شهدت الضواحي الفرنسية ليل الجمعة السبت حالة من (الهدوء النسبي) في الذكرى السنوية الأولى على اندلاع الاضطرابات في هذه المناطق التي يقطن فيها المهاجرون بكثافة، وفق ما أفادت الشرطة التي أشارت إلى جرح ستة من رجال الشرطة واستدعاء 25 شخصاً للتحقيق. وأفادت مديرية الشرطة (كانت الليلة هادئة نسبياً)، مشيرة إلى إصابة (ستة من رجال الشرطة بجروح طفيفة) و(استدعاء 25 شخصاً للتحقيق منهم 21) في باريس. وأشارت وزارة الداخلية في بيان إلى أنه (تم تسجيل عدد قليل من الأحداث ليل 27 إلى 28 تشرين الأول - أكتوبر). وتم نشر أربعة آلاف شرطي في الضواحي حيث تخشى السلطات موجة جديدة من المواجهات في الأحياء الفقيرة التي تشهد بعضها معدلات بطالة مرتفعة تصل أحياناً إلى أربعين بالمائة من اليد العاملة. وفي دائرة سين سان دنيس، شمال شرق باريس، حيث بدأت في 27 تشرين الأول - أكتوبر من العام الماضي ثلاثة أسابيع من أعمال العنف بعد وفاة مراهقين كانا يهربان من الشرطة، هوجم باصان وحرقا. كما تم إحراق ستة باصات في فرنسا خلال 48 ساعة منها خمسة في باريس، بدون أن تسفر هذه الأعمال عن وقوع ضحايا. إلى ذلك تم نشر أربعة آلاف شرطي مساء الجمعة في ضواحي المدن الفرنسية، حيث تخشى السلطات أعمال شغب بمناسبة ذكرى مرور عام على اندلاع أعمال العنف والشغب التي لا سابق لها. وفي مؤشر على تصاعد العنف سجل هجوم جديد بالسلاح في دائرة سين - سان - دوني شمال شرق باريس من حيث انطلقت أعمال الشغب في 27 تشرين الأول - أكتوبر 2005م. وهاجم ملثمان مسلحان حافلة وأضرما فيها النار بعد أن انزلا 15 راكباً والسائق منها أمام محطة القطار في بلان - ميسنيل. وأعلنت قيادة الشرطة الوطنية (تم تجنيد أربعة آلاف شرطي لتعزيز القوات المحلية بهدف تأمين سلامة المواطنين في الأحياء الحساسة). وقالت قيادة الشرطة أن (أربعة آلاف شرطي وضعوا تحت التصرف وسيعززون العناصر الموجودين لضمان أمن المواطنين في الأحياء الحساسة). وأضاف المصدر نفسه أن انتشار قوات الأمن سيكون (غير ظاهر إلا أنه سيكون فاعلاً)، مؤكداً التعليمات الموجهة من مفوضيات الشرطة مؤخراً بالعمل على مواجهة حوادث وأعمال عنف محتملة في ذكرى أعمال الشغب العام الماضي. وبعد عدة حوادث جرت في الأيام الأخيرة في الضواحي بين عناصر الشرطة والشبان، زادت حدة التوتر ليل الأربعاء إلى الخميس إثر هجوم على حافلة من قبل أفراد عصابة ملثمين كان بينهم على الأقل خمسة مسلحين. وتم حرق خمس حافلات خلال 48 ساعة أربع منها في منطقة باريس. وفي هذه المناسبة، شارك نحو ألف شخص يوم الجمعة في مسيرة صامتة في ضاحية كليشي - سو - بوا، شمال شرق باريس، في ذكرى مرور عام على مقتل شابين تسبب موتهما في 27 تشرين الأول - أكتوبر 2005 في اندلاع أعمال شغب وعنف استمرت ثلاثة أسابيع في ضواحي المدن الفرنسية. وانطلقت عدة دعوات للهدوء عقب هذه المسيرة وقال رئيس بلدية المدينة الاشتراكي كلود ديلان (مرة أخرى، تتحول أنظار فرنسا والعالم إلينا). وأضاف (يجب المحافظة على ما يسود هذه المنطقة من هدوء وكرامة وشجاعة. لنظهر من نحن حقاً. لنثق في العدالة وفي الجمهورية الفرنسية)، داعياً إلى الهدوء في هذه الذكرى.