ديوان "مرسى الوداد" الصادر عن ( مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث) بدبي عام 2008م، للشاعرة الإماراتية شيخة المطيري. شاعرة هذا الديوان, كتبت الشعر منذ صغرها وهي ذات تجربة شعرية متميزة, اتسم شعرها بالعذوبة والبساطة سواء من حيث استخدام المفردة, أو من حيث الصورة الشعرية المركبة التي تنأى عن التعقيدات اللفظية والمعنوية, كما حرصت أيضا على أن تكون تجربتها مركباً شعرياً يمزج في مكوناته ما بين الأصالة والتجديد. تمثل ذلك كله في ديوانها هذا الذي راوحت من خلاله ما بين الشكلين الرئيسيين لشعرنا العربي , ألا وهما الشعر العمودي, والشعر الحر/التفعيلي, دون مفاضلة بينهما. ويتناول الأستاذ هارون هاشم رشيد تجربة هذه الشاعرة في مقدمة طويلة جاءت لهذا الديوان كان من ضمنها قوله : "استمعت بلهفة إلى الشاعرة الطالعة وهي تلقي شعرها منتصبة كالسيف, منطلقة كالسهم ,تلقي شعرها من أعماق قلبها. ويمضي ( رشيد) متوغلا في الحديث عن الناحية الفنية للديوان قائلا : وهي المتمكنة من أداتها الشعرية فقد لجأت في الموضوعات الأخرى إلى نظام التفعيلة محافظة على الجرس الموسيقي, معبرة أجمل تعبير عن ذاتها وأحاسيسها وعوالمها وقد كانت صادقة عندما كتبت في مدخل ديوانها : "لم أحلم يوما أن أكون شاعرة بقدر ما حلمت أن اقول ما أريد بلغة أخرى وبنبض آخر". ويعلق رشيد هنا على هذه العبارة , التي جعلت منها الشاعرة فاتحة لديوانها بقوله : "وذلك هو الشعر بحق الذي يجيء بلغة أخرى فما أجمل ما تقول ". ومن أجمل النصوص العمودية التي ضمها الديوان قصيدة بعنوان (أخفي الهموم) ومنها: "اخفي الهموم وهذا الدمع فضاح بل كيف أصبر والأحباب قد راحوا يلوح فوق سما أشعارنا قمر يبكي الفراق وأهل الود ما راحوا". ومن النصوص التفعيلية اخترنا مقطعا من نص جاء تحت عنوان (وجودك يعدل الدنيا) ورد من ضمنه قولها: "وجودك يعدل الدنيا وما فيها وظلك واحة غنت طيور مشاعري فيها تغني لحن من جرحوا ومن فرحوا ومن يا سيدي عاشوا هموما لست تدريها". حمدالرشيدي Your browser does not support the video tag.