يبدو أن الهبوط بات مسألة وقت وحقيقة لا يمكن تغافلها من قبل الفيحاويين لفريقهم الذي يتذيل قائمة ترتيب أندية الدرجة الأولى، وعجز عن فك نحسه بتحقيق فوز منذ الجولة الثالثة يعيد له المعنويات ويحافظ على ما تبقى من آمال تنعشه نفسياً، وظل رهين التفريط بالنقاط الواحدة تلو الأخرى وعلى منظر من مسيرة النادي. ولا يكاد يكون أي فيحاوي في هذا الوقت سوى أنه متشائم من الوضع وبات ينظر الفريق كأنه جنازة تنتظر الدفن!!.. بقاء الفيحاء أصبح ضرباً من ضروب الاستحالة فالمتبقي الآن 6 مباريات منها خمس في المجمعة معقل الفريق، ست مباريات ب 18 نقطة إلا الأمور في البيت الفيحاوي لا تساعد نفسياً على تحقيق المعادلة الصعبة وباتت الحالة الفيحاوية أشبه بالمأتم حزناً على الحال ولكن ما الذي أوصل الفريق إلى هذا الحال ولعل الأسباب تبدو واضحة ولكن من يستطيع تعليق الجرس.. فالإعداد الفني والنفسي لم يكن بالشكل المطلوب؛ مما أربك استعداد الفريق الفني والبدني، لتبدأ الحال الفيحاوية بالتدهور جولة بعد جولة وتطلب ذلك إعادة تأهيل الفريق نفسياً لتخطي المرحلة الحرجة إلا أن ذلك لم يكن وفق ما هو مطلوب، فزاد الحال سوءاً على سوء، ولعل التشنج الكبير بعد مباراة التعاون خير دليل مما جعل لاعبي الفريق يدخلون المباريات بنفسيات مهزوزة بانتظار الخسارة التي قربت الفريق من الهبوط. كما أن الاستقرار الإداري مفقود في نادي الفيحاء مع عزله وابتعاد أعضاء الشرف، فظل الفريق في تيه إداري كبير في السنوات الأخيرة (بالرغم من اجتهادات كافة إدارات النادي) وما تبعه من آثار سلبية على لاعبي الفريق وعلى الجماهير، وباتت إداراته بالتكليف، ساهم فيها هجر الكثير من أبناء المجمعة للنادي الذي زاد الطين بلة، فإدارات الأندية الأخرى تحارب من أجل البقاء في كرسي الرئاسة، فيما أبناء الفيحاء يشردون من خدمته في ظاهرة غريبة في المجتمع الفيحاوي، ولعل الجميع يعلم أن النادي كاد أن يتم تسليمه للرئاسة العامة لرعاية الشباب بسبب تخلي أبناء المجمعة عنه والاكتفاء بالتنظير والكلام في الهواء الطلق. فنادي الفيحاء يمتلك أعضاء شرف على طراز كبير وبإمكانهم انتشال النادي والنهوض به ولا أبالغ أن قلت الصعود وبسهولة والمنافسة في الدوري الممتاز، ولكن بغرابة شديدة ظل أعضاء الشرف مبتعدين وكفوا أيديهم عن الدعم عدا القليل منهم، ولا أحد يعلم أسباب ابتعاد أعضاء الشرف والمؤثرين بالذات، والمفترض مناقشة أسباب ابتعاد أعضاء الشرف ومحاولة إعادتهم ولم شملهم بأي طريقة كانت فالمستفيد الأول هو الفيحاء. كما أن طريقة اختيار اللاعبين للفريق عادة لا تكون وفق نظرة فنية من عين الخبير الثاقبة من لاعبي الفريق السابقين أمثال: الصعب والقرملة والجبير والشنيفي والعباد وغيرهم، بل وفق اجتهادات تسيرها أهواء وبلا حس فني، وتنقصها الشفافية مع محبي النادي في أغلب الأحيان، فكان من الأحرى ومن إدارة النادي الحالية والإدارات السابقة أن تستفيد من خبرات اللاعبين السابقين بأن تكون هناك لجنة فنية لاختيار اللاعبين؛ فغالبية اللاعبين الذين أحضرهم الفريق هذا الموسم لم يتم الاستفادة منهم عدا واحد أو اثنين فقط !!؟؟ ويجب على الفريق الاعتماد على القاعدة الجيدة والزاخرة بالمواهب لتقليص سياسة جلب اللاعبين من خارج النادي. الفريق الفيحاوي بات يعد العودة لدوري الثانية والهبوط، لن يكون كارثة، وربما تسهم في إصلاح الكثير من الأمور وسيكون الهبوط فيه الكثير من المنافع إن أحس رجالات الفيحاء بقيمة الفيحاء وبدؤوا في العدة لإعادته من جديد لمكانه الطبيعي وبقائه دائماً في وضع مشرف. أما إذا استمروا في الجفاء ولم يحققوا للنادي الاستقرار الإداري المهم فالموعد سيكون بلا شك في دوري مكتب المجمعة بعد عام لأن الأحوال لا تسر في نادي الفيحاء بعد أن تقاعس رجالاته عن خدمته وهو في وضع حرج. فهل يتنبه رجالات المجمعة وأبناء الفيحاء لفيحائهم ويصالحوا أنفسهم على خدمته ويحسوا بأنه يجب أن يبقى كبيراً كما هو أم يرضوا له الهوان ويتركوه يغرق ؟؟..