يحظى نادي الاتحاد باهتمام كبير ومتابعة لصيقة من جماهيره سواءً داخل النادي أو بمتابعة فرقه الرياضية، ولذلك كان أول الاندية التي أنشأت روابط المشجعين بشكل منظم ساهم في دفع الجمهور إلى تشجيع فرق النادي بشكل قريب الى الشكل الرسمي والتنظيمي. المركز الإعلامي بالنادي قدم نبذة عن تاريخ التشجيع الرياضي بشكل عام وبنادي الاتحاد بشكل خاص منذ تأسيسه التي جاءت في التقرير التالي: كان التشجيع الرياضي قبل 1377ه غير منظم وبطريقة عفوية سوى في التمارين أو المباريات، وكان هتاف الجماهير وتشجيعهم هي الوقود الرئيس للاعبين للارتقاء بمستوياتهم واستمر دور الجماهير بنفس الطريقة وتأثيره نظراً لعدم وجود مقرات للأندية تستطيع الجماهير الحضور إليها للتعبير عن آرائها ومقترحاتها و المشاركة في صنع قرارات ناديها المفضل. ولكن مع بداية 1377ه بدأ التشجيع يأخذ طابعاً منظماً نوعاً ما عن طريق المشجع الاتحادي الكبير (عبدالرحمن كاكا) -رحمه الله- الذي كان يعمل أميناً للصندوق في ميناء جدة في نفس الوقت مساعداً لمدير عام الميناء (للحركة والتشغيل) حيث وظف إمكانات الميناء وسيارات النقل الكبيرة (اللواري) وذلك لنقل جماهير الاتحاد من ساحة حارة اليمن بجوار حمزة فتيحي التي يتجمع فيها جماهير النادي من حارات جدة (الشام، المظلوم، العلوي، البحر) وكانت من العوامل المشجعة للجماهير للحضور للنادي ومؤازرة الفريق وتشجيعه في تدريباته ومبارياته. وكان العم حمزة فتيحي يؤمن للجماهير أدوات التشجيع اللازمة «الطبول، الطيران» وذلك بعد صلاة الجمعة وقبل تحرك اللواري. وكان عبدالرحمن كاكا- رحمه الله- الرائد في جمع وتنظيم الجماهير لمؤازرة العميد. الاتحاد يذهب للصبان بزفة: مما لا شك فيه أن جماهير الاتحاد كانت المصدر الرئيسي لقوة الفريق واللاعب رقم (12) الذي يرهب الخصوم ويعمل لها ألف حساب نظراً لكثافتها وتشجيعها الذي لا يتوقف حتى نهاية المباراة، بينما الفرق الأخرى كانت تلعب بدون جماهير نظراً لانعدام شعبيتها. وعليه كانت الجماهير قبل تحركها تشكل موكباً أشبه بزفة العروس، وذلك عن طريق ترديد الأهازيج والعبارات التشجيعية على أنغام الطبلة والطار، وذلك من حارة اليمن، وحتى ملعب الصبان، مجموعات تشجيعية تردد الأهازيج الجميلة. فوز الاتحاد يشل حركة المرور وهزيمته تجعل الشوارع خالية: عشق جماهير الاتحاد لفريقها عجيب وغريب ففي حالة الفوز تنتشر الأفراح والتهاني في كل مكان وتشل حركة المرور تماماً في الطريق المسفلت الوحيد ولضيق مبنى الملعب ووسط المدينة حيث تنتشر الدبابات (الدراجات البخارية) في الطريق وتحاصر حافلة النادي من كل ناحية بالإضافة إلى سيارات بعض المشجعين، ولكن في حالة التعادل أو الهزيمة يطل الحزن على مدينة جدة بشكل كبير وواضح فتجد الشوارع خالية نتيجة بقاء الناس في بيوتها من هول الصدمة والعشق للفريق الذي لم يتعود إلا على الفوز فلا هزيمة ولا تعادل. التنظيم الأول لرابطة مشجعي الاتحاد بقيادة السائق(أوليمبيوك): كان محمد قاسم أوليمبيوك سائق فتحي أبو الجدايل الذي كان يقود اتوبيس النادي الذي يحمل اللاعبين إلى ومن ملعب الصبان أول من فكر