لا تزال الشرطة الفرنسية في حال تأهب صباح أمس السبت ولاسيما في باريس حيث قررت السلطات منع التجمعات السبت والاحد لمواجهة اي «اعمال عنف» في العاصمة اعلن عنها في رسائل وجهت عبر الانترنت وعبر الهواتف النقالة. واتخذ القرار في حين تأكد تراجع حدة اعمال العنف اتي تهز الضواحي منذ اسبوعين ليل الجمعة السبت اثر فرض حال الطوارئ وحظر التجول في احياء كثيرة في عدة مدن. واظهرت حصيلة نهائية صدرت عن المديرية العامة للشرطة الوطنية ان 502 سيارة احرقت واوقف 206 اشخاص في فرنسا. وخلال الليلة السادسة عشرة على التوالي لاعمال العنف في ضواحي المدن التي اندلعت اثر وفاة شابين بشكل عرضي بعدما صعقهما التيار الكهربائي في 27 تشرين الأول - اكتوبر قرب باريس، اصيب ثلاثة عناصر من الشرطة بجروح في مقابل سبعة الليلة السابقة. وقالت مديرية الشرطة في بيان ان «رسائل نشرت قبل ايام عبر الانترنت والهواتف النقالة دعت في 12 تشرين الثاني - نوفمبر إلى تجمعات في باريس وإلى «تحركات عنيفة» على ما جاء في الرسائل». وقررت الشرطة منع التجمعات في اطار حال الطوارئ التي اعلنتها الحكومة الاربعاء بموجب قانون 1955 العائد إلى فترة حرب الجزائر. ومنذ الخميس يمنع بيع الوقود في صفائح داخل باريس. واعلنت تعزيزات لقوات الشرطة. ونشر في عطلة نهاية الاسبوع نحو ثلاثة آلاف شرطي في باريس وفرضت مراقبة على خطوط النقل المشترك المؤدية إلى العاصمة التي لم تشهد حتى الان اعمال عنف، لتجنب اي تجاوزات قد يرتكبها سكان الضواحي الشباب في باريس. وبدأ هذا الانتشار مع احتفالات احياء الذكرى السابعة والثمانين لانتهاء الحرب العالمية الاولى على جادة الشانزليزيه التي شارك فيها رئيس الجمهورية جاك شيراك صباح الجمعة. ولم يسجل اي حادث خلالها. من جهة اخرى شارك 300 شخص في تظاهرة من اجل السلام نظمتها جمعيات من ضواحي باريس، قرب برج ايفل. وابقت الشرطة ايضا على انتشار كثيف في كل انحاء البلاد ضم 12 الف عنصر. وعلى الصعيد القضائي اظهرت حصيلة من وزارة العدل اصدار احكام بالسجن مع النفاذ على 358 شخصا بالغا شاركوا في اعمال العنف منذ اندلاعها في 27 تشرين الأول - اكتوبر. ووضع 2370 شخصاً في الحبس على ذمة التحقيق وفق المصدر ذاته. واعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها من «انتهاكات محتملة لحقوق الانسان» بعد فرض حال الطوارئ. من جهة اخرى احيل خمسة من ثمانية عناصر في الشرطة من سين - سان- دوني (شمال باريس) اوقفوا على ذمة التحقيق لضربهم الاثنين شابا في التاسعة عشرة او لم يمنعوا زميلا لهم عن ضربه، (الجمعة) إلى النيابة العامة في بوبيني. ووضع احدهم في الحبس الاحترازي والاخرون تحت مراقبة قضائية. وافرج عن الثلاثة الآخرين. وكانت قناة «فرانس 2» التلفزيونية العامة صورت الحادث. من جهة اخرى اكد شاب لجأ إلى غرفة محول كهربائي في كليشي- سو - بوا (شمال باريس) مع الشابين الذين قتلا فيها بعدما صعقها التيار، لدى مثوله امام قاضي التحقيق حصول «عملية مطاردة» من قبل الشرطة على ما افاد احد محاميه خلافا لما اكدت الشرطة في الثالث من تشرين الثاني - نوفمبر. وقالت مصادر فرنسية أمس ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك دان بشدة الهجوم الذي تعرض له مسجد في مدينة كاربنترا بجنوب فرنسا. واضاف مصدر في مكتب الرئيس الفرنسي ان شيراك اعرب عن قلقه الشديد ازاء ذلك الهجوم الذي وقع اثناء صلاة العشاء في المسجد الا انه لم يسفر عن وقوع خسائر في الأرواح. وذكرت تقارير صحافية ان اشخاصا مجهولين قاموا بالقاء قنابل حارقة على المسجد اثناء الصلاة. وقام المصلون البالغ عددهم حوالي العشرين شخصا بالسيطرة على حريق صغير نشب جراء القاء القنابل الحارقة وتم ابلاغ الشرطة الفرنسية التي فتحت تحقيقا في الحادث. من جانبه وصف وزير الداخلية ووزير شوون الديانات نيكولا ساركوزي الهجوم بانه غير مقبول. واعرب عن تضامن السلطات الفرنسية مع المسلمين الذين يعيشون في كاربنترا قائلا انه ستتم معاقبة مرتكبي تلك الهجمات. يذكر ان مدينة كاربنترا شهدت في السابق حوادث عنف عنصرية من بينها تدنيس مقبرة يهودية قبل عدة سنوات.