للفنان الكبير محمود عبدالعزيز بصمة خاصة على الشاشتين الفضية والذهبية امتلكها عبر أكثر من ثلاثين عاما هي عمر مشواره الفني ومن خلال ادائه المتميز في العديد من الافلام والمسلسلات التي ارتبطت بأذهان المشاهدين مثل رأفت الهجان والكيت كات والعار والجنتيل والقبطان والعديد من الأعمال احدثها فيلم النمس. التقيناه في هذا الحوار الذي تحدث فيه بصراحة عن المشاكل التي واجهت احدث افلامه وكذلك مشواره الفني وأحلامه المستقبلية والكثير من اسراره التي يكشفها لالجزيرة . وقبل بداية الحوار شاهدنا خلف مكتبه صورة زيتية قديمة للملك فاروق في إطار ذهبي ثمين فسألناه عنها وعن مكانة صاحبها بالنسبة له فقال: أحد الأحلام التي تراودني منذ أكثر من عشر سنوات أن أجسد شخصية الملك فاروق وقد حدث ان المخرج داود عبدالسيد كان يقدم فيلما عن الملك فاروق وحين عرض علي الدور بدأت في البحث عن شخصية هذا الملك معتمداً على رسالة دكتوراه وكل ما فيها موثق، ورغم ان المشروع لم يكتمل إلا انني لم أتوقف عن البحث في شخصية فاروق بقراءة كل ما كتب عنه فوجدته شخصية درامية ثرية تمتلئ حياته بالمتناقضات ويحمل في جذوره أسباب فنائه، صغر سنة والمحيطون به وسوء حظه كلها اسباب دفعته للنهاية، حتى موته كان دراميا والأهم انه كان شخصية كوميدية، وأتصور ان فيلما كهذا يحتاج لميزانية ضخمة جدا، أشك في أن أجد من ينتجه ولكنه يظل حلما أتمنى تحقيقه، لانه بدأ في التكوين كسيناريو على يد إبراهيم عيسى. * ولكن الفنان يحيى الفخراني أعلن انه سيقدم شخصية فاروق في مسلسل، فهل تتصور امكانية تقديم فيلم عن نفس الشخصية ,,, ؟ أنا من أكثر المحبين ليحيى ولكنه اعلن انه سيقدم فاروق في مسلسل تكتبه زوجته الدكتورة لميس جابر، وفاروق كشخصية يحتمل اكثر من عمل فني فهو تاريخ اختلفنا أو اتفقنا معه لابد ان يسجل من خلال ذاكرة السينما واختلاف وسيلة العرض وكتاب السيناريو والتناول بالتأكيد تجعل المسلسل مختلفا عن الفيلم. نفس الطريق * لك ولدان محمد وكريم احدهما شارك علاء ولي الدين في آخر أفلامه وآخر اشترك معه في النمس وفيلم الرحلة لأحمد يحيى، هل تؤهلهما لنفس طريقك رغم انك كنت تصرح دائما بأنك لن ترضى لابنائك العمل في الفن ,, ؟ سنة 1973 حين قررت ان أترك الاسكندرية لأرحل إلى القاهرة للعمل بالفن لم يستطع ان يمنعني أبي ولكنه قال لي جملة من ثلاث كلمات لا أنساها قال اخترت الطريق الصعب بينما كنت أتصور انني مقبل على شهرة وأضواء ومال فكيف يكون الطريق صعبا! ولم أعرف ان بصيرة أبي ستكون هي الاقوى فاكتشفت ان الفن مسؤولية ومعاناة برغم اضوائه وبريق شهرته، وكنت ولازلت أتمنى الا يعمل ابنائي في الفن، ولكن هل استطاع ابي ان يمنعني حتى استطيع منعهم، كل ما امكاني ان ادفعهما لاستكمال تعليمهما ثم اترك لهما حرية الاختيار. النمس والأزمة * آخر افلامك النمس، صادف بعض المشكلات في بدايات عرضه السينمائي كما حدث مع أفلام أخرى كثيرة مؤخرا فما تعليقك على هذه الظاهرة ,,, ؟ مهنتي ومهمتي الاولى ان ابحث واختار سيناريو جيدا وفكرة جيدة وأجيد دراسة شخصيتي فيها واهتم بكل تفاصيلها وينتهي دوري بعد تقديمها ولكن للأسف الآن لم تعد تلك مهمتي فقط كنجم ولكن علي متابعة فيلمي عند التوزيع وفي دور العرض وهذه الامور لم تكن من قبل مهمة الممثل والآن ما يحدث في ظل ازمة السينما اجد نفسي قبل قبول السيناريو مضطرا لمعرفة متى سيعرض الفيلم وما إذا كان المنتج قويا بما يكفي ليستطيع عرض فيلمه في الوقت والمكان المناسب أم لا ولقد مللت الحديث في هذه الامور من كثرة ما قيل ولازال يقال في العديد من المؤتمرات والاجتماعات وكتابات في الصحافة حول ازمة السينما، نحن نتحدث منذ عشرين عاما عن الازمة والحالة تزداد سوءا فبعد ان كانت الازمة تخص دور العرض فقط اصبحت تخص التوزيع، فالسينما المصرية يحتكرها الآن موزع واحد قد يكون معذورا أحيانا وأحيانا أخرى غير معذور فيما قد يفعله في اي فيلم، أنا غير بائس ولكني واقعي وواقعيتي تعني انني سأتردد الف مرة قبل قبول اي عمل جديد. * ولكن أنت نجم يجب ان يكون لك صوت مسموع في الصناعة التي تشارك فيها حتى لو كان همك الاول هو التمثيل؟ ما المطلوب مني ان اقوله إذا كان المناخ السينمائي يعاني ازمة فوق قدراتي كممثل, هل يمكن ان يبيع أحمد زكي شقته من اجل انتاج فيلم عن السادات في الوقت الذي تنفق فيه الملايين على اعمال تلفزيونية لا قيمة لها، ألم يكن ولازال السادات جزءا من تاريخ ذلك البلد والقضية ان هناك اشكالا آخر قد يواجهه عند العرض فقد يعرض في توقيت سيئ بالاضافة لعدم ضمان التوزيع الخارجي أليس هذا وارداً في ظل الظروف السينمائية الحالية. اختلاف * هل تشعر ان جمهور السينما اختلف واصبحت له متطلبات اخرى في الافلام التي يقبل عليها ,,, ؟ أي نجم أو فنان يحيا بجمهوره ويتنفس نبضه لانه رصيده وجمهور السينما في اي زمان ومكان له متطلبات لا أعتقد تتغير كثيرا إلا في حدود الزمن ولكن يطلب دائما فكرة جديدة تمسه ولكن تخيلي لو عرضت وجبة شهية في حارة ضيقة مظلمة فكيف يستطيع الجائع ان يجد طريقه إليها، وهذا اصدق مثال لسينما جيدة قد تعرض في الخفاء فلا تجد جمهورا فتفقد اهم مقوماتها المتلقي. * محمود عبدالعزيز متهم مؤخراً بأن الشخصيات التي يقدمها في أفلامه الأخيرة متشابهة فما تعليقك ,,,, ؟ آخر الافلام التي عرضت لي هي هارمونيكا والقبطان ، والجنتل ، ثم النمس وأعتقد ان كل فيلم منها يحوي شخصية مختلفة فلا أنا تعرضت لشخصية اجنبية أو فيلم مقتبس أو دور ليس مناسبا لسني، ولكن الاشكالية لو ان الفيلم حاز على جوائز في مهرجانات عالمية مثل هارمونيكا والقبطان قالوا أفلاما غير جماهيرية، أما لو كنت تقصدين الجنتل والنمس باعتبارهما شخصيات من بيئة واحدة وهي الحارة المصرية، فهل البيئة الواحدة لا تحوي آلاف النماذج البشرية المختلفة ولازال هناك في الحارة المصرية شخصيات كثيرة أتمنى ان اقدمها، ومثلا مع الفارق فأدب نجيب محفوظ لم يخرج إلا من الحارة المصرية ورغم ذلك لكل رواية مذاق وطعم وقيمة فهل نجرؤ ان نقول ان روايات نجيب محفوظ متشابهة. أفلام وغناء * محمود عبدالعزيز هو اول من قدم الغناء في افلامه حتى وصل بنا الامر الآن إلى ان الكل يغني في الافلام وتباع الاغنيات في كاسيت منفصل بل قد تكون الاغنية هي السبب الرئيسي والوحيد لنجاح الفيلم رغم هبوط مستواها فماذا تقول ,,, ؟ لم أتعمد الغناء في افلامي وكل ما قدمته كان يدخل في نسيج الفيلم وقد بدأت الغناء في فيلم الكيف وكان يتحدث عن المخدرات المادية والمعنوية فعرضنا الاغنية التي قد تكون مرادفها معنويا للمخدرات ولهذا قدمت الاغنية، وكان لها قيمة درامية وطلب مني ومن محمود أبوزيذ ان نقدم اغنيات الفيلم الهابطة فكيف ننشرها بالكاسيت اما سماعها من خلال احداث الفيلم فله وقع آخر,, وهكذا كل اغنية قدمتها في افلامي كانت لهدف درامي فالمنجد البلدي في جري الوحوش هل من الغريب ان يغني وهو يعمل ولكني لم أظهر اغني للحبيبة على شط النيل!! ثم أكاد أن أجزم بأن ما قدمته من اغنيات في افلامي يكاد يكون كلثوميات بالمقارنة لما يقدمه الآن بعض المطربين المحترفين لمجرد تعبئة شرائط كاسيت. * توفي مؤخراً محمد نسيم رجل المخابرات الذي علم وصاحب رأفت الهجان فهل حدث ان التقيت به ,,,, ؟ لم أقابله اثناء او قبل التصوير رغم لقائي بالكثير من الشخصيات الحقيقية التي احاطت برأفت الهجان في حياته ولكني التقيته بعد عرض المسلسل اكثر من مرة في حفلات سياحية عامة وكان يقابلني ببشاشة شديدة وهو رجل هادئ جدا شعرت فيه برجولة نادرة وخلال لقائنا لم يعلق على دوره هو ولم يقل ابداً كلمة واحدة عن علاقته برأفت الهجان الحقيقي، وكان ممتنا لي عن دوري في المسلسل وكنت سعيداً به عن دوره الحقيقي في الحياة وحزنت جدا على وفاته ولكنها ارادة الله. * سمعت انك تستعد لمسلسل جديد يعرض في رمضان فما حقيقة هذا الخبر وما موضوع المسلسل وآخر أخبارك السينمائية ,,, ؟ أنا لا أعمل مسلسلا لرمضان ولكني استعد لمسلسل عن ثلاثية خيري شلبي الاول ولد والفورة والكومي ويكتبها محمد حلمي هلال باسم الكومي ولكن كتابتها لم تكتمل بعد.