مازلت أذكرُ ذلك اليوم,, الذي حملتُ فيه شهادة تخرجي من الثانوية العامة,, وما زلت أذكر وقع خطواتي لأول مرةٍ فوق ارض هذه الكلية,, لأسجل فيها وأكون احدى طالباتها,, قبل اربع سنوات من اليوم والله المستعان,, وكأن الأربع السنوات كانت بالامس,. ها قد مَضَت أيامنا,, ها قد مضت أعوامنا,. ثم انقضت تلك السنون الأربع,. مازلت أذكر قبلها,, صلوات أمي في الضُّحى,. تشجيع والدنا لنا,. حتى قبلت,, وصرتُ طالبة هنا,. مازلت أذكر قبلها,. وقع الخُطى,. وطموح عمرٍ,, لا يُعرقله الهوى,. ,,, ,,. الشمسُ تُشرق داخلي,. النور يبعث من دمي,. يوم التقيت بمهجتي,. وصحبتُ أروع صحبتي,. فبكيت من مُر النوى,. وبقيت أنقش ذكرياتٍ,, عابراتٍ,, في الدُّنى مازلتُ أذكر جِدنا,. مازلتُ أذكر ضِحكنا,. مازلتُ أذكر درسنا,. مازلتُ أذكرُ كل شيءٍ ضمنا,. مازلتُ أذكر أننا,. عشنا هُنا,. أحلى حكاية عُمرنا,, ثم انقضت أيامنا,. ثم انقضت أعوامنا,. ثم انقضت تلك السنونُ الاربعُ,. فكتبتُ فوق دفاتري: إنِّي أحبكِ,, لفظة,. لا لستُ أدري هل تفي؟!,, يوماً لكِ,, كُليتي,. يا روعة الشعر المقيم بداخلي يامن كتبتُ بحسنك الأشعارا يا من جعلتك في فؤادي قصة,. فملأت ليلك في الدُّجى أقمارا ومشيتُ في درب العلوم صبابةً ونثرتُ حُبك في الدُّنى أزهارا وقضيتُ من عمري,, سنينا أربعاً فبقيت في غور الحشا,, تذكارا كُليتي,, ضاعت حروفُ قصائدي بل بعثرت,, وتلعثمت كلماتي لم أستطع تسطير شعري,, دُونما أحزان ليل,, ساكب الدمعات يانجم قل لي كيف أخفي دمعتي بل كيف أخفي هذه العبرات فالغصة الحرى,, تحرق خافقي والليل يبكى من لظى الأنات الله,, يا أيام في,, ترفقي,. لا تسرعي بتفرق الاحباب لو كنت اعلم للزمان,, توقفا لوقفت دفته بأرض صحابي لكنه,, قدر الإله,, ومالنا إلا الرضا، والأخذ بالاسباب سبحان من خلق الزمان وعده حكما ليعلمها,, أولي الالباب يا طير هل تدري بأنه خافقي,. يوم الوداع ورجفة الاضلاع يا طير هل تدري بسكب مدامعي وتلفتي,, وتخوفي,, وضياعي يا طير هل تدري بحرقة مهجتي وتكاتف الآلام,, والأوجاع,. لا لست أدري كيف أحيا لحظة إن لاحت الأيدي تصوغ وداعي يا شمس ذات اليوم لا لا تشرقي فشروق نورك,, منبئا بفراقي,. أو ما علمت بلوعتي,, وتوجعي لفراق احبابي,, وكل رفاقي,. او ما علمت عن ارتجافات النوى أو ما علمت,, بجمرة الأشواق أترى سيرحم قلبنا,, بعد الجوى وتطيب آلام النوى,, بتلاقي أواه,, ما أقسى فراق احبتي جمرات,, كل الكون في احشائي وأنا الغريق ببحر احزان اللظى من سوف يسمع صرختي وندائي من سوف يرحمني وينقذ فرحتي من سوف يبعدني عن الاعياء من لي بقلب يحتويني عندها فأنا الضياع,, وزفرة الاصداء,. أحلام منصور الحميّد هذه القصيدة لا تعبر فقط عن (ذاتية) الشاعرة المتميزة احلام الحميد، بل هي تعبر عن هم مشترك بين كثير من الناس,, عن العمر الذي يجري ولا نشعر به,, إلا بعد أن نفقد الاصدقاء! والقصيدة وان كانت في بدايتها قوية وبليغة,, إلا انها بعد ان تحولت إلى الشكل العمودي! فقدت هذه القوة وبدت كلمات مصفوفة,, ربما لأن الالتزام بالقافية قد (ضيق) على الشاعرة مساحات أرحب للصور الشعرية، لا اقصد بكلامي انني مع أو ضد الشكل العمودي,, ولكنها ملاحظة حول القصيدة,, كان بالامكان ان تكمل الشاعرة قصيدتها على نحو ما بدأتها,, ولكن الخيار يبقى لها وحدها في النهاية.