تمهيداً لنشر كتابه الجديد (التطهير العرقي لفلسطين)، دعا المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه المجتمع الإسرائيلي إلى تغيير نظرته تجاه الفلسطينيين، والتوقف عن إنكار (النكبة الفلسطينية). وكان المؤرخ بابيه قد واجه في السابق انتقادات إسرائيلية عنيفة بسبب مواقفه وتصريحاته، التي تتميز برؤية نقدية تجاه الصهيونية. ومن المتوقع أن يواجه هذه المرة أيضاً عاصفة جماهيرية حول كتابه الجديد، الذي سيصدر قريباً تحت عنوان (التطهير العرقي لفلسطين). وقال بابيه إنه استعان بمصادر أرشيفية لدراسة علاقة الحركة الصهيونية والدولة العبرية، بالفلسطينيين منذ الانتداب البريطاني، وحتى انتهاء حرب 48. ويركز الكتاب على ما ارتكبته المنظمات العسكرية الصهيونية (البلماح) و(الهاجانا)، تجاه الفلسطينيين قبيل قيام دولة إسرائيل، كما يوثق الكتاب الأحداث التي دارت في الأعوام 1947-1948، والتي انتهت بتهجير أكثر من مليون فلسطيني من قراهم ومدنهم، ومحو أكثر من 400 قرية فلسطينية عن الخارطة الجغرافية، وقتل مئات المواطنين. ويخلص المؤرخ الدكتور بابيه في نهاية كتابه إلى نتيجة حتمية من وجهة نظره، حول المصطلح الذي يجب استخدامه لوصف ما اقترفته الحركة الصهيونية تجاه الفلسطينيين، في الفترة التي سبقت إعلان استقلال اسرائيل، وما بعدها مباشرة. ويقول بابيه إنه (عندما تحدد حركة مثل الحركة الصهيونية أنها ترغب في قيام دولة لا تضم سوى فئة عرقية واحدة، في مكان تتواجد فيه فئتان عرقيتان، وفي مراحل معينة من التاريخ، وخصوصاً عام 1948، وتقرر استخدام القوة لتنظيف المنطقة من الفئة العرقية الأخرى، فإن المصطلح المقبول في القانون الدولي لوصف تلك السياسية أو تلك الأيديولوجيا هو التطهير العرقي). ورغم أن الكتاب سيصدر باللغة الإنجليزية، إلا أنه ما من شك لدى الدكتور بابيه بأنه سيصدر في مرحلة ما باللغة العبرية أيضاً، رغبة منه في إيصال رسالته للمجتمع الإسرائيلي. ويهدف المؤرخ كذلك، من خلال الكتاب، إلى تحريك الرأي العام على صعيدين، الغربي والإسرائيلي، لاعتقاده أن المفتاح لحل الصراع يكمن أيضاً في المواقف الأمريكية، وليس في المواقف الإسرائيلية فقط. ويضيف المؤرخ، بأنه ينوي ترجمة كتابه للغة العبرية، لأنه يرغب في الحوار مع المجتمع الإسرائيلي، وتوضيح ما جرى في عام 1948، والعلاقة بينه وبين حقيقة استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حتى الآن. ووجه المؤرخ نداءه للمجتمع الإسرائيلي لتغيير نظرته، التي وصفها بأنها نظرة لا أخلاقية، وتنطوي على إشكالية من ناحية دولية، مضيفاً بأنه لا يمكن بقاء دولة ما على أساس تطهير عرقي. وينتقد المؤرخ اليسار الصهيوني، الذي يقول بأنه مستعد للتنازل عن أجزاء صغيرة من فلسطين التاريخية (أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة)، والتي تشكل جزءاً صغيراً من فلسطين عام 1948، في حين أن اليسار الصهيوني يعتقد أيضاً بأن الحياة الجيدة في الأراضي المحتلة عام 48، ستتحقق عندما يتقلص عدد العرب فيها.