الصحة.. عندما يُسأل أحدنا عن أهم شيء يتمناه أو يتمنى ألا يخسره، يأتي الجواب سريعاً ومن دون تفكير: الصحة والعافية. فإذا تحقَّق له بفضل الله ما يريد ومنَّ الله عليه بالصحة والعافية تمنَّى المال والنجاح والمركز المرموق، وهكذا يستمر في تمني تحقيق المزيد ولا تقف أمنياته عند حد معلوم ويهمل ما كان يتمناه في الأساس. الشيء الأكيد في مسألة تحديد أهم الأشياء، يبدو لي أنها تلك التي لا تمتلكها، فإن كان المرء مريضاً جاءت الصحة والعافية كأهم شيء يتمنَّى أن يحصل عليه ولا يريد سواها، وإن كان صحيحاً معافى لكنه فقير جاء المال وتحقيق الثراء كأهم الأشياء التي يتمنَّى الوصول إليها، وعلى هذا المنوال تسير الأمور ليصبح النجاح في العمل أو التميّز عن الآخرين أو التوافق مع الزوجة أو صلاح الذرية، أهم الأشياء التي يتمنَّى الوصول إليها وتحقيقها أو تحقق له، ولتبقى الصحة والعافية هي الذريعة التي يتمسك بها كل الذين لم يحققوا مبتغاهم فيما يضعونه من أهدافهم، أستشهد على هذا أن البعض يسعى إلى جمع المال وبشتَّى الطرق، وربما أفنى صحته في سبيل تحقيق ذلك، والبعض الآخر يهتم بتحقيق أهداف عملية ويسعى وبكل ما أوتي من قوة إلى أن يصل دائماً لمركز سلطوي أعلى وإن خسر في المقابل من صحته وعافيته، وهذا يناضل وبشراسة للحصول على ما يسميه حقوقاً له ولغيره وإن تعرضت صحته وعافيته للضرر، والبعض الآخر قد يخسر كل شيء في سبيل أن تقول النساء عنه إنه (مملوح)، حتى إذا فشلوا في الوصول لما سعوا إليه قالوا إن المهم الصحة والعافية. اهتمامات متعدّدة ومختلفة، ترتيبها حسب أهميتها يقف عند حدود امتلاكنا لها من عدمه، لكن تبقى الصحة والعافية أساساً لكل شيء ولا يفرط بالأساس الذي ترتكز عليه كل الأمور ويتناساه وهو يركض خلف تحقيق أهدافه الثانوية الأخرى إلا غبي غير معافى في عقله وفي ترتيبه للأمور.. والله المستعان. [email protected]