مع اقتراب المناسبات الدينية التي لها احساس خاص لدى كافة المسلمين والتي تقترن بشعيرة مهمة مثل شهر الصيام تزداد مع الاسف بعض المظاهر السلبية التي نتمنى عدم الاستمرار فيها, ومع ذلك فقد اصبحت كأنما ملتصقة بهذا الشهر الكريم استناداً الى ان التصدق والعطاء فيه تحثنا عليه عقائدنا المتوارثة من كون الصيام يؤاخي مابين الفقير والغني بصورة اكثر التصاقاً لما يعانيه الصائم من الامتناع عن الطعام والشراب طيلة النهار تقريباً زلفى الى الله تعالى وامتثالاً لهذه الشريعة التي هي احدى دعائم الدين الحنيف الخمسة. وكما اسلفت مع ان التصدق واجب حث عليه الاسلام في كل وقت فبعض المسلمين لا يتذكرونه الا في هذا الشهر الكريم ليزداد معه مظهر آخر يحط من قدر المسلم ونقصد بها ظاهرة التسول التي يمارسها بعض الافراد رغم انها كريهة وتحرج بعض الجهات التي من المفروض ان تؤدي واجبها الانساني والاجتماعي بحيث تستوعب هذه الممارسات انطلاقا من واجب الرعاية الاجتماعية التي تتوخى احتياجات المعوزين وتفتح لهم دور الرعاية تجنباً لإراقة ماء الوجه عن طريق التسول بالقرب من دور العبادة والعلم مثل المساجد واماكن اقامة الندوات الدينية التي يتضاعف العمل فيها خلال شهر رمضان المبارك في الوقت الذي تزداد فيه المآدب والبذخ في اعداد المائدة التي يذهب اكثرها الى حاويات النفايات مع ان بعض الاهالي اعتادوا في رمضان احضار طعام يتبرعون به قرب المساجد بغية افطار عابري السبيل بينما الذي يحدث ان السائقين في كل حارة هم الذين يتجمعون حول تلك الموائد ليتسنى لهم الثرثرة بالاضافة الى الاجهاز على الطعام الذي احضر اصلاً للصائمين من عابري السبيل الذين لايتسنى لهم الحصول على الطعام بسهولة كما ان ثمة بعض الافراد والذين يتبرعون بالوقوف عند اشارات المرور وهم يحملون التمر والماء لتزويد العابرين بها عند ارتفاع اذان المغرب جزاهم الله خيراً, بالنسبة للمتسولين ادعو الجهات المسؤولة وليس البلديات الى توجيه هؤلاء المتسولين الى اماكن تزويد المحتاجين للرعاية خاصة كبار السن والنساء وذلك بالوسائل المعتادة التي تنطوي على الرحمة والتعاطف في مثل هذا الشهر الكريم حتى تختفي هذه الممارسات التي تشوه شعيرة الصيام لأن دور الرعاية عليها ان تقوم بواجبها طيلة العام وليس في شهر دون آخر. والله الموفق للمراسلة ص,ب 6324 الرياض 11442