استكملت قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان عملية انتشارها في أربعة مواقع على خط الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، بعدما أعطى لبنان موافقته على العملية. ونجح تدخل الجانب اللبناني في تجاوز إشكال بعدما أوقف عناصر ل"حزب الله" الكتيبة النيبالية فعادت وتابعت انتشارها. في هذا الوقت، أكد رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود للعسكريين في عيد الجيش مواصلة "الحد الأقصى من الجهوزية على مستوى الدفاع والمقاومة طالما أن آفاق السلام العادل والشامل ليست قريبة المنال"، وأشار الى "أن دور الجيش في معادلة الدفاع والمقاومة والأمن يتحدد إطاره مكاناً وزماناً على ضوء مسؤولية الدولة التي تستند الى الرؤية الاستراتيجية للسلام ورفض التوطين الفلسطيني من جهة وحق المواطن في الأمن من جهة أخرى". راجع ص 4. ومساء أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في احتفال في ذكرى اختطاف الشيخ عبدالكريم عبيد في بلدة جبشيت جنوبلبنان، أن "الإذن بانتشار القوات الدولية مسؤولية الدولة وقرارها ولم ننصب أنفسنا جهة تعطي إذناً". واعتبر أنه "لا يوجد لبناني يقبل أن تنتشر القوات الدولية على ضوء نقاط تحددها إسرائيل لأنه خرق للسيادة اللبنانية". وأكد "إننا في المقاومة لن نتسامح ببقاء اي قطعة أرض تحت الاحتلال، فلا تزال هناك أرض محتلة. فمزارع شبعا وأجزاء أخرى ستبقى تحت الاحتلال حتى بعد الانتهاء من خروقات الخط الأزرق. نحن لا نفهم خطاً أزرق ولا خطاً أحمر ما نفهمه أن كل شبر من أرضنا يجب أن يعود الى الوطن والحرية". وأشار الى مسألة الحدود فأكد أن تحديدها "مسؤولية الدولة لا المقاومة". وكشف أن أبناء القرى السبع راجعوه في شأنها وقال "لتتحمل الدولة مسؤولية القول إن هذه الأرض لبنانية والمقاومة جاهزة للقتال من أجل تحريرها كما هي جاهزة لتحرير كل أرض تقول الدولة إنها لبنانية، أما عندما يكون الاعتبار شيئاً آخر ولم يعد الموضوع لبنانياً سيصبح عنوان القضية عنواناً آخر". وأوضح "أن رجال المقاومة منذ الأيام الأولى للتحرير، أقاموا مراكز على الحدود لمنع العملاء من التسلل من الأرض المحتلة الى لبنان خشية القيام بأي عمل إرهابي". وقال "لا ننوي الاحتفاظ بهذه النقاط على الحدود ليس هذا عملنا"، وأكد أن تحرير الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية مسؤولية الجميع دولة وشعباً ومقاومة. وقال "نعرف أن صوتنا لن يخرج الأسرى من السجون بل نعرف كيف يمكن أن يخرج هؤلاء وسنسلك هذه الطريق من أجل تحريرهم". وأضاف "نحن ما تركنا السلاح ولن نتركه، ما تخلينا عن خيار المقاومة ولن، لم نسقط راية الجهاد ولن، ما دام هناك أسير في السجون الإسرائيلية، وما دامت هناك أرض يطأها المحتلون وما دام هناك تهديد بالخطر". وكانت قوة فيجية قوامها 50 عنصراً و6 آليات تمركزت في موقع اللبونة قرب الناقورة لتجهيز موقع مطل على مستعمرة نهاريا الإسرائيلية، فيما انتشر 45 عنصراً من قوة هندسة سويدية في موقع الحمامص على حدود جنوب المطلة مهدت لانتشار قوة فنلندية. وانتشرت قوة هندية في بلدة العباسية مؤلفة من 50 عنصراً ودوريتين و4 جيبات وجرافة. وتابع 40 عنصراً نيبالياً مزودين خمس آليات عسكرية وشاحنة طريقهم الى الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل بعدما أوقفوا لثلاث ساعات عند نقطة تفتيش ل"حزب الله" في رميش على بعد نحو كيلومتر واحد من الحدود، وتضم خمسة عناصر مسلحة، بحجة أن هؤلاء العناصر لم يتلقوا شيئاً عن انتشار الكتيبة وطلبوا توقفها في انتظار إجراء اتصالات مع الجانب اللبناني، ما استدعى تدخل ضابط الارتباط اللبناني مع قوات الطوارئ العميد الركن ماهر الطفيلي ونائب قائد القوات الجنرال سيث كوني أوبينغ اللذين حضرا الى المكان على متن طوافة لمعالجة الوضع، وقال الطفيلي بعد المفاوضات ل"رويترز" "ليس هناك مشكلات والقوات ستنتشر". وأصدرت قيادة قوات الطوارئ بياناً في وقت لاحق أكدت فيه "أن إعادة الانتشار تمت بهدوء في أربعة مواقع ولم تقع أي مشكلات". ومن المقرر أن يعقد الجانبان اللبناني والدولي اجتماعاً اليوم لوضع خطة انتشار القوات الدولية انتشاراً كاملاً في المناطق المحررة.