يبدو أن المثل الشعبي الدارج (باب النجار مخلوع) ينطبق على المحامين السعوديين؛ فهم حتى الآن لم يصلوا إلى من يجد حلا ينهي وضعهم الذي يصفه البعض ب (المتردي) نتيجة لقصور تعاون الجهات ذات العلاقة بهم وتأخر الموافقة على إنشاء هيئة ذات شخصية اعتبارية تمثلهم على غرار الهيئات الأخرى التي تثري بقية المهن وتسهم في ترقية أدوارها ومساهماتها العامة والقطاعية. مساء اليوم (الأحد) جولة أخرى يبحث فيها المحامون عن ذاتهم والمعوقات والصعوبات التي تقف أمام أداء عملهم وسبل تذليلها.. ومرة أخرى اختاروا غرفة الرياض لتكون مكانا للقائهم الدوري. (الجزيرة) رصدت وضع المحامين في يوم تجمعهم وخرجت بالتالي: وضع مضطرب وانتظار لهيئة لم تقر بعد ! قبل نحو نصف عام عقد لقاء دوري لنحو 40 محامي يتبعون للجنة المحامين بغرفة الرياض ولم يخرجوا منه بنتائج واضحة عدا تحديد مرات لقائهم الدوري وزمن اللقاء وعكس الاجتماع (المضطرب) وضعهم الحالي حيث كان الجميع يطالب التسريع بإنشاء هيئة للمحامين. وعلق الدكتور حسن عيسى الملا رئيس اللجنة الوطنية للمحامين (في حينه) بأن الهيئة لم يتم الموافقة عليها بشكل نهائي من قبل المقام السامي إلا أننا متفائلون بقرب صدور الموافقة على إيجاد هيئة للمحامين. أما المحامي فراج بن علي العقلا فيقول ل (الجزيرة) أن وجود هيئة أمر مهم وضروري وأضاف أنها تمثل الهدف الذي ينشده المحامين بما يصب في النهاية في مصلحة المنظومة العدلية السعودية. وأكد أن لجنة المحامين تؤدي واجبها وفق إمكاناتها والصلاحيات المخولة لها، إلا أنها لن تكون عوضاً عن إنشاء هيئة للمحامين. تكملة عدد و(حبو) نحو تنفيذ الأنظمة هناك من المحامين من علق وقال: (لا نريد أن نكون تكملة عدد) ونريد للهيئة أن تكون هيئة أكثر تطوراً تستفيد من أخطاء غيرها!. وطالب آخرين بأن يكون لهم كيان معتبر وله أهلية بحجم مهمة منتسبيه وأن تحل جميع مشاكلها في أسرع وقت ممكن وأن يكون لاجتماع اليوم صدى مسموع وملموس. وكان بعض المحامين قالوا في اجتماعهم (الأربعيني) السابق عن سير الأنظمة وتفعيلها بأنه (لا يزال يحبو حبواً) . وطالبوا وزارة العدل بتمكين المحامي من تحقيق طلباته وتطلعاته وأن توجه الوزارة الجهات الأخرى بالتعاون مع المحامين. إلا أن المحامي فراج العقلا يرى عكس ذلك حيث ينفي بطء تفعيل الأنظمة ويقول: (أن تفعيل الأنظمة يجري جرياً وبخطوات ثابته). واستشهد بما صدر من أنظمة عدلية تتمثل في أنظمة المرافعات والإجراءات الجزائية والمحاماة ممتدحاً سعي وزارة العدل في التفاعل والتعاطي مع الظروف الراهنة داخلياً وخارجياً. وفيما يتعلق بإنشاء هيئة للمحامين فيرى العقلا بأنه ضرورة وتمنى أن تكون مظلة للمحامين السعوديين وتتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة بما يساهم في معالجة وتنظيم أعمال المحاماة. نداء لوزير الداخلية لتحسين تعامل الشُرط معهم.. خلال لقاء المحامين السابق ركز البعض على الطريقة التي تتعامل بها مراكز الشرطة معهم واعتبروا ذلك أحد معوقات عملهم وتأديته بالصورة التي تكفل حماية موكليهم وطالب عدد منهم وزير العدل بمخاطبة وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز بأن يسترعي انتباه سموه بالتعميم إلى جميع مراكز الشُرط وهيئة التحقيق والأدعاء العام التي هي تحت إشراف وزارة الداخلية بالتعاون مع المحامين حتى يسهموا في تحقيق الهدف المنشود من مهنة المحاماة في مساعدة العدالة والمواطنين. معاناة مع القضاة بعض المحامين يشدد على أهمية تواصل لجنة المحامين بالغرف التجارية ممثلة برئيسها مع وزارة العدل لإزالة كثير من عقبات المحاكم وتساءلوا بالقول: كيف تعمل وتتواصل اللجنة مع وزارة العدل؟.. وطالبوا بتوضيح أكثر.