في عزيزتي الجزيرة وفي تاريخ 8-10-1427ه، وبعد أن أرسل لي على هاتفي الخاص معلنا ميلاد مقالة جديدة له كتب الأخ سليمان العقيلي مقالة بعنوان (عودة إلى الجزيرة لنكمل المسيرة), قرأت ذياك المقال وأحببت أن أهمس ببعض الهمسات, لأخي سليمان: عودا حميدا إلى ظلال العزيزة الغالية, وطالما أنك عدت فهاك ملاحظات سبرتها لك عبر ركضك الكتابي علها أن تكون لك نبراسا. لقد تحدث العرب كثيرا عن أهمية الأسلوب الكتابي وراح الكثير من النقاد القدامى يتساءلون عن أيهما الأفضل: هل هو الأسلوب أم المضمون الذي يحويه ذاك الأسلوب, وراح بعضهم إلى أنه لا بد من المزاوجة بين الأسلوب والمضمون فأنت حينما تقرأ للرافعي أو للمنفلوطي أو لبكر أبو زيد فلا شك بأنك ستنبهر من روعة الأسلوب وجمال المضمون, وستتمخض قراءتك بارتقاء وبفكر ممتزج بوعي أسلوبي, أما أنت فاتكاؤك على الأسلوب اتكاء واضح نسيت في مغبته المضمون الإنشائي الذي تنسجه من خيالاتك وطيفك, وحينما أنتهي من أي مقال لك لا أحسبني أخرج بأي نتيجة بل ما أخرج به هو استعراض أسلوبي قح لا يبقي ولا يذر وهذا قتل للوقت بلا جدوى, بل وحتى أسلوبك الكتابي ذو كلمات معروفة فعليك أن تستعرض أسلوبك الكتابي لتوافيك الكلمات التالية (رتوش, نزف, قلمي) ولا أريد منك إلا أن تقرأ أي مقالاتك لتجد أن أسلوبه يصلح بشدة أن يصلح رسالة خاصة لا مقالا منشورا. وعليك أن تبعد عن أسلوبك صفة النرجسية فالأسلوب النرجسي أسلوب طارد للقارئ من حيث لا يشعر الكاتب! ولا أدل على أسلوبك النرجسي إلا ترداد الشكر في أكثر من مقال لكل من سأل عنك وعن (نزفك)!! ولا أدل على ذلك مرة أخرى إلا إرسالك لي رسالة تطلعني فيها على صدور مقالة جديدة لك بعد أن أجدب جوالي من أي رسالة منك منذ فترة ليست بالقصيرة! أتمنى منك أن تتفضل بقبول تلك القفشات النقدية على مقالاتك فصحيح أن النقد مؤلم لكنه إن أتى من ناصح فهو كالكي جعل الله فيه الشفاء، وأتمنى مرة أخرى إن أردت التعقيب ألا توعز لأحد غيرك بالرد نيابة عنك وأن تبتعد عن المستعار من الأسماء، بلغك الله ما تصبو إليه من صالح القول والعمل.