وأرجو ألا يغضب مني أخي الأعز الدكتور بكر بن حمزة خشيم مدير عام فرع الشركة السعودية للكهرباء في المنطقة الغربية، حين أقول أو أسوق ما قالت العرب قديما: الصيف ضيّعت اللبن ، فلست أعني سوى أن كلمة صيف,, ساقت ذلك المثل السائر، وأنا وأمثالي يقدرون الجهد الكبير لرجال شركة الكهرباء الجادين، فقدرنا أننا في منطقة استوائية وأن الكهرباء أصبحت مقدمة على الخبز في الأهمية، لأن جوانب كبيرة وكثيرة تعتمد اعتماداً كلياً على هذه الطاقة الحضارية، في حياة أصبحت صعبة ومعقدة، لا خيار لنا فيها,! لقد جاءتني رسالة كريمة، من أخي الدكتور بكر خشيم,, تعقباً على ما نشرت في صحيفتي الجزيرة بالعدد 10111 بتاريخ 231421ه بعنوان الصيف والكهرباء والسياحة . وفي رسالة الدكتور بكر توضيح، حول جهاز الإنذار، الذي وزعته الشركة,, في العام الماضي على المشتركين وتقول الرسالة إنه وزع منه في السنة الفارطة خمسة عشر ألفا لبعض المشتركين في مدينة جدة، وفي هذا العام كمية أخرى، يبلغ حجمها خمسة وعشرين ألف جهاز,! وتقول رسالة المدير العام,, إن الهدف من ذلك مشاركة المشترك الكريم معنا في المحافظة على استمرار الخدمة الكهربائية له ولغيره,, بالتعاون المأمول إن شاء الله . ولعلي قلت في الكلمة السابقة,, إن مهمة الجهاز إرسال إشارات تعني ارتفاع الأحمال، لكي يخفض المشترك، وقت إضاءة اللمبة الحمراء في الجهاز، يخفض المشترك عدد أجهزة التكييف العاملة لديه وهذا التعاون من المشترك,, يؤدي إلى انخفاض الأحمال، وذلك لضمان استمرار الخدمة الكهربائية دون انقطاع إن شاء الله وأما عدم تعاون المشترك فيما طلب إليه فإنه يؤدي إلى انقطاع التيار - لا قدر الله . إنني أحترم هذا الطلب وأتجاوب معه، وأرجو من المستفيدين من هذا الشريان الحيوي,, الذي لا غنى عنه أن يستجيبوا لذلك، بعيداً عن الإسراف، لأن الإسراف حرام بنص الكتاب العزيز,! وقلت في كلمتي السابقة، إنني حين استجيب وأخفض من عدد المكيفات العاملة إلى أدنى حد ممكن، ومع ذلك، يظل جهاز الإنذار أحمر، فما حيلتي كمشترك وضربت مثلا,, إن عندي أحد عشر مكيفاً، خفضتها إلى ثلاثة أو أربعة، فماذا أصنع,, إذا كانت الأحمال عالية!؟ ربما لعدم تجاوب واستجابة شرائح أخرى من المشتركين, إن الأمر يحتاج إلى مساحة من التوعية,, من أجل التعاون، لينعم الجميع بهذه الخدمة التي أصبحت ضرورة اليوم. وكنت أعلنت,, بعدم مد التيار في المناطق التي حمولتها زائدة، وذلك للبناء الجديد، حتى أني رجوت أن تنسق شركة الكهرباء مع أمانة جدة في ذلك,, في وقت مبكر، فلا تمنح تصاريح بناء حتى تنتهي الأزمة,! غير أن مدير عام الشركة يقول: إن الشركة حريصة على إيصال الخدمة للمشتركين الجدد ولدفع عجلة النمو إلخ,, ! ومنطق الواقع عندي أقوى من تجاوز الحد، فالقدرة يؤدي تجاوزها إلى أضرار أكثر، إذا لم تعالج الأمور بإضافات من الطاقة تسد الاحتياج! وقرأت في بعض صحفنا من يعلن: أن من حقه أن يحصل من الطاقة الكهربائية ما يحتاج إليه,, مادام يدفع التكاليف وأثمان الاستهلاك، وهذا رأي آخر,, له مايبرره! إنني بدوري أدعو إلى التعاون مع شركة الكهرباء، بعيداً عن الإسراف والتبذير وأقول مجدداً لشركتنا، إنه ينبغي مواجهة الواقع بما يحتاج وبشجاعة، فلا ضرر ولا ضرار، وذلك بتوفير الطاقة التي تسد الاحتياج والتطور السائر، لاستجابة كل الطلبات القائمة والمستجدة، ما دام الرأي,, عدم حجب الطاقة في كل الظروف ، وهو منطق آخر، قد لا أكون معه في ظروف بعينها -، لأن الاستجابة,, دون القدرة، تؤدي إلى نقص التيار وانقطاعه، في غياب الحسابات والتوقعات، وازدياد الأحمال تلقائياً، على حين يفترض,, أن يكون هناك طاقة احتياطية، لمواجهة ازدياد الاستهلاك والطوارئ، والمباني الجديدة,! وكان الله في عون القائمين على هذه الخدمات، وينبغي أن نعينهم في حدود المتاح,, وأن نقدر دورهم وظروفهم، والله المستعان.