تُمثل عودة الفنان محمود عبدالعزيز الى العمل التلفزيوني من خلال مسلسل "محمود المصري" حدثاً فنياً كبيراً، خصوصاً أن هذه العودة تأتي بعد ابتعاد 15 عاماً منذ أن قدم مسلسل "رأفت الهجان" الذي حقق نجاحاً واسعاً في الوطن العربي. "الحياة" التقته وسألته عن اسباب ابتعاده عن الشاشة الصغيرة كل هذه السنوات الطويلة؟ - "رأفت الهجان" بأجزائه الثلاثة وضعني في مأزق شديد بسبب النجاح الباهر الذي حظي به عند عرضه وحتى الآن، لذلك كنت اشعر بالرعب مع كل مسلسل تلفزيوني يُعرض عليّ حتى عُرضت عليّ قبل عام فكرة هذا العمل الدرامي الذي أخرجني من سجن "رأفت الهجان". ما الذي وجدته في مسلسل "محمود المصري" وجعلك تشعر بامكان التخلص من نجاح رأفت الهجان؟ - المسلسل كتبه السيناريست مدحت العدل بايقاع سينمائي بحكم انتمائه لعالم السينما وقدرته على التكثيف بالنظر الى الاحداث. كذلك، الصورة في المسلسل مختلفة تماماً وأماكن التصوير جديدة على العين. مقارنة؟! وماذا عن الشخصية التي تلعبها؟ - اقدم شخصية "محمود المصري" وهو شاب اسكندراني يجسد الكفاح والصمود في وجه صعاب الحياة مهما تكن، ويأتي ذلك في ظل مناخ من الاحباط من واقع يومي مؤلم. الشاب يرفض بعد تخرجه في الجامعة العمل الحكومي. هنا تبدأ رحلته في الصعود الى عالم المال والتجارة حتى يصبح واحداً من كبار رجال الأعمال في العالم. وفي خلفية كل ذلك الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمصر خلال قرابة أربعين عاماً. هل تخشى مبكراً حدوث مقارنة بين المسلسل الجديد وبين النجاح الذي حققه "رأفت الهجان"؟ - العملان مختلفان، وأنا مطمئن لأنني اقدم هذا العام عملاً وطنياً لا يقل عن الهجان ولكنه في سكة مختلفة، رأفت الهجان عمل سياسي في المقام الاول، ويقدم ملحمة من ملفات الاستخبارات المصرية، أما هذا المسلسل فيقدم ملحمة من ملفات الحياة اليومية المليئة بملاحم الشرفاء. الى أي حد تشعر بالارتياح بعد ان شارفت على انجاز المسلسل؟ - انا ليس لدي مَنْ استشيره في ما اقبل او ارفض من الاعمال، ولكن دائماً استشير احساسي، ولا اجلس في برج عاجي بعيداً عما يحدث للناس، ولو كنت بعيداً عن الاحداث طوال هذه الفترة لكان يمكن القول إن اختياري بعيد عن اهتمامات الناس. ولهذا فأنني أرى أن الجمهور يحتاج الى نموذج ايجابي وسط حالة الاحباط التي يعيشها. ما ردك على مَنْ يقول ان عودتك الى العمل التلفزيوني تعد تأكيداً على هجرة نجوم السينما منها؟ - السينما تعيش حالياً مرحلة لا يفهمها احد، فالمواضيع السينمائية لا يتم تقويمها الآن بالجهد المبذول أو بالفكر الجيدة الجديدة، ولكن "بالإفيه" الكوميدي من دون النظر الى موضوع او رسالة الفيلم باستثناء افلام قليلة جداً مثل "بحب السيما" الذي اعتبره من افضل الافلام التي قُدمت على شاشة السينما في العشر سنوات الاخيرة. هل اشترطت موعداً لعرض المسلسل على شاشة رمضان المقبل؟ - الشرط الوحيد لي كان "السيناريو" الجيد وان يكون فريق العمل على مستوى رفيع واختيار ابطال مناسبين للشخصيات التي يؤدونها، وأنا لا اشغل نفسي بموعد العرض ولكنني اعتقد أن تلفزيون بلدي لن يبخل عليّ بعرض مسلسلي الذي اعود به بعد 15 عاماً في موعد مناسب. ومتى تعود الى السينما؟ - لن اعود الى السينما، التي ابتعدت عنها ثلاث سنوات، إلا إذا وجدت السيناريو الملائم، فخلال الفترة الماضية رفضت اكثر من 17 فيلماً لانني لم اجد نفسي فيها. لماذا لا تفكر في الانتاج لنفسك؟ - تركيبة السينما اختلفت وعليك الخضوع لقوانين السوق الحالية وهي قوانين تنتصر للكوميديا وحدها، وعموماً مسلسل "محمود المصري" يعادل بالنسبة الي 10 أدوار سينمائية.