في تنظيم عملية تجميع كبار المشجعين في حارات جدة المختلفة (اليمن،المظلوم،الشام،البحر،العلوي) والتفاهم حول طرق التشجيع وأساليبه. الرؤوس الكبيرة والدور الفعال للجماهير: مع استمرار انتصارات الاتحاد بدأت تظهر مجموعة كبيرة من كبار مشجعي الاتحاد وهم (اسحاق ويعقوب كشميري،صالح شحبر،صالح الرداعي،عبدالعزيز الغامدي وغيرهم) وكان ظهورهم في عهد تولي الشيخ يوسف الطويل رئاسة النادي وبدأ دورهم ونشاطهم يتسع ويتجاوز عملية التشجيع في الملاعب الرياضية حيث بدأوا يقومون بما يلي: - حراسة مقر النادي والقيام بدور العسة على معسكر الفريق في فندق قرشي أو في منزل العم خليل الرشيدي أو مقر النادي في العمارية والبغدادية وذلك عن طريق نظام الورديات مجموعة تسهر ومجموعة تنام، وكان لا يسمحون للسيارات بالمرور أمام المعسكر يوم المباراة. - همزة الوصل بين اللاعبين والإدارة. - حل مشاكل بعض اللاعبين. - كانوا عيون الإدارة في متابعة اللاعبين وتحركاتهم. - الإشراف على تجميع الجماهير وانتقالاتهم إلى الملاعب. وكان دورهم تضحياتهم دون مقابل وإنما حباً وعشقاً في العميد يدفعون الغالي والرخيص للاتحاد. ونتيجة لتصاعد دورهم بدأت الإشاعات المغرضة من بعض الحساد حولهم، وأنهم يحققون مصالح خاصة، ولهم تأثير قوي على اللاعبين مما أدى إلى تدخل الإدارة وانفرط عقد هذه الرابطة والمجموعة الفعالة لكبار مشجعي الاتحاد مما أحدث فراغاً كبيراً في تنظيم التشجيع. جمع التبرعات وبدأت مع الشعيب -رحمه الله- رحلة جديدة لرابطة مشجعي الاتحاد وانحصر عملها في جمع التبرعات للنادي وفي تصنيع الأعلام وتوفير التشجيع (طيران وناقرزان ومرد) وظل تأثير هذه الرابطة على جماهير الاتحاد والإدارة واللاعبين محدوداً. وعندما تولى الإدارة الأمير طلال بن منصور شكل الرابطة على النحو التالي: شعيب رئيساً، محمد عبدالعزيز الغامدي نائباً، يحيى عبدالله أميناً للصندوق، حميد الجحدلي، محمد باوزير، عبدالرحمن الدرعان، عرفة حمدان، سالم البكري، أحمد الشقاح، أعضاء واستمرت أيضاً في عهد إدارة الشيخ إبراهيم أفندي بعد تطعيمها ببعض العناصر كعبدالحميد كاكا، وكان أهم أهداف الرابطة: الحصول على التبرعات من المشجعين وأعضاء الشرف. إهداء بطاقات العضوية الشرفية لكبار المسئولين والشخصيات الرسمية. قيادة الجمهور في المدرجات. تأمين أدوات التشجيع. عند تولي الدكتور عبدالفتاح ناظر -رحمه الله- رئاسة الاتحاد في موسم 1405-1406ه تم إلغاء كافة التنظيمات السابقة بما فيها رابطة المشجعين، وظل هذا المنصب شاغراً في عهد المهندس حسين لنجاوي في انتظار وضع ضوابط ونظم جديدة للرابطة التي يريدها النادي وتواكب روح العصر، وتحقق تطلعات الجماهير الاتحادية وتلبي رغبة الإدارة وتوجهها العلمي وخاصة بعد تطور الوعي والإدراك والذكاء والفهم لدى المشجع الاتحادي. مرحلة صالح القرني والتشجيع الأجمل والتأثير الأقوى ساهم صالح القرني رئيس رابطة المشجعين بأهازيجه الجميلة منذ بداية عام 1410ه وقبل توالي البطولات الاتحادية بتكوين رابطة قوية مترابطة تقف خلف فرق النادي في كل زمان ومكان، وبدأت تبث الحماس في فرق النادي قبل