بدأت حركات النقل الخاصة بالمعلمين والمعلمات تتطاير عبر فضاء متوهّج محفوف بالتوجس والترقب,, ولم تزل الحركات الالحاقية حبلى بأسماء جديدة,, هناك فئة قدّمت طلبات النقل مبكراً,, ملؤوا البطاقات,, استكملوا البيانات,, رسموا الرغبات,. لتبدأ هواجس النقل تتحرك في أذهانهم مع اقتراب قوافل العام الدراسي الجديد,, الكل يتساءل,, ينتظر,, وثلة تترقب المواقع الجديدة في خريطة النقل,, نعم,, للنقل خطوطه العريضة وهمومه المؤرقة وله معطياته المتباينة وآثاره النفسية العميقة لدى آل التدريس ,, كما أنه يؤثر في سير العمل المدرسي. الجميع يدرك الجهود الكبيرة التي يبذلها القائمون على حركات النقل في إدارات التعليم الذين يحرصون على تحقيق رغبات المعلمين والمعلمات ورسم آلية ملائمة ومنصفة تتيح لحركات النقل ظهوراً مشرفاً وموفقاً وفق توقيت مناسب,, ذلك أن تأخر حركات النقل وتتابعها مابين حركات رئيسة وحركات إلحاقية أمر يزرع التشتت في أذهان أهل الرسالة يعرقل خطوات القافلة المدرسية,, يربك الجداول ويملأ الفضاء الدراسي بدوائر فراغ,, وليس من الإنصاف أن يتعاقب على الفصل ثلاثة معلمين أو معلمات استجابة لحركات متوالية,. وكل الأمل أن تبكر حركات النقل في الحضور,, وأن تبادر في الظهور ليكون استهلال الموسم الدراسي منتظماً,, غير متماوج,, كما أن في ذلك تخليصا لأهل التدريس من الضغوط النفسية,, وقد عادوا يحملون على عوائقهم متطلبات المهنة الجليلة متزودين بمؤونة الصبر والاحتساب,ولم يزل الحنين يستبد بهم شوقاً إلى مدارسهم المكتظة بفنون المعرفة,. ونقطة جديرة بالذكر في هذا الصدد طالما عانت منها المعلمات الراغبات في النقل ,, إنما تتمثل في مصطلح موغل في الاجحاف,, مبالغ في القسوة,, أعني مصطلح البديلة ,, فلن يتحقق النقل للمعلمة حتى تتجلى ملامح البديلة,, لتظل هي فترة تحت مظلة الانتظار المرّ,, حبيسة للقلق والحيرة,, أسيرة للتوتر المفعم بالهواجس والألم,, فهي أمام قرار نقل مع وقف التنفيذ حتى إشعار آخر!,,لتجد نفسها بين قوسين كجملة لا محل لها من الإعراب,, وكيف لها أن تقدم البديلة!! وليت رئاسة تعليم البنات الموقرة تريح المعلمات المنقولات من هاجس البديلة,, وتمكنهن من الانتظام في مدارسهن الجديدة دون ضغوط والمسألة بحاجة إلى نوع من التنسيق وفق قراءة متأنية لتضاريس خريطة النقل وها هي تباشير العام الدراسي تلوح في الأفق,, تنشرعبق المعرفة,, وأريج العلم وشذا الحرف,, مؤذنة بحلول رحلة دراسية جديدة عامرة بدوائر العطاء,, وحكايات الطلب الجليل ,, ومساحات البذل المشرف,وقد شرع آل التدريس في إعداد برامجهم المعرفية وبناء مشاريعهم الثقافية وتقديم رؤاهم التربوية مستشعرين عظمة الرسالة وشرف المهنة عبر إحساس صادق بالمسؤولية الملقاة وشعور بالدور المناط في زمن الثورة المعلوماتية والركام المعرفي الذي يزاحمهم ويؤثر في طلابهم وطالباتهم,. ومرحى لدور العلم وبيوت المعرفة التي تتزين لاستقبال طلابها وطالباتها بعد أن سعدت بقدومآل الرسالة . نقطة بدء الرحلة: لقاءات حافلة بالمحبة,, واستعداد مترع بالشوق واللهفة,, وحوارات عامرة بنكهة السعادة, تحت وقع خطى الاحتفاء,. محمد بن عبدالعزيز الموسى