في حيثيات النَّسق الطردي لمقومات التاريخ وتدوينه فإنه من أقوى الحيثيات أن نثبت ما ثبت وننفي مانفاه أهل العلم الذين ثبت قطعاً أنهم ذوو باع طويل في معرفة الحق فيما ثبت وصار منذ البعثة الشريفة إلى انتهاء عصر الرواية، والذي قادني إلى هذا ما كتبه الزميل والأخ/ عبد الرحمن الفريح بعدد الجزيرة عدد 12462 حينما تعرض بجد وثبات لمسلسل الصحابي العظيم خالد بن الوليد وانتقد فيه ما انتقد ورأى ما رأى). ولقد كان للفريح حضور جيد في (أدب حائل وكذلك مجلته) وأيضاً حضوره في بحوثه وآرائه، لكنه أصابني بذهول وحيرة حينما أثبت أن (بني تميم) لم يرتد منهم أحد بعد وفاة نبي ورسول هذه الأمة - صلى الله عليه وسلم -، ولست أعلم في حقيقة الأمر هل رد الفريح جاد وقد تحقق من ذلك أم أنه الرأي وسرد الإنشاء دون خطاب نصي صحيح؟. ولعل من أوفى من ذكر ردة بعض تميم هو الإمام ابن كثير محدث ومؤرخ إذ ذكر أنهم ارتدوا، بل عمدة المؤرخين في زمانه إبن سحاق قد قال في السيرة: (وارتدت بنو تميم مع سجاح الكاهنة) ولست أدري كيف غاب عن د.عبد الرحمن الفريح ذلك وهو أحد الذين تتلمذوا على يد الشيخ: صالح بن سعد اللحيدان، وكيف فاته ما قاله الإمام ابن جرير الطبري وهو من أقدم المؤرخين الثقات الذين أسندوا الحوادث ووثقوها، إذ ذكر في كتابه (تاريخ الأمم والملوك). (إنما أنا امرأة من يربوع) وذلك حينما يقرر ابن جرير - رحمه الله - ردة بعض بني تميم ومن المعلوم أن (بني يربوع) بطن كبير من بطون بني تميم قطنوا ويقطنون وسط شبه الجزيرة العربية وشمالها الشرقي. وحينما نقرأ الحديث وهو (الخبر الحق) بعد أخبار التاريخ لنؤكد للأخ الفاضل/ د. الفريح أن الإمام ابن حجر في أخباره المثبتة عن تراجم العرب حين الردة قد ذكر في (الإصابة): (أن سجاح قد ادعت النبوة وهي من تميم)، وإنني من باب الزمالة، والمحبة أطرح عليه رأيين: الأول ألا يسأل الشيخ صالح بن سعد اللحيدان ولا نشك انه محل ثقتك بدرجة كبيرة، الثاني ألا تُراجع رأيك بعد استقصاء وبحث ومراجعة حتى تتبين لك الحقيقة وتدرك أن عامة العلماء ذكروا وأثبتوا ما نفيته لعلها في ساعة عجلة لم تتنبه لها.. ولك دوام زمالتي وتقديري،،،، عبد العزيز بن سحمان بن زيد التميمي / حائل (قفار)