من حسن الحظ انه رغم ان استخدامات التكنولوجيا في أغراض مختلفة تؤدي الى تخفيف التكلفة الانتاجية لأن ذلك من أهدافها نجدها في جوانب أخرى تفرز وظائف لم تكن منظورة او متوقعة. اذ ان اليد العاملة التي تحاول الخطط العلمية الحد من تأثير تكلفتها على مستوى الانتاج باحلال الآلة بدلا عنها لكونها أقل تكلفة وأضمن خضوعاً للهيمنة الرأسمالية فهناك فئات من ا لبشر لم تساعدها ظروفها المعيشية ولأسباب أخرى على مواصلة التعليم خاصة في المجتمعات الناهضة التي ما زالت تأخذ سبيلها نحو الحصول على المعلومة الحديثة نظرياًَ في مبدأ الأمر قبل ان تتحول الى الحقل الصناعي طالما تحقق لتلك المجتمعات دور العلم التي تنفق عليها الدولة او تساهم بجزء كبير من نفقاتها كواجب من مسؤوليتها نحو المجموع. إذ هناك بعض الأعمال لا تحتاج الى مهارات محددة او شهادات دراسية متخصصة في مختلف أنحاء العالم مثل الخدمات الأمنية ونعني بها وظائف الحراسات. إذ ان الآلة الصناعية مهما كان حجمها وعملها بحاجة الى عناية ورعاية وهذه لا يستطيع ان يتولاها سوى الإنسان كقوة مسيطرة على دولاب الانتاج والمخطط للوحدات المستخدمة سواء في الحقول والمصانع او المؤسسات التجارية فالافتراض بوجود أيد عابثة لم تستبعده مختلف الأنظمة حتى في أوج بطشها او التسليم بروحانيتها الإلهية لأن دوام الحال من المحال فالضعف والوهن لا بد وان يدبا في أقوى نظام كوني مهما كانت صلابته بفعل التفاعلات الداخلية في تركيبته وهذه نظرية مفروغ منها شأن المضادات التي نستعملها في مواجهة عوامل قد نتعرض لها اذ ان الجهاز الحكومي مهما كان واسع التنظيم يستحيل ان يسيطر على المرافق غير الحكومية والتي يفترض ان تتولى الجهات المالكة لها حمايتها بأجهزتها الداخلية . ومن هنا نهضت كافة المصالح بحماية ملكيتها وبما لا بتعارض مع النظام الأمني العام المتبع وذلك بالنسبة لوسائل الحماية وقد شاهدنا في السنوات الأخيرة من اتساع نشاط القطاع الخاص حاجة هذا القطاع الى مرافق تتولى رعاية ملكيته مما جعله يستوعب بعض الطاقات المعطلة والتي حالت ظروف تحصيلها العلمي دون الانتظام في دراسات عليا او تقلد وظائف تتيح لها الاستقرار وقد أثرت تلك الوظائف على مجموعة لا بأس بها من المواطنين الذين انقطعت بهم سبل الحصول على وظائف رفيعة في مواجهة المنافسة الشديدة مع خريجي الدراسات العليا. فرأينا هؤلاء الشباب في ملابس مميزة يوجهون بكفاءة جيدة الذين يرتادون المرافق المختلفة لا سيما النساء والأغراب ويساعدونهم في قضاء لوازمهم لا سيما في الجهات ذات الحساسية مثل المصارف والبنوك والمحال التجارية وأسواق الذهب والمجوهرات .. الخ وكان المفروض ان تحصل هذه الطائفة على المدى الطويل على تدريبات معينة ترفع من كفاءتها وقدرتها لتقوم بواجبها كما ينبغي لا سيما وهي مهيأة للتصدي لنوعيات مستهترة او عابثة بالنظام او لأن بعض الجهات وفي خضم المنافسة على أي قطاع تقوم بنفسها في مجال تأمين تلك الحراسة والمؤسف انها لضمان الأرباح قامت باستقدام العمالة الحراسة من الخارج وهو في ظني خطأ لا أتصور بأن الجهات الرسمية سوف تسمح به ليس لأن في ذلك منافسة للمواطن على وظائف سهلة لا تحتاج الى مهارات تستقدم من الخارج فحسب كما يفترض بأن أكثر المخالفين للنظام هم من الفئات العاطلة عن العمل من جنسيات مختلفة لا سيما ذات المستويات المتدنية من العمالة. للمراسلة ص ب 6324 الرياض 11442 البريد الالكتروني: I-AL- [email protected]