة أودت بحياة عشرات الأنفس البريئة!! فالإعلام الواعي المسؤول هو المساند الأول للعمل الرياضي من خلال المصارحة والإنصاف والنقد الموضوعي وإطلاق التحذيرات مبكرا لتصحيح المسار، أما من يمتطون الإعلام برؤية مصلحية فلم ولن يقدموا شيئا لرياضة وطنهم، وقد اتضح عدم صواب نظرتهم وجاء قرار التصحيح ليفتح باب الأمل للتأهل لنهائيات جنوب أفريقيا - بإذن الله-، ولكيلا نظلم الجوهر أو ننتقص من إمكانياته وإنجازاته السابقة، أذكركم بعدد من المدربين العالميين الذين سبق إعفائهم من تدريب المنتخب مثل زاجالو وكارلوس البيرتو ولوبنهاكر وكندينيو وكالديرون وغيرهم، فلكل مرحلة متطلبات وظروف فنية مختلفة. فيا معشر الإعلاميين ويا أصحاب الفكر الرياضي النير، رياضتنا تحتاج لمصارحة أكثر وجماهيرنا تنتظر إسهاماتكم العقلانية بعيدا عن ثقافة التبرير والدفاع الذي ينتهجه بعض الإعلاميين، فالجماهير أكثر وعيا وثقافة مما يعتقده المجاملون. لا مفاجآت في الكرة في الوقت الذي سجل فيه نايف القاضي هدف الفوز على أبها ليصعد بالفريق الشبابي إلى دور الثمانية، كان فريقه السابق الأهلي يودع المسابقة على يد فريق الفتح، ولا أرى مفاجأة في ذلك رغم الفارق الفني الكبير لصالح قلعة الكؤوس، فمنذ مباراة الأهلي مع الشباب التي اعتدى فيها لاعبو الأهلي على ناصر الشمراني والتصريحات المتوترة لرئيس الأهلي وبعض منسوبيه والمتابع الرياضي يدرك أن هناك خللا إداريا بسبب قلة الخبرة وهو ما سيؤثر حتما في مسيرة الفريق وهذا ما حدث بالفعل، وقد خسرت البطولة بخروج الأهلي منافسا قوياً وجماهير كبيرة، ولكل جواد كبوة. بلنتيات * الشائعات والترشيحات الإعلامية حول تولي المدرب كوزمين تدريب المنتخب هي مجرد استفزازات وتشويش ذهني تستهدف زعزعة الاستقرار الفني للفريق الهلالي. * بقاء المدرب ناصر الجوهر مستشارا فنيا لاتحاد القدم مكسب كبير لخبرته الطويلة بأحوال الكرة السعودية، كما أنه قد يعود لتدريب الأخضر في المستقبل. * رغم كل الخلافات يبقى ابن همام رئيساً للاتحاد الآسيوي ولا سبيل للحد من نفوذه إلا بالدعم القوي لممثلي الكرة السعودية في الاتحاد الآسيوي، وإن لم نفعل فلا تنتظروا الإنصاف من الآخرين!! * بعد أن كان الرومي مكلفا بتحليل مباريات المنتخب في القناة الرياضية أبعد عن لقاء المنتخب الأخير وكلف بتحليل مباراة الحزم ونجران، بينما بقى الكابتن فهد الهريفي لتحليل مباراة المنتخب مع كوريا، ويرى البعض أن الرومي لا يعرف من أين تؤكل الكتف والحقيقة كما أعرفها أن الرومي لا يريد أن يأكل الكتف على حساب قناعاته. * الفريق النصراوي تغير شكله للأفضل مع المدرب الأرجنتيني، وأتوقع له نتائج ستسعد جماهيره إذا استمر لاعبوه في أدائهم المتطور، فعودة النصر لسابق عهده وأمجاده ستزيد الإثارة والمتعة في المنافسات الكروية السعودية. * * * [email protected]