من الأهداف الرئيسة التي تسعى إليها عيادات ديرما تقديم أفضل الخدمات الصحية في مجال طب وأمراض الجلد والجراحات المتعلقة به، إضافة إلى الجراحات التجميلية والترميمية. ويأخذ برنامج التثقيف والوعي الصحي في العيادات دوراً أساسياً في دفع وتيرة الوعي الصحي للمجتمع بأسره؛ لذلك تبنت العيادات رسالة واضحة في هذا المجال. ومن هذا المنطلق قمنا بتخصيص تلك الزاوية التي تعنى بشكل عام بصحة الأسرة والمجتمع. (الجزء الأول) ذاك الأمر لا يختلف فيه اثنان؛ فحيثما ذهبت في أرجاء المعمورة، وأيا قابلت من الناس، وجدت إجماعا مطلقا على أن الصحة هي خير ما ينعم به إنسان في حياته بعد نعمة الإيمان. ولئن سألت كل امرأة حامل عما تتمناه لوليدها لجاءك الجواب دائما يبين أن أولى أمنياتها أن يتمتع وليدها بالصحة. وإذا ما خير الناس بين الصحة والثروة لما تردد أحد منهم في اختيار الصحة، فما نفع الثروة مع المرض؟ وما جدوى الرخاء والترف إذا كان صاحبها مريضاً، غير قادر على الاستمتاع بما ملكت يداه؟.. هذا الإجماع يمثل إدراكاً واعياً وفهماً صحيحاً لقيمة الصحة وأهميته، وهو يتوجب بالضرورة أن تتضافر الجهود، على كل صعيد، ومن كل فرد وأسرة وجماعة من الناس؛ للحفاظ على الصحة، والتأكد من استمتاع أكبر عدد من الناس بأفضل مستوى صحي لأطول مدة. والناس جميعاً يسلمون بهذا، ولكن عندما يصل الأمر إلى التطبيق العملي نجد الفرق شاسعاً بين الفكرة والواقع، فإذا كانت الصحة نعمة أنعم الله بها علينا، وإذا كانت تاجا على رؤوسنا، فما أسهل علينا من تضييعها وبيعها بأبخس الأثمان، وهذا هو ما أشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح إذ يقول: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ). فالله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بالصحة، وهي نعمة كبيرة جليلة يتمناها كل فاقد لها، ويضن بها من يملكها.. ولكننا نجد في الوقت نفسه أن الكثيرين منا يعرضون أنفسهم لأخطار كثيرة تتهدد صحتهم، وتفسد عليهم حياتهم. ولعل أقرب الأمثلة على ذلك التدخين وتعاطي المسكرات والمخدرات، فكل هذه أصناف تضر بالصحة حتما، ومع ذلك فإن الكثيرين من الناس يقبلون عليها ويدفعون فيها أموالهم، مستهينين بأضرارها وعواقبها الوخيمة. وهم عندما يفعلون ذلك يدخلون في صفقة فيها ضرر كبير لهم؛ إذ يشترون المرض بالصحة، ويدفعون المال لإهدار نعمة الله التي أنعم بها عليهم. غير أن هناك أمثلة كثيرة مما تتعرض له الصحة من أخطار دون مبالاة من الناس، مع أن منع هذه الأخطار والحفاظ على الصحة أمر سهل وعملي. فكثير من المدن التي يعيش فيها الناس اليوم تعاني من تلوث في الجو والأرض يسهل انتشار المرض ويدمر على الناس صحتهم. ولا يزال كثير من الناس يفتقرون إلى مياه الشرب النقية والمرافق الصحيّة والتخلص الأمثل من الفضلات. وإذا ما أضفنا إلى هذا العوامل الكثيرة التي تهدد البيئة من أخطار نووية، ونفايات كيميائية تطرحها المصانع المختلفة، وغازات سامة تنطلق من عوادم السيارات والمداخن، ومصانع تبنى في وسط الأراضي الزراعية، ومركبات كيميائية مختلفة تستخدم في أغراض شتى دون وعي بما يمكن أن تخلفه من أضرار على الصحة، نجد أننا نحتاج إلى مزيد من الوعي والتخطيط الجيد للحفاظ على البيئة، بدلاً من أن نجعل منها خطراً يهدد صحتنا. والحفاظ على الصحة يتطلب رعاية الأم والطفل.. فالأسرة التي تتمتع ربتها بنعمة الصحة وتحافظ عليها تستطيع أن تنشئ جيلاً صحيح الجسم، سليم الفكر. غير أن من دواعي الأسى أن تظل النساء في مجتمعات كثيرة يعانين من أخطار الحمل في سن مبكرة جداً، قبل أن يكتمل نموهن، ومن تعاقب الولادات بشكل لا يعطيهن فرصة لاستعادة قوتهن، ومن نقص بالغ في الرعاية الصحية أثناء الحمل والولادة؛ ما يرفع وفيات الأمومة في البلدان النامية إلى مائتي ضعف نسبتها في البلدان المتقدمة. وعندما ينشأ الأطفال أصحاء فإنهم يصبحون في الكبر أقدر على العطاء؛ لذا كانت العناية بصحتهم بتطعيمهم ضد الأمراض، وتوفير النشأة الصحية لهم وتعويدهم العادات التي تفيد الصحة واجتناب كل ما يضر بها، هي الضمان الأكيد لحفظ مستقبل الأمة، والرقي بالحياة الإنسانية. كل هذه الأمور التي أسلفت هي بعض الجوانب المهمة في الواجب الأهم الملقى على عاتقنا جميعاً، وهو الحفاظ على الصحة التي أنعم الله بها علينا، فلا نفرط فيها، ولا نبيعها لقاء متعة قريبة أو لذة وقتية، تجر علينا المرض والضعف، فذاك بيع خاسر، نغبن فيه أنفسنا ونبوء منه بالخسارة والمرض. والحفاظ على الصحة لا يكون إلا باتباع منهاج حياة يراعي كل ما يخدم الصحة ويعززها ويضمن الحفاظ عليها. ومن نعمة الله علينا أن انتهاج هذا الأسلوب في الحياة أمر ميسر، ويتوافق مع الفطرة الإنسانية.. بل إنه يتوافق مع تعاليم الدين وأوامره. وانتهاجه يعني تطبيق التعاليم الدينية والتزام أساليب الحياة الصحية. * عيادات ديرما - الصحة.. نعمة - د. باسل غويش(*) منذر جبق(*)