تحقيق البطولات ولم تيأس واستمرت في أداء دورها بترتيب أجمل الكلمات والألحان ليس على مستوى الأندية السعودية، ولكنها على مستوى كافة الأندية الخليجية والعربية مما زاد في شعبية الفريق لدى الكثير من الجماهير وخاصة بعد هيمنة الاتحاد على البطولات فتغنى صغار السن قبل الكبار بأهازيج وأغاني الاتحاد الجميلة وحاولت روابط الأندية تقليده، ولكنها لم تنجح مثل نجاحه والكل أصبح يردد أهازيج رابطة مشجعي الاتحاد بقيادة صالح القرني (بلبل الاتحاد) اللاعبون في الأتوبيس والملعب عقب الفوز، وكذلك الإداريون والجماهير صغاراً وكباراً، وفوق ذلك كله يتمتع صالح القرني بخلق رياضي صحيح بمعنى الكلمة فهو يشجع بعيدا عن التعصب والكلمات الجارحة، وأبرز ما قدمه صالح القرني من أهازيج: اتحاد ألعب واحنا لك سند أووه يأتي يا موج البحر شيلوا وغنوا ون ون والإتي نمبر ون والإتي سحرني بجماله ولونه أسرني وحتى نعطي لرئيس رابطة المشجعين صالح القرني حقه فإنه يجب القول: إنه اللاعب رقم (1) في كل فرق النادي. انتسب صالح القرني لنادي الاتحاد عام 1396ه كلاعب لكرة القدم سجله العم يحيى في الأشبال وانقطع عن التدريبات وعاد عام 98، 1399ه كلاعب للكرة الطائرة، وحصل الاتحاد على بطولة المملكة للكرة الطائرة للشباب بقيادة جمال عسيري ولظروف العمل انقطع عن النادي لفترة عاد بعدها عن طريق رابطة المشجعين بعد التعرف على الإخوان عبد الغني سعيد الغامدي ومحمد بن عياد السالمي، و مجموعة الرابطة آنذاك في عهد رئاسة المرحوم عبد الله شعيب عام 1403ه ومن الأسماء التي كان لها دور كبير في الرابطة: - المرحوم مشعل فرج من الأسماء التي ساندت الاتحاد كثيرا وكان- رحمه الله- مشجعا مميزا بلبسه الاتحادي المخطط بالطول. - محمد بن عياد السلمي عبد الغني سعيد الغامدي، توأمان وعلامتين بارزة في تاريخ رابطة المشجعين، وهم من أصحاب الفضل في استمرار عطاء رابطة المشجعين أثناء عدم وجود رئيس لرابطة المشجعين، وبعد استلام صالح القرني للرابطة كان لهم الفضل بعد الله في إرساء قواعد الألفة والمحبة بين أفراد الرابطة، وقد تم ترشيحهم لصالح القرني هم وجميع أفراد الرابطة و إدارة النادي أثناء رئاسة الأستاذ أحمد عمر مسعود عام 1411ه وتم تسليم رئاسة رابطة المشجعين رسميا لصالح القرني. أسرار عظمة وقوة جماهير الاتحاد والرابطة: التاريخ يشهد بالحقائق التالية لجماهير الاتحاد: 1- إخلاص لا مثيل له وعشق لحد الجنون لفريقها. 2- تضحيات وبذل مستمر لا حدود له. 3- تشكل القوة الأساسية لفرق النادي واللاعب رقم (1) 4- الأصالة والالتصاق بالفريق حتى في أصعب الظروف وعدم التخلي عنه مهما حدث، فرغم الأحداث التي مر بها الاتحاد التي ممكن أن تدمر أي فريق استمر الاتحاد شامخا بإخلاص و تضحيات جماهيره. 5- ازدياد شعبيته عاما بعد عام حتى أصبح يملك واحدة من قواعد أكبر قواعد الجماهير على مستوى المملكة العربية السعودية والخليج. 6- أفضل الجماهير السعودية تشجيعا ومساندة لفريقها. 7- يدعم النجوم ويساعدها على التألق. 8- يكره الغرور والتعالي حتى في أفضل لاعبيه ولا يرحم المغرورين بل ينتقدهم حتى يعودوا لجادة الصواب.