البكيرية - حمود المطيري - عبد المحسن القبيسي دشن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم مشروع وقف الوالدين بجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة البكيرية. وقال سموه إن الملتحقين بحلقات تحفيظ القرآن الكريم إذا تفرغوا فقط لهدف سام ونبيل ولم تستغل تلك الحلقات والدروس القرآنية لزرع أفكار أخرى تكفيرية أو مشبوهة فهم بريئون من الشبهة. وذكر سموه أن أحد الأكاديميين المختصين قد استنتج وأكد ذلك بناءً على دراسة إحصائية علمية في بحث تم تقديمه في أحد الملتقيات العلمية، إذ تبين فيما يخص الالتحاق بحلقات القرآن الكريم قلة الملتحقين بتلك الحلقات قبل سفرهم الجهادي ولم ينخرط في بعض الأعمال المشبوهة إلا قليل جداً من الملتحقين بتلك الحلقات القرآنية, كما أن رواد الدروس العلمية الشرعية التي يلقيها كبار العلماء في المساجد كانوا أقل نسبة من غيرهم ممن لديهم أفكار مشبوهة مما يؤكد حقيقة أن توجهاتهم الدينية المتشددة فيما بعد لم تكن وليدة الوسط الأسري والاجتماعي الذي نشأوا فيه بالمملكة بقدر ما هي نتائج مؤسفة لتجربتهم في السفر للجهاد خارج الوطن مما يُحمل ولاة أمور أبنائنا مسؤولية الحرص على أبنائهم ومراقبتهم والإبلاغ عن تغيبهم خشية تورطهم بأمور إرهابية. جاء ذلك خلال زيارة سموه لمحافظة البكيرية مساء أمس الأول السبت حيث كان في استقباله الشيخ محمد بن علي السويلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد العلي السويلم الخيرية والمهندس علي بن محمد السويلم وعدد من أصحاب الفضيلة والسعادة والمسؤولين وجمع غفير من المواطنين. وقام سموه فور وصوله بزيارة لمقصورة السويلم الأثرية استمع من خلالها على شرح مفصل من المهندس علي بن محمد السويلم عن المقصورة تحدث عن تاريخها وأنها كانت سكناً لبعض أسر آل سويلم، حيث بناها أمير البكيرية سابقاً عبد الله بن سويلم آل سويلم في بداية القرن الثالث عشر، وهي أول إمارة للبكيرية وتحدث عن زيارة الملك عبد العزيز التاريخية لها وبين المهندس علي أن المقصورة اُعتمدت ضمن المعالم السياحية بالمملكة من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، ثم قام سموه بجولة داخل المقصورة، اطلع على أركانها وعما تحويه المقصورة من معالم تراثية. عقب ذلك قام سموه بزيارة مماثلة لديوانية أبناء الشيخ محمد بن عبد المحسن الفريح - رحمه الله- حيث إن هذه الديوانية كان يقصدها المسؤولون ووجهاء البلد قبل عشرات السنين ثم قدم ناصر بن محمد الفريح نيابة عن أسرة لسمو الأمير بعض الوثائق التاريخية تحكي تاريخ المملكة منذ أن أسسها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. ثم توجه سموه لموقع مشروع وقف الوالدين وقام بوضع حجر الأساس للوقف ثم توجه لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الحضاري للاحتفالات بالمحافظة حيث أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة ألقى خلالها رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة البكيرية الدكتور عبدالله بن علي الدخيل كلمة رحب خلالها بسمو الأمير شاكراً ومقدراً لسموه الكريم إجابة الدعوة ليغرس غرساً من أغراس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة البكيرية حيث بين أن هذا المشروع (وقف الوالدين) يحمل من المزايا والفضائل ما يمكن الإشارة لبعضها فهو صدقة مجالها من أفضل المبرات ألا وهو تعليم كتاب الله تعالى انطلاقا من حديثه صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) كما أنه صلة وبر لارتباطه بأولى الصلات التي أمر الله أن توصل ألا وهي بر الوالدين قال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.كونه عملاً ثابتاً مستمر النفع قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية.. الحديث). وأن هذا المشروع سوف يلقى بأن الله عناية خاصة يعود نفعها لطلاب حفظة كتاب الله ثم توالت فقرات الحفل حيث قدم الدكتور عبدالله بن حمد اللحيدان فكرة عن الوقف حيث تقوم فكرته وفقاً لما صدر عن الجمعية بهذا الشأن على فتح باب الصدقة الجارية أمام كل راغب في الوفاء لنفسه ولوالديه، ويهدف إلى فتح المجال للمشاركة في الوقف لمن لا يستطيع الاستقلال بوقف، وإنشاء موارد ثابتة للجمعية، وتوفير فرص سكنية متاحة في متناول الجميع. أما إيرادات الوقف فتعتمد على الأمر المستديم من قبل المتبرع، والتبرعات المقطوعة والأوقاف، ويصرف 70% من الريع لأنشطة الجمعية، و30% يصرف لإنشاء أوقاف أخرى. وفي نهاية الحفل سلم سموه الدروع التذكارية على الداعمين للجمعية وهم: الشيخ محمد بن علي السويلم, والأستاذ عمرو بن محمد العمرو, والأستاذ محمد بن ضيف الله اللحيدان. ثم ختم سموه زيارته لمحافظة البكيرية بزيارة لفندق رمادا القصيم بالمحافظة قدم رئيس مجلس إدارة السويلم للاستثمار المهندس علي بن محمد السويلم كلمة رحب خلالها بسموه وشكره على زيارته للفندق وبين عما يحتويه الفندق حيث إنه أقيم على مساحة بلغت خمسة آلاف متر مربع ومسطحات البناء أكثر من اثني عشر ألف متر مربع وهو مكون من 11 دورا ويشتمل على أجنحة راقية إضافة إلى خدمات ومرافق متكاملة تبين دور الفنادق الراقية في مجال السياحة عقب ذلك قام سموه بجولة على أجنحة الفندق والغرف وقاعة الاحتفالات والمطعم وقاعة الشيخ محمد العلي السويلم الثقافية وأُعجب سموه بما شاهد ثم أعرب عن سروره بهذا الخدمات الراقية في فندق رمادا الذي جاء وفق الخطط السياحية بمنطقة القصيم ثم احتفى الشيخ محمد بن علي السويلم بسموه بتناول طعام العشاء في قاعة الاحتفالات بالفندق ثم غادر سموه محافظة البكيرية. من جهته قدم الشيخ محمد بن علي السويلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد العلي السويلم الخيرية شكره لسمو نائب أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن عبد العزيز على زيارته لمحافظة البكيرية ولوضعه لحجر الأساس لمشروع وقف الوالدين وقال: إن زيارة سموه تعد دعما معنوياً لأبناء المحافظة حيث إن تشريفه دافع لتقديم المزيد من العطاء من أبناء المحافظة. ثم تحدث المهندس علي بن محمد السويلم عن زيارة سموه وقال: إن زيارة سموه ودعمه للمشاريع الخيرية ليست مستغربة حيث إن لسموه أيادي بيضاء في الأعمال الخيرية ودعمه لهذا المشروع بحد ذاته إنجاز يفخر به سكان المحافظة.