أوضح الدكتور عبدالواحد الحميد وكيل وزارة العمل ومدير عام صندوق الموارد البشرية ان سوق العمل لا يزال يكتوي بنار تداعيات الطفرة السابقة التي مرت بها المملكة وما خلفته من نظرة دونية تجاه بعض الوظائف والمهن المرتبطة بالعمالة الوافدة الرخيصة. وقال الحميد خلال محاضرة ألقاها بغرفة الرياض امس بمناسبة افتتاح فرع للجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية (أشرم) بالرياض انه ورغم ما أفرزته الطفرة من ايجابيات إلا ان هناك سلبيات تسببت في تفاقم ظاهرة البطالة واعتبار الوظيفة ضمانا اجتماعيا وامتيازا يحصل عليه السعودي بغض النظر عن جوانب الإنتاج، مما أدى إلى تضخم التطلعات والطموحات غير الواقعية لدى كثير من الشباب. وتحدث وكيل وزارة العمل عن أهمية الأيدي غير الوطنية وضرورة وجودها في سوق العمل السعودي للاستفادة من تجاربها ودعمها للسوق المحلية واشار إلى تزايد نسبة البطالة عما كانت عليه قبل نحو 4 أعوام ووصولها إلى نسبة 12% في الوقت الحالي، وعن التحديات التي تواجه سوق العمل قال من بينها التغيرات الهيكلية وانعكاسات العولمة والانفتاح التي وصفها ب(القضية الخطيرة). وأضاف ان من بين التحديات المدن الصناعية الجديدة وخاصة تلك التي تم إقرارها في تبوك وحائل والشرقية والمدينة المنورة ورابغ وجازان وأكد انها سيكون لها تأثيرها على سوق العمل مذكرا في الوقت ذاته ما ستضيفه تلك المدن من وظائف قدرتها الهيئة العامة للاستثمار بأكثر من 1.3 مليون وظيفة دائمة وذلك خلال الفترة من 2010م إلى 2020م عدا الوظائف المؤقتة والتي يقدر عددها بنحو 870 ألف. واستعرض الدكتور الحميد تحديات أخرى تواجه السوق وهي تزايد المقيمين بمعدلات سريعة بلغت عام 2006م ما يزيد على 8.2 مليون، مؤكدا ان زيادتهم في المجتمع قد تؤدي إلى تشويه التركيبة السكانية وطمس الهوية الوطنية وحدوث بعض المخاطر الامنية. واختتم عرضه بمؤشرات وصفها ب(الخطرة) على توظيف الوظائف وذكر منها هدر الموارد البشرية وانخفاض مستويات المعيشة وزيادة حالات الإحباط وشدد على أهمية الالتزام بتحقيق (السعودة) مهما كانت الصعوبات. وسبق الندوة توقيع اتفاقية بين الجمعية العربية للموارد البشرية والغرفة التجارية الصناعية بالرياض وذلك بهدف التعاون على نشر مفهوم إدارة الموارد البشرية.