ولا اتحدث كثيرا عن أعمال البلديات لأنها حوسة بالتعبير الدارج, إذ تجدها في مرفق ما نشيطة مثل ملاحقة أصحاب البسطات أو الحوانيت المتجولة في أطراف المدينة وهي في الوقت ذاته تغض النظر عن المخالفات داخل الأسواق التي يرتكبها شركاؤنا الهنود وكذلك إهمال تسرب المياه من بعض المنازل في أنحاء المدينة رغم الضجة الإعلامية التي تقوم بها وزارة الزراعة والمياه ولا ننسى اهتمامها بالتشجير، مما يصب في خانة إنجازاتها التي تشكر عليها لولا إغراقها في التركيز على أسماء المعروفين لديها دون الاعلام المشهورين في تسمية الشوارع الرئيسية حتى صارت عبارة الأمين مصاحبة للأسماء وليست مسمى وظيفة حكومية تطلق على من يمارس الوظيفة! وكان الكتاب قد عالجوا كثيرا مشكلة هذه الحوانيت المزروعة تحت كافة العمارات السكنية في الشوارع الرئيسية والفرعية وكأنما الاستثمار قد توقف عند هذه الحوانيت الصغيرة رغم انها تشوه منظر العمارة والعمران في المدينة بينما المفروض ان نكتفي في كل حي بالسوق الخاص به بالإضافة إلى ان انتشار ما يسمى بالسوبر ماركت قد ألغى أية حاجة لهذه الحوانيت التي يتجمع حولها العاطلون وتكون مكاناً لانطلاقات بعض الشباب المتهور في العربات والدراجات. إنني في هذه المشاركة أشجع القرار الأخير الذي أصدرته البلديات أو الأقسام الهندسية تحديداً بتسوير العمائر الجديدة حتى يقضى على هذه الحوانيت العشوائية المنبثقة ما بين المنازل, كما أرجو أن يشمل هذا التنظيم إيجاد عمارات خاصة بالخدمات بدون سكن بحيث تكون مخصصة لما قد يحتاجه الناس مثل أماكن للكهربائيين وللسباكين ولمصلحي الكفرات ولا بأس إن وجد فيها حوانيت لقضاء اللوازم الحقيقية بما فيها مبيعات فواكه وخضروات مجففة وبذلك سوف نرتاح لمرأى واجهات العمارات الحديثة وقد التزمت بمخطط متقارب يعكس بعض النماذج التراثية التي نعتز بها وكذلك الحال بالنسبة للأسواق فتوحيد مظهرها ونماذجها المنتقاة وفق تنظيم وتحديث سيبقى رمزاً متوارثاً للأجيال القادمة تلتزم به وتسعى لتطويره كما هو الحال بالنسبة للأسواق التي أقامتها البلدية في بعض المناطق. انها خطوة موفقة نرجو الالتزام بها وليس تأجيلها بسبب التدخلات الشخصية من بعض الجهات لأن المصلحة العامة فوق كل اعتبار. كما اتمنى في الوقت ذاته ان يشمل التنظيم ايجاد مواقف للسيارات تحت العمارات الحديثة. * للمراسلة ص ب 6324 الرياض 11442