إن الوسم في البادية والصحراء وليد الحاجة، والحاجة كما يقولون أم الاختراع فظروف الحياة في البادية واختلاط المواشي في المراعي والمناهل، كل هذا اقتضى وضع علامة خاصة على كل قطيع من القطعان يمكن بها تمييز أفراد قطيع من أفراد قطيع آخر، وهذا هو الوسم. فالوسم هو الشارة التي توضع على الحيوان لتميزه عن الحيوانات الأخرى وهو عادة قديمة جداً. إذ كان العرب منذ ما قبل الإسلام يسمون مواشيهم، وقد ورد ذكر الوسم في القرآن الكريم في قوله تعالى {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ}، وكل امرىء يبسم دوابه بميسم خاص وعلى شكل معين. لكل عشيرة وسمها الخاص بها وأشكال الوسم بسيطة غير معقدة. وأكثر أشكال الوسم تتفرع من بعضها، والبدو يسمون جميع مواشيهم ما عدا الخيل، وذلك صوناً لها أن تمتهن بالوسم، وأن بعض الناس يرغبون أن يميزوا مواشيهم عن مواشي باقي أفراد العشيرة، وفي مثل هذه الحال يقومون بإضافة علامة زيادة على الوسم الخاص بالعشيرة، والوسم على الصدغ والرأس من دلائل منزلة صاحب المواشي وعلوها وقال البدو (وسمك رسمك). في الخوة: إن الخوة أو الخاوة عند البدو تعني لغة الأخوة، وهي عملياً عبارة عن مبلغ من المال قد يكون نقداً، وقد يكون عيناً يتقاضاه البدو الأقوى منهم من الأضعف ويمكن تصنيفها كالآتي: وهو ما تتقاضاه العشائر الكبيرة القوية من العشائر الصغيرة المستضعفة وغالباً ما يكون مواشي أو غلالاً، وما إليها، وذلك لقاء حماية الأولى للأخيرة من كل اعتداء يصيبها، والذود عن حياضها واسترداد أسلابها، فيما إذا اجتاح ربوعها الغزاة. وقفة شعرية لمحدى الهبداني: يا دار وين اللي بك العام كاليوم ماكن مرك عقب خبري نجوعي خالي جنابك بس يلعب بك البوم ماكن وقف بك من الناس دوعي شفت الرسوم وصار بالقلب مثلوم وهلت من العبرة غرايب دموعي وين الجهام اللي بك العام مردوم ظعون مع قدوه سلفها يزوعي أهل الرباع مزبنة كل مظيوم وأهل الرماح مظافرين الدروعي راحوا لنا عدوان وضالهم قوم ولا ظنتي عقب التفرق رجوعي