أكمل نحو 400 جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة انتشارها على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يوم السبت في المرحلة الأخيرة من انتشار يأتي بعد أكثر من شهرين من إنهاء إسرائيل احتلالها للمنطقة. وأقامت قوات حفظ السلام الدولية المتمثلة بقوة الطوارئ المؤقتة التابعة للأمم المتحدة 13 موقعا نصفها على الحدود بعد يوم من اعطاء الرئيس اللبناني اميل لحود الضوء الأخضر لاستكمال الانتشار في جنوبلبنان. وبدأت قافلة من جنود فيجي في خمس ناقلات جند مدرعة عملية الانتشار بتحركها من مواقع قريبة من قاعدة القوات الدولية في لبنان بالناقورة في الساعة السادسة صباحاً. وبعد تسع ساعات أوقفت قوة الطوارئ الدولية العملية بعد انتشار جنود من ايرلندا والهند وفيجي وفنلندا وغانا ونيبال والسويد يساعدهم جنود من أوكرانيا في الجنوب الذي احتلته إسرائيل 22 عاما انتهت في 24 مايو آيار. وشملت المواقع الجديدة أول موقع مراقبة بحرية على شاطئ البحر المتوسط جنوبي ميناء الناقورة. وقال ضابط بالأممالمتحدة يشرف على انتشار القوات بينما نصب جنود قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان خياما ومراكز مراقبة لقد انتشرنا في 13 موقعا كما هو مخطط, كل شيء هادئ جداً والأمور تمضي بسلاسة , وقال مسؤول لبناني إن قوة الأممالمتحدة ستستأنف عملها اليوم الاثنين. وأبطأت الألغام الأرضية والأسلحة التي خلفتها إسرائيل وميليشا جيش لبنانالجنوبي السابقة الموالية لها من تقدم القوات الدولية وانتاب الجنود الدوليون شيء من الخوف عندما انفجرت ذخائر متناثرة قرب بلدة الخيام لكن احدا لم يصب بأذى. وأضاف مصدر أمني ان ملاك الأراضي ترددوا في تأجير أراضيهم للقوة الدولية مما عرقل عملية الانتشار واضاف انهم قلقون من ألا تعطيهم الحكومة أموالهم,, وهي التي يفترض ان تفعل ذلك . وقال بيان لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوبلبنان إنه في المرحلة الأخيرة من العملية سيتم نشر ما لا يقل عن 500 جندي خلال عدة أيام في الجنوب على امتداد الحدود وهي منطقة سيطر عليها مقاتلو حزب الله منذ انسحبت إسرائيل. وانتشر نحو 200 جندي من قوات حفظ السلام الدولية في ستة مواقع على امتداد الحدود الأسبوع الماضي لكن عملية الانتشار الكامل توقفت إلى ان يتحقق لبنان من إزالة الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة على أراضيه. ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك بعملية الانتشار في بيان بثته إذاعة إسرائيل وقال إنه يأمل في أن يؤدي إلى الاستقرار في المنطقة وضمان استتباب السلام والهدوء على طول الحدود الشمالية. وقاد حزب الله معركة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجنوبلبنان, ولحزب الله عدة مواقع في المنطقة ولم ترد أي أنباء عما ان كانت هذه المواقع ستغلق, وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في احتفال حاشد يوم الجمعة إن الانسحاب الإسرائيلي حتى الخط الأزرق لا يعني انسحابا كاملا لأن هناك أراضي لا زالت محتلة ومنها مزارع شبعا وهي المنطقة التي يطالب بها لبنان. وخلال عملية انتشار القوات الدولية يوم السبت وقف مقاومو حزب الله خارج مخابئهم ووقف بعضهم على الحدود تماما وهم يراقبون تقدم قوات الأممالمتحدة ولكنهم لم يتدخلوا. وفي الأسبوع الماضي عطل مقاومو حزب الله لفترة قصيرة دورية حراسة تابعة للأمم المتحدة خارج قرية رميش قائلين انه ليست لديهم أوامر بالسماح للقوات الدولية بدخول المنطقة. وتابع الجيش الإسرائيلي أيضا تحركات القوات الدولية من جانبه على الحدود, ودوى أزيز طائرات المراقبة في السماء فوق الجنود الذين كانوا يقومون بدوريات في سيارات عسكرية. وعلىمسافة كيلومترات قليلة كانت شاحنة تحمل نحو 40 من رجال الشرطة اللبنانية مسلحين بمسدسات تسير على الحدود. ووعد لبنان الذي يتعرض لضغوط دولية ومحلية لاستعادة السيطرة على الحدود من مقاتلي حزب الله بإرسال 500 جندي من الجيش و500 شرطي إلى الجنوب بعد 48 ساعة من استكمال القوات الدولية انتشارها, والتقى وزير الداخلية اللبناني ميشيل المر يوم السبت مع مسؤولين أمنيين لبحث عملية الانتشار. وأخرت الحكومة اللبنانية الانتشار الكامل للقوات الدولية عدة مرات منذ الانسحاب الإسرائيلي بسبب الخروقات الإسرائيلية لما يطلق عليه الخط الأزرق وأقر لحود أخيرا انتشار هذه القوات بعد اتصال هاتفي مع الرئيس السوري الجديد بشار الأسد. ورسمت الأممالمتحدة الخط الأزرق للتأكد من ان إسرائيل نفذت قرارات مجلس الأمن التي ترجع إلى عام 1978, وتم تشكيل قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان في ذلك العام وتتألف الآن من 4500 جندي ينتمون إلى تسع دول.