كثفت الحكومة الفرنسية المشاورات في محاولة لايجاد مخرج لاعمال العنف في ضواحي باريس الفقيرة وخارج العاصمة الفرنسية التي تجددت واتسعت رقعتها خلال ليل الجمعة السبت لليلة التاسعة على التوالي مع احراق اكثر من 897 سيارة وتوقيف 253 شخصاً. وسجلت القوى الامنية الفرنسية في وقت سابق أمس السبت عند الساعة 05,30 بالتوقيت المحلي (الساعة 04,30 ت.غ.) احراق 754 سيارة ربعها خارج منطقة باريس وتوقيف 203 اشخاص على ما افاد مصدر في الشرطة. واوضح المصدر ذاته ان هذه الحصيلة وهي الاكبر منذ بدء اعمال الشغب في 27 تشرين الاول - اكتوبر لا تزال موقتة. لكن لم تسجل اي مواجهات الأمر الذي يؤكد استراتيجية تجنب المواجهة مع القوى الامنية التي اعتمدها شبان الضواحي الفقيرة والمكتظة بالسكان وغالبيتهم فرنسيون يتحدرون من مهاجرين. وقد احرقت 563 سيارة في ضواحي باريس و191 خارج منطقة العاصمة حيث بدأت هذه الظاهرة تنتشر كثيرا اعتبارا من ليل الخميس الجمعة. واوقفت عناصر القوى الامنية عددا اكبر بكثير من مثيري الشغب مقارنة مع الليلة السابقة (203 في مقابل ثمانية). وقد حدد ذلك كاولية في تحرك عناصر الشرطة. وقال المدير العام للشرطة الوطنية ميشال غودجان «اتى ذلك نتيجة لتحرك الشرطة الذي يأتي ثمارا». وكما في الليالي السابقة استهدف الشبان ايضا مؤسسات عامة من مدارس وبلديات ومراكز للشرطة وآليات الاطفاء ومصالح خاصة من متاجر ومخازن. وقام وزير الداخلية نيكولا ساركوزي من جهته بزيارة مفاجئة قصيرة الى الادارة المحلية للامن العام في منطقة ايفلين في فيروفلاي قرب فرساي (غرب باريس).. وقد شهدت حركة النقل على خط لقطارات الضواحي يربط العاصمة بمطار شارل ديغول اضطرابات كثيرة الجمعة اذ توقف بعض السائقين عن العمل خشية على سلامتهم. وتجرى اعمال العنف في الضواحي الفقيرة حيث يشعر شبان فرنسيون متحدرون من مهاجرين من المغرب العربي وافريقيا ولا سيما المسلمون منهم انهم مهمشون في المجتمع الفرنسي. ودان مسؤول نقابي في الشرطة برونو بيتشيزا «شكلا جديدا من الارهاب في المدن» يرتكبه «اقلية من (الزعماء) لديهم مصلحة مالية وايديولوجية» في «مدن الضواحي» هذه. واكد هذا الشرطي ان «اسلاميين متشددين دربوا وتلاعبوا بشباب» مع اندلاع اعمال العنف التي بدأت مع وفاة شابين في ظروف غامضة في ضاحية كليشي-سو-بوا. لكن مسؤولا آخر في الشرطة نفى وجود «يد اسلامية خفية» وراء اعمال العنف. ويريد رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان الذي يواجه اخطر ازمة منذ تسلمه مهامه في حزيران يونيو ويدعو الى الحوار والحزم، ان يضع بحلول نهاية الشهر الحالي «خطة عمل» للضواحي. وتضم فرنسا 750 منطقة حساسة في ضواحي المدن. واجرى خصوصا محادثات مع وزير الداخلية واستقبل 16 شابا «من كل الافاق» اتوا من الأحياء الحساسة. ويطالب الكثير من مثيري الشغب باستقالة ساركوزي الذي تعهد قبل بدء اعمال العنف بتنظيف الضواحي «بخراطيم المياه» من اللصوص واصفا اياهم انهم من «الرعاع». وقال سكان بعض الضواحي التي تشهد اعمال عنف انهم ملوا من حرب الشوارع هذه خصوصاً اولئك الذين تعرضوا لاضرار. وقالت كارولين بوريه التي تسكن حيا فقيرا «المشكلة هي انهم يمسون باشخاص مثلهم. عليهم ان يضرموا النار حيث يتواجد المال». وتقدر الاضرار التي لحقت بالممتلكات العامة بحوالي 7 ملايين يورو في سين - سان دوني وهي المنطقة الاكثر تضررا من اعمال الشغب وفق شركة تأمين.