استبشرنا خيراً في النقلة النوعية التي سيحدثها دوري المحترفين السعودي لأنه سينقل الأندية إلى مرحلة الاحتراف الحقيقي وسيحوِّل منافسات الكرة السعودية إلى نظام متطور يُحاكي منافسات الدوري الأوروبي (تنظيمياً) كما استبشرنا بالأسماء اللامعة التي تدير هيئة دوري المحترفين لكفاءتها وخبرتها، لكن رغم الخطوات الإيجابية التي تحققت في مجال التسويق والمعايير المحاسبية والإدارية إلا أن التنظيم لا يختلف عن السابق وكأنه استنساخ لأخطاء الماضي في عصري الهواية والاحتراف ونقلها لدوري المحترفين، ولعلي أكتفي بالمعضلة الأكبر وهي تأجيل المباريات وتوقف الدوري بسبب معسكرات المنتخب الطويلة وهو ما تقف هيئة دوري المحترفين عاجزة أمامه لعدة أسباب أبرزها أنها لا تملك السلطة الكافية لتثبيت جدول الدوري وتقليص فترة معسكرات المنتخب أو حتى تقديم المبررات الفنية والاقتصادية والتنظيمية التي تثبت أن آفة الكرة السعودية تكمن في كثرة توقف الدوري وتأجيل المباريات إضافة إلى تمسك رؤساء اللجان بمناصبهم مهما بلغ فشلهم وعجزهم عن أداء واجباتهم، ولن أذهب بعيداً في المقارنات وسآخذكم للنموذج الإماراتي حيث قدم رئيس لجنة المسابقات في رابطة المحترفين الإماراتية السيد يحيى عبد الكريم استقالته من منصبه بسبب تدخل الاتحاد الإماراتي لكرة القدم وتأجيل الجولة الحادية عشرة من الدوري الإماراتي!! وبرر استقالته بقوله: (لن أستمر في مؤسسة لا تصون قراراتها ولا تلتزم باللوائح)، وهذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق إلا أنني أتمنى أن تصيبنا العدوى ويعلن مسئولو اللجان عن استعدادهم لتقديم استقالاتهم إذا لم يستطيعوا تقديم ما يخدم المصلحة العامة، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي ينشر فيه جدول الدوري كاملاً ويعلن أن أي تعديل أو تأجيل سيترتب عليه استقالة جماعية لرؤساء اللجان ومدير هيئة دوري المحترفين.. أما إذا استمر الوضع كما هو عليه فسيتحول دوري المحترفين إلى دوري مؤجلات المحترفين وسنعود إلى الوراء بسبب تكرار الأخطاء وتجديد المسميات. لا تفرح يا ناصر قرار لجنة الانضباط العجيب الذي يساوي بين المعتدي والمُعتدى عليه ويطبق عقوبة واحدة على الضارب والمضروب يُعد سابقة في تاريخ العقوبات الرياضية ويجعلنا نطرح أكثر من علامة استفهام حول الآثار السلبية لمثل ذلك على مستقبل الرياضة السعودية. فبعد أحداث مباراة الشباب والأهلي صدر قرار لجنة الانضباط بإيقاف كل من وليد عبد ربه ومحمد مسعد وناصر الشمراني (لمباراة واحدة) باعتبار العفو عن نصف المدة قادم لا محالة.. والحادثة كما شاهدها الجميع كانت بعد تسجيل الشمراني لهدف من ضربة جزاء في آخر المباراة وحال انطلاقته للاحتفال بالهدف لحق به عدد من لاعبي الأهلي واعتدوا عليه بالضرب وهذا مثبت في شريط المباراة وشاهده الجميع، ثم أكمل الرئيس الأهلاوي دائرة الاعتداء بالهجوم الكلامي والتجني على الشمراني بأسلوب لا يتناسب إطلاقاً مع رقي ومثالية الإدارة الأهلاوية ولا مع الحقوق المعنوية للاعب، وقد أجد لهم العذر كون الهدف جاء في وقت قاتل ولعدم قناعة الأهلاويين بصحة ضربة الجزاء، لكني لا أجد عذراً للجنة الانضباط في معاقبتها للشمراني لأنه كان ضحية الغضب الأهلاوي!!. وما دامت العقوبات بهذا الشكل فعلى الإدارة الشبابية أن تتفهم الوضع وتوجّه لاعبيها بعدم الفرح والاحتفال بعد تسجيل الأهداف الحاسمة أو لتمنع لاعبيها من تسجيل الأهداف في الدقائق الأخيرة حرصاً على مشاعر الآخرين!! فعلاً: شر البلية ما يضحك.. وقد أصبحنا في وضع نحتاج فيه لمحكمة رياضية أكثر من أي وقت مضى فإذا كان نادي الشباب لا يحظى بتعاطف إعلامي كبير فذلك لا يعني أن يسمح بإهدار حقوقه وظلم لاعبيه، وقد أحسن الشبابيون صنعاً حين تقدموا بتظلم للرئيس العام بطريقة نظامية ومدعماً بشريط المباراة للمطالبة بإحقاق الحق، ويبقى عزاء الرياضيين بعدالة القيادة الرياضية التي عودتنا على الإنصاف. بلنتيات * لا يصح إلا الصحيح فقد عاد هداف الدوري ناصر الشمراني والنجم الكبير محمد نور إلى مكانهما الطبيعي في المنتخب وهذا يجعلنا نستبشر خيراً بعودة الدعيع ونايف القاضي ليكتمل عقد النجوم في المنتخب الوطني. * أفضل ما يميز الإدارة الشبابية أنها تضم أفضل الكفاءات الإدارية كأعضاء لمجلس الإدارة وتقسم العمل بينهم باحترافية حسب التخصص وإحدى ثمرات التخصص هي نجاح المشرف على الفئات السنية الأستاذ كنعان الكنعاني في تحقيق صدارة دوري درجة الشباب والأهم من ذلك أنه نجح في تجهيز وصناعة نجوم المستقبل الشبابي. * نايف القاضي نموذج حي للنجم الذي يجمع بين المستوى الفني والخلق الرفيع والوعي الرياضي وقد برهن عن خلقه الرفيع بالاعتذار إلى لاعب الأهلي الراهب رغم أن الإصابة لم تكن متعمدة، كما برهن عن وعيه ورقي تفكيره بالترفع عمن يحاولون التقليل من قيمته الفنية ونجوميته، فعلاً كبير يا قاضي. * إذا نجح الهلاليون في ضم النجم أبو تريكة فسيتركون مساحة شاسعة بينهم وبين أقرب منافسيهم جماهيرياً فهم بذلك سيضيفون الجالية المصرية الشقيقة إلى جماهير الزعيم. * لا خوف على الفريق الشبابي مع المدرب الذكي إنزو هكتور فقط يحتاج الفريق للتعاقد مع مدافع أجنبي ليلعب بجانب نايف القاضي ليكتمل الفريق فنياً. *** لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9705 ثم أرسلها إلى الكود 82244 [email protected]