صدرت مؤخراً الطبعة الثالثة من كتاب (من يعرف جنياً يتلبسني؟).. وهو كتاب يتضمن المقالات التي حققت وقت نشرها أكبر نسبة من تعليقات وردود القراء إما لطبيعتها الجريئة أو مواضيعها التي تناقش الاحتمال الآخر وغير المتوقع في أكثر من 80 موضوعاً وقضية يهمك معرفتها.. ولأن ذاكرة الإنسان تنسى التفاصيل ولا تحتفظ سوى بالأفكار والمقولات المختصرة - وهذا بالمناسبة سر نجاح تويتر - عمدت في هذا الكتاب إلى اختصار كل مقال بجملة واحدة فقط وضعتها في بدايته (ضمن مستطيل خاص).. ... ومن هذه الجُمل أو المقدمات اخترت لكم التالي: جمال وعبقرية العقل البشري لا تكمن في عثوره على الأجوبة الشافية بل في طرحه للأسئلة المعلقة (من مقال: أعظم الأسئلة في التاريخ). (وَإِنّ يوْماً عِند ربكَ كأَلْفِ سنةٍ مّمّا تعُدّون) أول إشارة لنسبية الزمن في التاريخ(من مقال: التاريخ في سنة). لا يوجد زمن حقيقي بل إحساس بشري يصنف الأحداث بطريقة متوالية بحيث يتوقف الزمن لكل إنسان لحظة وفاتنا(من مقال: معضلة الوقت). مشكلة التاريخ أنه لا يكتب كما حدث بل كما نرغب نحن بحدوثه (من مقال: التاريخ كيف سنكتبه هذه المرة). من اللؤم والخداع محاورة الآخرين من خلال المقارنة بين عصرين متباعدين، أو ثقافتين مختلفتين، أو حدثين لا نعرف خلفياتهما (من مقال: بخصوص عائشة). القول بأمية الرسول لا تتفق مع آيات كثيرة توحي بقدرته على القراءة والتلاوة، ووصفه ب(الرسول الأمي) لا يعني الأمية الكتابية بدليل اقرأ ويتلو صُحفاً مطهرة (من مقال: هل كان الرسول أمياً لا يقرأ ولا يكتب). الانتقام من طبيعة البشر أما العفو فمن شيم العظماء (من مقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء). تدمير موقع العيش، ثم البحث عن موقع جديد؛ تصرف لا يمارسه سوى نوعين من المخلوقات.. الفيروسات.. والإنسان (من مقال: الإنسان الفيروس). حجم الكون لا يقاس بالسنوات الضوئية بل بقوة تلسكوباتنا الفلكية(من مقال: الكون حطم غرور الإنسان). لا يحتاج الدين لدليل إثبات، ولا يصدق المؤمنون بدليل نفي (من مقال: مكة ليست مركزاً للكون). المتطرف شخصية نرجسية انشغلت عن نقصها بتصيد نزوات البشر وترصد أخطاء المجتمع (من مقال: تشريح المتطرف). فرضية داروين استغلت منذ ظهورها كساحة للمتعصبين من كلا الطرفين.. فالعلمانيون تبنوها كبديل للخالق، والمتدينون رفضوها بالكامل، والحقيقة هي أن مبدأ التطور ذاته واقع ومشاهد تثبته الأحافير ولا يخرج عن مشيئة لله (من مقال: الدارونية هل تتعارض مع الفكرة الإلهية). وأخيراً وجهت رسالة إلى ابن المقفع قلت فيها: رحمك الله يا أبا عبدالله؛ أعماك حب العرب عن شر قد اقترب.. فرغم أعدادنا الهائلة انتقلنا بعد وفاتك من خانة "العرب العاربة" إلى "العرب البائدة" ونحن بين الأمم أحياء.