ذكرت انباء صحفية إسرائيلية امس ان اسرائيل والسلطة الفلسطينية تستعدان لاستئناف الاتصالات بشأن موعد جديد لقمة ثانية في كامب ديفيد قريبا. واوضحت تلك المصادر بأن التقديرات في فلسطينالمحتلة تشير الى ان القمة الثانية بين رئيس الوزراء ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ستجرى خلال شهر سبتمبر المقبل. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر سياسية في القدسالمحتلة انه من المتوقع عودة الوسيط الامريكي لمباحثات السلام دنيس روس الى المنطقة خلال الاسبوع الاخير من الشهر الجاري للإعداد لهذه القمة. على صعيد آخر نشرت صحيفة يديعوت احرنوت امس الجمعة استطلاعا للرأي جاء فيه ان الإسرائيليين منقسمون بشأن ضرورة التفاوض مع الفلسطينيين حول مستقبل القدس، الى قسمين كبيرين. ورد خمسون بالمائة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع على السؤال التالي : هل يجب الاستمرار في التحدث مع الفلسطينيين حول القدس؟ بنعم بينما رفض ال 49% الآخرون ذلك ولم يبد 1% منهم رأيا. واعتبر 64% من الإسرائيليين انه من غير الممكن التوصل الى اتفاق نهائي بدون اعادة الجزء الاكبر من القدسالشرقية الذي احتلته وضمته إسرائيل العام 1967 بينما اكد 35% منهم عكس ذلك ولم يبد واحد بالمائة رأيا. ويبدو الرأي العام الإسرائيلي منقسما ايضا حول ثمن السلام، فقد اعتبر 56% من الاشخاص ردا على هذا السؤال هل يجب ان تقبل اسرائيل قيام دولة فلسطينية على 95% من اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها في الاحياء العربية من القدسالشرقية؟ انه لا يجب قبول ذلك بينما وافق عليه 41% ولم يبد 3% رأيا في هذا الصدد. يشار الى ان السيادة على القدسالشرقية التي يريد الفلسطينيون ان يجعلوا منها عاصمة دولتهم كانت في صلب المفاوضات الماراثونية التي جرت في كامب ديفيد وانتهت بالفشل في تموز/يوليو. وقد اجرى معهد داحاف هذا الاستطلاع لدى عينة من 509 اشخاص يمثلون مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي وبلغ هامش الخطأ 4,5%. كما افاد الاستطلاع نفسه ان غالبية الإسرائيليين لم يعودوا يثقون برئيس الوزراء ايهود باراك ولكن الاستطلاع نفسه اعتبر ان باراك سيفوز في حال اجراء انتخابات مبكرة في مواجهة زعيم المعارضة اليمينية ارييل شارون، كما عكس الاستطلاع تحولا في الرأي لصالح رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو الذي تجاوز باراك. وعلى سؤال هل يتمتع ايهود باراك بمصداقية كرئيس وزراء اجاب 56% من المستطلعين بلا، مقابل 42% قالوا نعم و2% لم يبدوا رأيا. إلا ان الاستطلاع بيّن ان باراك يمكن ان يحصل على 43% من الاصوات المحتملة في حال تنظيم انتخابات مبكرة مقابل 39% لشارون، ولم يبد 18% رأيهم. اما لدى مقارنة فرص باراك مع بنيامين نتانياهو الذي جمد نشاطه السياسي منذ هزيمته في 1999، فتوقع الاستطلاع حصول نتانياهو على 46% مقابل 42% للاول، وامتنع 12% عن ابداء الرأي. وفي استطلاع آخر نشرته صحيفة معاريف اكد ثلثا المستطلعين 65% تأييدهم لاجراء انتخابات مبكرة مقابل 25% عارضوا ذلك، وامتنع الباقون عن التصويت. ولم يعد باراك يتمتع بغالبية مطلقة بعد انسحاب ثلاثة من احزاب اليمين من الائتلاف الحكومي مطلع تموز/يوليو. ونجحت المعارضة في تمرير مشروع قانون لتنظيم انتخابات مبكرة في قراءة تمهيدية في الكنيست. ونظم الاستطلاع الثاني معهد غالوب وشمل عينة من 592 شخصا يمثلون سكان إسرائيل مع هامش خطأ من 4,5%. هذا ومن ناحيته ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك في مقابلة مع صحيفة معاريف امس الجمعة بمسؤولي حزب العمل الذين ينهارون ويوهمون الآخرين ان الحزب هو الذي ينهار . وقال باراك لقد بدأنا معركة صعبة من اجل السلام وكما في كل معركة هناك لحظات صعبة وهناك وهذا في طبيعة الإنسان اناس ينهارون، ثم يحاولون ايهام الآخرين ان الحزب هو الذي ينهار . لكنه اضاف حولي اناس صامدون مستمرون معي على طريق السلام . واستنادا الى الإذاعة الإسرائيلية العامة فإن باراك كان يشير بهذا التعريض الى إبراهام بورغ رئيس الكنيست الذي اعلن قبل ايام انه يعتزم التقدم كمرشح لحزب العمل لمنصب رئيس الوزراء في حال اجراء انتخابات مبكرة. واشار بورغ الى ان مثل هذه الانتخابات قد تجري في شهر اذار/مارس 2001 . وردا على سؤال حول مستقبل حكومته قال باراك ان كل الاحتمالات مفتوحة لتشكيل ائتلاف,, سنشكل اوسع حكومة ممكنة . وحول الانتخابات المبكرة اوضح باراك لو كان الامر يتعلق بي فقط فإنني افضل ان استمر حتى نهاية ولايتي عام 2003 . وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايضا بأن يبذل كل جهد للوصول الى افضل اتفاق ممكن مع الفلسطينيين لكننا سنمضي في الكفاح بالنسبة للاشياء المهمة حول الحدود للكيان الفلسطيني وحول القدس الموسعة ذات الغالبية الكبرى من اليهود !