قالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) في أخبارها الأولى إن القوات الإسرائيلية هاجمت أمس مخيمين للفلسطينيين قرب مدينة طرابلس. وأضافت أن الفدائيين ألحقوا بالقوات المغيرة خسائر بالأرواح والمعدات. ولكن ضحايا المدنيين لم يتم إحصاؤها بعد - إلا أنه استشهد عدد كبير من النساء والأطفال داخل منازلهم نتيجة للقصف العنيف - وقد قصف العدو الإسرائيلي مخيم نهر البارد بواسطة سفنه الحربية - وشاركت طائرات الهليكوبتر في عملية قرب مخيم بدوي. وكانت القوات الإسرائيلية قد شنت هجوماً مركزاً بدأ في الواحدة ظهراً واستخدم فيه سلاح البحرية. وقد استمر الهجوم ساعتين ونصف الساعة. وقال بلاغ فدائي إن وحدات الفدائيين الفلسطينيين تصدت للعدو واضطرته في النهاية إلى استخدام 12 طائرة هليكوبتر لإخلاء قتلاه وجرحاه وقد تمكن العدو من نسف منزلين أحدهما مدرسة والآخر مركز للحرف اليدوية التي يصنعها أبناء الفدائيين الشهداء. وقال بلاغ آخر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن أحد المباني المنسوفة كان مستوصفاً وقد قتلت فيه إحدى الممرضات. وأضاف البلاغ أن المبنى الآخر كان مستودعاً للمواد الغذائية التي قدمتها وكالة الإغاثة. وقد أكد ذلك أحد موظفي الوكالة ولو أنه امتنع عن التعليق. ومن المعروف أن هذا سادس هجوم رئيسي تقوم به قوات العدو على المناطق الفدائية في شمال لبنان منذ ديسمبر 1968م. وقد ذكر بلاغ للعدو أنه تم تدبير أو تنفيذ تسع هجمات فدائية منذ حادث مطار اللد. وأضاف البلاغ أنه تم تدريب هؤلاء الأشخاص وأن منهم رجلين وضعا قنبلة في طائرة العال في روما في أغسطس الماضي، ومنهم الأربعة المقبوض عليهم في قبرص في ديسمبر في محاولة لم تتم لارتكاب حادث آخر في مطار حيفا. وأضاف بلاغ العدو أنه يوجد أكثر من 5000 فدائي في لبنان وهم مسؤولون عن الاستخبارات والدعاية. وهذا الهجوم هو أعمق هجوم إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، وادعت سلطات العدو أن جرحاها بلغوا ستة جرحى، أربعة منهم جروحهم طفيفة. وقال راديو لبنان إن عدد القتلى العرب بلغ حتى الآن 12، أما عدد الجرحى فكثير، وحسب إحصائيات الأممالمتحدة فإن مخيم نهر البارد يضم 1700 لاجئ بينما يضم مخيم بدوي 6469 لاجئا. هذا وقد أدهش الهجوم اللبناني إذ لم يروا له مبرراً فقد امتنع الفدائيون عن شن هجماتهم من داخل الأراضي اللبنانية منذ منتصف سبتمبر من العام الماضي على إثر اتفاقية مع الحكومة اللبنانية ولكي لا يعطوا الإسرائيليين ذريعة للهجوم. وفي لبنان كانت الإذاعة تكرر نداء من وزير الصحة إلى المواطنين للتبرع بالدم لإخوانهم المصابين. وقال صائب سلام رئيس الوزراء في حديث له أمام البرلمان الذي كان يناقش ميزانية 1973 قال إن الهجوم كان اعتداءً سافراً ولم يكن مفاجئاً. وأضاف طالما بقيت إسرائيل فإن اعتداءها سيستمر، فالاعتداء الأخير لم يسبقه أي تصرف كبيرا كان أو صغيرا. لكي تتمكن إسرائيل أن تستعمله كمبرر لعدوانها. وقال إنه قضى الليل بأكمله في وزارة الدفاع يستمع إلى تفاصيل عن الهجوم. وأكد أن الإسرائيليين كانوا يستخدمون الهليكوبتر والزوارق الحربية وقال إن التقرير الأولية التي تسلمها تبين أن العدو قتل 12 ولا يزال البعض تحت الأنقاض وأصيب العشرات بجراح. وتهدم الكثير من المنازل. وقال سوف لن نسمح لإسرائيل بأن تخدعنا. ووجه السيد كمال الأسعد نداءً إلى مجالس البرلمان في العالم للمساهمة في وضع حد لهذه الاعتداءات الوحشية. وقال إن الهجوم لم يكن موجهاً ضد اللبنانيين أو الفلسطينيين وإنما ضد مدنية هذا القرن. ونسبت آخر الأخبار عن مسؤولين فلسطينيين أن الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي وقع فجر يوم أمس الأربعاء على معسكر نهر البارد ومعسكر البدوي داخل الأرضي اللبنانية قد أدى إلى مقتل 29 شخصاً من الفدائيين والمدنيين وإصابة 49 شخصاً آخر بجراح وذلك خلال المعركة الغادرة مع قوات العدو والتي استمرت ساعتين. وقال متحدث فدائي فلسطيني إن عدد الخسائر في صفوف العدو كانت 20 قتيلاً و31 جريحاً. وفي بيروت وصف السيد صائب سلام رئيس وزراء لبنان العدوان الإسرائيلي الأخير أنه عدوان وحشي سافر ليس له أي مبرر ولم يسبقه أي عمل من الفدائيين صغيرة أو كبيرة لكي تتذرع به إسرائيل حيث إن الفدائيين قد امتنعوا عن القيام بأي هجوم ضد العدو الإسرائيلي منذ شهر سبتمبر الماضي. ومن جهة أخرى قال السيد خليل أبوحمد وزير الخارجية اللبنانية إن حكومة لبنان ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن ووصف الهجوم الصهيوني بأنه عمل بربري ليس له أي مبرر. وقالت مصادر العدو إن طائرات هليكوبتر وزوارق حربية استخدمت في العدوان الذي قامت به القوات الإسرائيلية الليلة الماضية على بعض مخيمات اللاجئين في لبنان. وزعم ناطق عسكري إسرائيلي أن الهدف من هذه العملية هو وقف عمليات الفدائيين ضد المؤسسات الإسرائيلية في أوروبا. وأضاف أن القوات الإسرائيلية قامت باختطاف وأسر مواطن تركي.