لندن، القدسالمحتلة - "الحياة"، رويترز- انتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي كبار أعضاء حزب العمل الذين وقفوا ضده، قائلاً انهم ينهارون وبالتالي يظنون ان الحزب ينهار. وقال باراك الذي أظهر استطلاعان للرأي أمس أن شعبيته في أدنى مستوى لها منذ انتخابه في أيار مايو 1999 في مقابلة مع صحيفة "معاريف": "لقد شرعنا في معركة صعبة هي معركة السلام. وككل معركة، هناك لحظات صعبة وهناك أشخاص ينهارون، وهذا من الصفات الانسانية. انهم يشعون انهيارهم الشخصي خارجياً ويظنون ان هذا انهيار للحزب، ولكن الأمر ليس كذلك. ويسرني ان بجانبي أناساً كثيرين أقوياء سيثابرون في السير معي نحو الهدف الذين انتخبنا من أجل تحقيقه، ألا وهو الوصول الى اتفاق سلام". وقال باراك في المقابلة نفسها انه سيسعى الى تشكيل حكومة ائتلافية جديدة عريضة القاعدة قدر الامكان. ورداً على سؤال عن السبب الذي يمكن أن يدفعه الى انتخابات مبكرة قال باراك: "التاريخ المحدد هو 2003، ولكن إذا ارتفعت 61 يداً ضد الحكومة فسيجري تقديم موعد الانتخابات. سيكون امامنا عمل كبير، ونحن على حافة عملية تتجه الوجهة الصحيحة. وما دام القرار بيدي فإن الانتخابات ستجرى في الموعد المحدد". ورداً على سؤال عن السبب الذي يدعو الى وصفه بالغرور رغم ما يواجهه من أزمات قال باراك: "سنواصل كفاحنا من أجل الأشياء التي انتخبنا لتحقيقها. لا أعلم بصورة أكيدة ان كنا سنحقق النتيجة، لكننا سنفعل كل شيء للتوصل الى أفضل اتفاق، وسنعرضه في نهاية الأمر على الناس ليصادقوا عليه. سنواصل الكفاح من أجل ما هو مهم لنا: الحدود وقدس موسعة وغالبية يهودية كبيرة". مني رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بضربة جديدة امس عندما اظهر استطلاعان للرأي انخفاض شعبيته الى ادنى مستوى منذ توليه السلطة قبل 13 شهرا بسبب الازمة السياسية التي يواجهها في خضم محاولاته للتوصل الى سلام مع الفلسطينيين. واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد داهاف ونشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" ان 63 في المئة من 509 اشخاص شملتهم الدراسة يرون في باراك رئيسا سيئا للوزراء. وهذه أدنى شعبية تظهرها استطلاعات الرأي منذ توليه السلطة. وفي تعليق على الدراسة قالت اوسع الصحف الاسرائيلية انتشارا ان "غالبية كبيرة من الاسرائيليين يقولون ان باراك فشل كرئيس للوزراء كما فشل في ادارة البلاد". واوضحت الصحيفة انه لم يسبق لاي رئيس وزراء ان انخفضت شعبيته بهذه السرعة بعد ان اعرب 54 في المئة من الاسرائيليين عن رضاهم عن أداء باراك قبل عدة اشهر فقط. وارجعت الصحيفة سبب هذا الانخفاض الى "تراكم خيبات الامل" و"الرأي العام الذي... لن يتسامح مع الصلف والانعزالية وعدم الرغبة في الاعتراف بارتكاب الاخطاء". ويسعى باراك الذي تمزق ائتلافه الحكومي وفقد الغالبية في البرلمان الى احياء محادثات السلام مع الفلسطينيين خلال العطلة البرلمانية الممتدة 90 يوما بعد فشل قمة كامب ديفيد في التوصل الى اتفاق بسبب قضية القدس اساسا الشهر الماضي. ويقول محللون سياسيون ان باراك زعيم كتلة "اسرائيل واحدة" لن يكون امامه خيار سوى التوجه الى انتخابات مبكرة في غضون بضعة اشهر سواء توصل الى اتفاق مع الفلسطينيين حول المسائل الشائكة مثل قضايا القدس واللاجئين والدولة الفلسطينية ام لم يتوصل. واظهر استطلاع اخر اجراه معهد غالوب ونشرته صحيفة "معاريف" امس انه في حالة اجراء انتخابات الآن فإن باراك سيحصل على 41 في المئة من الاصوات مقابل 35 في المئة سيحصل عليها ارييل شارون زعيم حزب ليكود المعارض. الا ان استطلاعي داهاف وغالوب اظهرا ان رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو الذي تخلى عن قيادة ليكود بعد هزيمته في الانتخابات الماضية ربما يتفوق على الاثنين في الانتخابات الجديدة. وفي استطلاع غالوب حصل نتانياهو على 43 في المئة من الاصوات مقابل 40 في المئة لباراك في حين منح استطلاع داهاف 46 في المئة لنتانياهو و43 في المئة لباراك. الا ان الاستطلاعين على اي حال اظهرا ان نسبة الاصوات التي لم يكن لها موقف كانت ما بين 12 و17 في المئة. ويبلغ هامش الخطأ في الاستطلاعين اللذين اجريا هذا الاسبوع 5،4 في المئة.