السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد: تحدثت في عدد الجزيرة ذي الرقم (10188) عن دور وزارة المعارف المتميز في النهضة العلمية التي تشهدها بلادنا الغالية ثم تطرقت لبعض العثرات التي توجد في ميادين التربية والتعليم وذلك رغبة في تحقيق اقصى درجات الابداع والتميز وازالة لكل ما يعوق هدفنا الاسمى في التربية والتعليم وقد تطرقت في العدد المشار اليه لست من العثرات,, ووفاء بالوعد باتمام تلك الملحوظات كانت هذه الكلمات سلسلة لتلك العثرات وهي كما يلي: سابعا: تلبس الكثير من مدارس الوزارة حللا قشيبة رائعة تستولي على لب كل زائر وتسلب فؤاده حتى انه يقف برهة من الزمن يقلب ناظريه على جدران فصولها وممراتها وافنيتها معجبا بما حسن خطه وابدع في صناعته من الحكم والاشعار ووسائل البيان والايضاح ونحوها، وظهور المدرسة بهذا المظهر الرائع صورة ايجابية في حقيقته ومنشئه، ولكن السلبية تكمل في المصدر الاصلي لتلك الابداعات الخطية والرسومات الفنية وذلك ان جل ان لم يكن كل ما نراه من الابداعات والرسومات التي تزين جدران مدارسنا من صنع محلات الخط والرسم ومؤسسات النجارة والحدادة ونحوها وليس لمنسوبي تلك المدارس من ادارة ومعلمين وطلاب الا المساهمة في اعداد الكلمات والحكم والاشعار ودفع المبالغ المترتبة عليها لمحلات الخطوط ونحوها!! وتلك ظاهرة منتشرة في جل مدارس الوزارة وللاسف الشديد ونحن نعلم ان هذا العمل يترتب عليه سلبيات كثيرة لعل من ابرزها ما يأتي: أ تعويد الطالب وتربيته على الكذب والتدليس وذلك من خلال اقراره بل وفي بعض الاحيان إلزامه على عمل تلك اللوحات الابداعية عند محلات الخط والرسم ومن ثم تذييلها بالعبارة الشهيرة الكاذبة (عمل الطالب فلان الفلاني واشراف المعلم فلان الفلاني) مع ان الطالب يعلم علم اليقين انه لم يعمل والمعلم لم يشرف فالأول دفع والثاني امر او طلب!! أليس في ذلك تربية على الكذب والتزوير؟!! ب إثقال كاهل اولياء امور الطلبة ماليا من خلال تحملهم المبالغ المترتبة على تلك الاعمال لمحلات الخط ونحوها. ج عدم صقل مواهب الطلاب وتنمية قدراتهم، فما دام ان الخطاطين يقومون بهذه المهمة خير قيام فلم التعب والنصب في تدريب الطلبة ورعايتهم على مثل هذه الاعمال؟! ولو تخلصنا من تطفل محلات الخط لتفجرت المواهب المكبوتة لدى كثير من الطلاب. فان قيل إن انظمة الوزارة تمنع مثل هذه الاعمال قلنا ان هذا المنع وللاسف حبر على ورق ظل حبيس الادراج وإلا بم نفسر الاقبال الشديد على ذلك من قبل المدارس بل وفي بعض الاحيان من قبل ادارات التعليم نفسها حتى ان محلات الخط تغص باللوحات الخاصة بالمدارس بل بعضها قصر عمله على ذلك فمتى نرى القرار الحازم والمتابعة الجادة لهذا الامر المهم من قبل وزارة المعارف ومديري التعليم؟ نتمنى ان يكون ذلك قريبا من خلال ارسال تعميم عاجل من مديري التعليم على كافة المدارس يطالبها بعدم تعليق اي لوحة او عمل ابداعي الا اذا كان من عمل الطلبة او معلميهم فقط ويكون هناك متابعة لهذا الامر في المدارس وعندئذ تنتهي هذه المشكلة. ثامنا: تعتبر حصة التربية الرياضية من الحصص المهمة المهملة في جل مدارس الوزارة فهي في نظر كثير من منسوبي المدارس من معلمين وطلاب حصة للعب والترويح عن النفس دون ادراك لابعاد هذه الحصة المهمة حيث انها ليست حصرا على ركل الكرة يمنة ويسرة بل هي قبل ذلك كله حصة للتربية والتثقيف والتبصير فاما من ناحية التربية فيجب ان نغرس في نفوس الطلبة منذ المرحلة الابتدائية ان الرياضة ولعب الكرة ليس هدفا لذاته بل الهدف الاسمى هو تقوية البدن والترويح عن النفس اما الفوز والخسارة فهي امور ثانوية وهنا نربي الطلاب على التنافس الشريف واللعب المثالي الخالي من العنف والسب والشتم وايذاء الخصم في المدرسة وخارجها، هذا من الناحية التربوية اما من حيث الناحية التبصيرية والتثقيفية فيجب ان تكون هذه الحصة ميدانا لمعرفة كثير من الامور المتعلقة بهذه المادة كأهمية التمارين وانواعها وكيفية التعامل مع اصابات الملاعب والاسعافات الاولية ونحو ذلك، فهل نرى ذلك في مدارس الوزارة؟ نتمنى ذلك. تاسعا: من العثرات في ميادين التعليم عدم مراعاة سن المعلم وخبرته فنصاب المعلم من اول يوم درس فيه حتى يصل الى السن القانونية للتقاعد واحد لا يتغير أربع وعشرون حصة في الاسبوع ولا شك ان في ذلك اجحافاً بحق هذا المعلم الذي افنى عمره في خدمة فلذات الاكباد، ونحن نعرف عقلا أن ما يقدمه ابن العشرينات لا يستطيعه ابن الأربعينات والخمسينات، كما ان خبرة الثاني وطول خدمته تشفع له من حيث تخفيف النصاب مع تقدم السن به. عزيزتي الجزيرة: هذه بعض العثرات في ميادين التربية والتعليم كتبناها حرصا على تفعيل العمليتين التعليمية والتربوية ولنا عودة لإكمال هذه الملحوظات في عدد قادم بإذن الله والله الموفق. أحمد بن محمد البدر الزلفي