الجزائر -الرياض - محمود أبوبكر-محمد الزهراني أعلنت (أوبك ( أمس في ختام اجتماع قمتها في مدينة وهرانالجزائرية، عن خفضٍ قياسي في الإنتاج الذي يعد الأكبر على الاطلاق في تاريخ المنظمة حيث بلغ 4.2 ملايين برميل يوميًا حسب من مستوى إنتاج سبتمبر أيلول 2008 وهي نسبة أكبر من المتوقع في محاولةٍ لوقف انهيار الأسعار. وقال شكيب خليل رئيس منظمة أوبك إن قرار المنظمة لخفض إنتاجها النفطي 2.2 مليون برميل يوميا إضافية يعني هدفا جديدا لمعروض نفط أوبك عند24.845 مليون برميل يوميا، وأضاف أن الهدف الجديد استخلص من خفض 4.2 مليون برميل يوميا من إنتاج المنظمة في سبتمبر أيلول الذي بلغ 29.045 مليون برميل يوميا واستخدم أساسا للخفض وقالت أوبك: إن هذا التخفيض سيسري بدءا من الأول من يناير القادم، وذلك في محاولة من المنظمة لوقف تراجع أسعار النفط الذي فقد أكثر من 100 دولار من قيمته خلال الأشهر الخمسة الأخيرة. وفي إطار التعاون في دعم الأسعار أعلنت أذربيجان الجمهورية السوفياتية السابقة - وهي من المنتجين خارج أوبك - عن استعدادها لإجراء خفض حقيقي في إنتاجها دعما للأسعار، في حين أحجمت روسيا عن الالتزام الصريح بخفض الإنتاج لتعزيز الأسعار. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي إيغور سيشن للصحفيين في مدينة وهرانالجزائرية حيث اجتماع أوبك: إن التعاون مع المنظمة سيكون بأشكال مختلفة من وضع المراقب إلى العضوية إلى جانب العمل المشترك وإطلاق مؤشرات جديدة وإمكانية تأسيس بنك نفطي يضمن مدفوعات يمكن الاعتماد عليها؛ ورغم عدم إعلانه عن خفض مباشر لإنتاج بلاده من النفط فقد قال سيشين في كلمة أثناء اجتماع أوبك حسب ماذكرته وكالة رويترز: إنه في حالة سيادة الأسعار الحالية في سوق النفط العالمية فسترغم شركات النفط الروسية على خفض إمداداتها في عام 2009 بمقدار 16 مليون طن (320 ألف برميل يوميا)؛ وأشار إلى إمكانية خفض الشركات أيضا الاستثمارات في خطوة قد تسفر في المستقبل القريب عن مزيد من الخفض في الإنتاج. وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي قبل الاجتماع: إن أعضاء أوبك اتفقوا على خفض قياسي للإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا؛ من جهته اعتبر الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أن السعر العادل للنفط هو بين سبعين وتسعين دولارا للبرميل. وطرحت روسيا إمكانية انضمامها مستقبلا إلى عضوية أوبك ضمن مساعيها لتوسيع التعاون مع المنظمة. في حين اعتبر اقتصاديون متخصصون في الأبحاث الاقتصادية أن مثل هذه الأرقام غير كافية لمواكبة تراجع الطلب، بالإضافة إلى أنها غير كافية لتجاوز حاجز آل 70 دولارا للبرميل وهو السعر المستهدف والمتوسط المرجّح من قبل الدول الأعضاء. وجاءت ردة الفعل الأولى للأسواق سلبية حيث انخفض سعر خام (نايمكس) لأقل من 42 دولارا للبرميل علما بأن بيانات المحزونات الأمريكية صدرت في وقت مقارب لإعلان أوبك وأظهرت زيادات في مخزونان الخام ووقود السيارات والمقطرات على غير المتوقع بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى مشجعة كتخفيض الفائدة الأمريكي. وفي تقريرها الشهري كانت قد توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)أن يسجل العام المقبل أول انخفاض في الطلب العالمي على النفط منذ 25 عاما بواقع 1.4 مليون برميل يوميا في المتوسط للسنة المقبلة حيث سيشهد النصف الأول من العام انخفاضا أكبر، وذلك بسبب الأزمة العالمية والركود القتصادي الذي سينجم عنه انكماش وتباطؤ في النموالإقتصادي والذي سيترتب عليه تقليص حاد في إنتاج المنظمة من النفط. وتوقع التقرير أن ينخفض الطلب العالمي على النفط في المتوسط القريب ليصل الطلب إلى مستوى 85.7 مليون برميل يوميا ويمثل ذلك تعديلا بالخفض قدره 640 ألف برميل يوميا مقارنة بتقدير أوبك الشهر الماضي الذي توقعت فيه أن ينمو الطلب العالمي 490 ألف برميل في اليوم خلال 2009م. كما توقعت أوبك نمو الإمدادات من الدول غير الأعضاء فيها بمقدار 640 ألف برميل يوميا العام المقبل انخفاضا من 710 آلاف برميل يوميا في تقرير الشهر السابق.