أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على أن تنمية قدرات المواطن السعودي تقع في سلم أولويات الدولة وهدفها لا يزال هو العمل على بناء عقول أبنائنا وتزويدهم بالعمل الحديث وأدواته المعاصرة. وأضاف سموه أن ذلك يتحقق بتضافر الجهود والتعاون من الجميع في القطاعين الحكومي والخاص وتعامل الجميع مع ذلك بحس وطني. جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه خلال افتتاحه مساء أمس منتدى خلق فرص العمل (الآفاق والتحديات)، وقال سموه: إن الدولة عاقدة العزم وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في المضي لتنفيذ إستراتيجية تدريب وتوظيف الشباب والشابات وإيجاد الفرص الوظيفية لطالبي العمل حيث دعمت مؤسسات التدريب بمليارات الريالات لتمكينها من نشر وحداتها في المدن والمحافظات ودعا سموه للاستفادة من هذا التوجه الوطني الذي سيسهم في تعزيز قدرات بلادنا العزيزة لتواكب التقدم العالمي، متطلعاً أن يخرج المنتدى بمقترحات واقعية وجديدة لتوطين سوق العمل والعمل على تنفيذها، وأبدى سموه آماله بتذليل العوائق والتحديات لخلق فرص العمل بالمملكة. من جهته قدم معالي وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي في كلمته الشكر لسمو أمير منطقة الرياض على رعايته المنتدى، مؤكداً على أنها جزء من رعاية الدولة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لقضايا التدريب والتأهيل والسعودة، وأضاف معاليه أن معركة وزارة العمل تحتاج إلى أن تلجأ لكل الحلول التقليدية منها والمبتكرة، مبيناً أن الحلول التقليدية هي الوظائف التي يوجدها القطاع الخاص وأما الحلول المبتكرة فتتجاوز ذلك كله إلى أفكار رائدة كالمؤسسات الصغيرة التي ينتج الشباب من خلالها وظائفهم بأنفسهم لهم إضافة إلى المشروعات العملاقة الجديدة في طبيعتها وفي أسلوب عملها والتي ستدور في فلكها مشروعات متوسطة تنتج الكثير من الوظائف. وأشار معاليه إلى أن الوزارة لديها نماذج رائعة سيسلط الضوء عليها في هذا الملتقى لهذا النوع من المبتكر من الحلول، وأبدى معاليه أمله في أن يكون المنتدى إضافة حقيقية إلى المجهود الوطني للقضاء على البطالة.وكان منتدى خلق فرص العمل (الآفاق والتحديات) قد بدأ أعماله صباح أمس في فندق الماريوت بجلستي عمل حول دور المنشآت الصغيرة في إيجاد فرص العمل وشارك فيها الأستاذ عبدالرحمن السحيباني مدير عام بنك التسليف والادخار السعودي والدكتور عبدالعزيز بن إسماعيل مدير عام مركز تنمية المنشآت الصغيرة في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والمهندس زياد البسام نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس مركز تنمية المنشآت الصغيرة وأدارها الأستاذ أحمد المنصور الزامل وكيل وزارة العمل للشؤون العمالية.وعقب الحفل أوضح معالي وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي في تصريحه للإعلامين أن الفكرة الأساسية من المنتدى هو إعطاء الشباب الفرصة عن طريق العون الفني والمادي، مشيراً إلى أن المنتدى من أهم الأسباب في التوظيف مستقبلاً, وقال معاليه إن المشكلة في أن البعض يفكر في الاستقدام أولاً, ولو فكر بنفسه والمشاركة مع زملائه فسيكون ذلك عاملاً في القضاء على البطالة. وبيّن القصيبي أن الاقتصاد في بعض الدول يقوم على المنشآت الصغيرة والتي توظف شباب البلد وليست التي تستقدم عمالاً من الخارج وأن كل ما نما الاقتصاد زادت فرص العمل. وفي رد على سؤال طرحته (الجزيرة) حول تحول خريجي المؤسسة المهنيين إلى الوظائف الإدارية أجاب معاليه أن الوظائف الإدارية ليست متوفرة حالياً كما كانت في السابق, والآن الاقتصاد يتطور ويجب على كل شاب طموح أن يعلم أن المستقبل أمامه سوف يكون في القطاع الخاص وليس في الوظائف الحكومية فالاستيعاب فيها أصبح محدوداً, وقدرة القطاع الخاص تزداد يوماً بعد يوم, وقال كما تعرفون إن المدن الاقتصادية والمشروعات الكبيرة الجديدة سوف تستوعب في المستقبل أعداداً كبيرة جداً من الشباب المدرب, ويجب أن يكون الشباب من الآن وصاعداً مدرباً لكي نستطيع أن نساعدهم في الحصول على عمل, وأضاف أن في الخمس سنوات القادمة سيكون لدينا 400 ألف متدرب في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني عدا ما سيكون في القطاع الخاص. من جهته أوضح الدكتور علي الغفيص محافظ مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني في رد على سؤال ل(الجزيرة) أن المؤسسة بصدد إنشاء كليتين لتأهيل المدربين في منطقة الرياض والأخرى في جدة كذلك كليتين لتأهيل المدربات في الرياضوجدة والهدف منها إعداد فنين وتقنيين للتوجه لسوق العمل والابتعاد عما هو موجود في الجامعات من تغليب الجانب النظري وهذه الكليات ستكون تطبيقية، وعن منح درجة البكالوريوس لخريجي دبلوم كلية التقنية يهدف إلى إعدادهم مدربين في المهارات التدريبية. وأضاف أن هذه المنتديات تهدف إلى تغيير المفاهيم لدى الشباب والشابات من البحث عن وظيفة إلى إيجاد فرص عمل له ولغيره من خلال المنشآت التي يقوم عليها هؤلاء الشباب بدعم من القطاع الحكومي والخاص.وأشار إلى وجود 3 ملايين عامل أجنبي في المنشآت الصغيرة مطالباً الشباب السعودي أن يحل محل هذا العدد الكبير من العمالة الوافدة واستشهد معاليه بأحد النماذج الحية من الشباب السعودي الذي كان يعمل في منطقة الجوف لدى أحد العمالة الوافدة لمدة عامين ولكن هذا الشاب يعمل الآن بنفسه ووظف ثلاثة من زملائه في الدراسة في مشروعه الخاص، وهذه النماذج يجب أن تكون قدوة لبقية الشباب.