عندما بدأت الجرافات الإسرائيلية في كانون الثاني يناير الماضي، هدْمَ فندق شبرد في حي الشيخ جراح في القدسالشرقية لتبني مكانه شققاً للمستوطنين اليهود، كانت تتحدى الانتقاد الشديد الذي وجهه قادة العالم. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حينذاك، إن عملية الهدم"تطوُّرٌ مقلق يقوّض جهود السلام الرامية إلى تحقيق حل الدولتين". كما ظهرت اعتراضات من بعض آل الحسيني، الأسرة التي كانت تتمتع بالنفوذ الأكبر منذ زمن في السياسة الفلسطينية. كان فندق شبرد التاريخي الذي لا تربطه أي صلة بفندق شبرد الشهير في القاهرة شُيِّد في الأساس ليكون في ثلاثينيات القرن الماضي قصراً للحاج أمين الحسيني 1895-1974، مفتي القدس من 1921 الى 1948. صادرت إسرائيل المبنى بعد حرب 1967، وفي العام 1985 انتقلت ملكيته إلى إيرفينغ موسكوفيتش، الملياردير الأميركي اليهودي الذي يموِّل قسماً كبيراً من النشاط الاستيطاني اليهودي الإسرائيلي. عبد القادر الحسيني، رئيس"مؤسسة فيصل الحسيني"، قال في مؤتمر صحافي إنه عند مباشرة الإسرائيليين تدمير الفندق، لم يكن من اتفاق، ولن يحصل أي اتفاق بين آل الحسيني وحكومة الاحتلال بشأن بيع مجمع فندق شبرد، وكان قد صرَّح ل"الحياة"من القدس في منتصف شباط فبراير، أن العائلة تُواصِل متابعة قضية فندق شبرد في المحاكم وعبر الوسائل الدبلوماسية، وأشار إلى أنه جرى لغاية الآن هدم الأقسام التابعة للمبنى الأساسي، وأن القصر في جزئه الأساسي لا يزال قائماً، غير أنه يخشى من تدمير معظم أقسام القصر في المستقبل والإبقاء على الواجهة فقط. يُذكر أن عبد القادر الحسيني هو نجل السياسي الراحل فيصل الحسيني، وحفيد المناضل الفلسطيني عبد القادر الحسيني، الذي قُتل في معركة القسطل في 8 نيسان أبريل 1948، وهو نجل موسى كاظم الحسيني 1850-1934 الذي شغل مناصب هامة إبان الفترة العثمانية، وعُيِّن رئيساً لبلدية القدس في 1918، قبل أن يقيله البريطانيون لمشاركته في"أعمال شغب فلسطين"عام 1920. وبحسب المؤرخ الإسرائيلي المنشق البروفسور إيلان بابيه، كان موسى كاظم"الأكثر حظوة بالاحترام في عائلة الحسيني في القرن العشرين". إيلان بابيه هو مؤلف كتاب عن تاريخ عائلة الحسيني خلال قرنين ونصف القرن بعنوان"ظهور سلالة فلسطينية وسقوطها: آل الحسيني 1700-1948"، ونشرته دار الساقي اللندنية، وترجمته ياعل لوتان من العبرية إلى الإنكليزية، فيما أصدرت دار نشر جامعة كاليفورنيا الطبعة الأميركية. يسرد بابيه رواية غنية بتفاصيلها ومعقدة وممتعة وحافلة بالوقائع التاريخية والأحداث والقصص النادرة وبأوصاف لأطباع الشخصيات. يُعَدّ الكتاب مساهمة في الأدب المعني بالتاريخ الفلسطيني وتاريخ الشرق الأوسط عموماً، ويتناول جزء واسع منه حياة الحاج أمين الحسيني ودوره، الشخصية المثيرة للجدل بسبب مواقفه المؤيدة للألمان والإيطاليين والمعادية لليهود إبان الحرب العالمية الثانية. ويعتبره اليوم داعمو إسرائيل برهاناً على المعاداة الفلسطينية والعربية للسامية، فيما يرى البعض الآخر فيه عرّاباً لما يسمى الإرهاب الإسلامي في أيامنا هذه. يستعرض بابيه في لمحة عامة، حياة الحاج أمين منذ نشأته، حين درس في الأزهر في القاهرة. اختاره هربرت صموئيل، المندوب السامي البريطاني الأول في فلسطين، وهو يهودي متعاطف جداً مع الصهيونية، مفتياً في العام 1921، اعتقاداً منه أنه سيستعين بنفوذه ونفوذ عائلته لتهدئة البلاد بعد الأحداث العنيفة في نيسان أبريل 1920. سعى الحاج أمين إلى شق طريقه بين الصهاينة المصممين على تطبيق وعد بلفور وإقامة وطن لهم في فلسطين وبين سلطات الانتداب البريطانية خلال الفترات المضطربة. غادر فلسطين في العام 1937 متجهاً إلى لبنان أولاً. وكانت الانتفاضة الفلسطينية أقامت مقرها في دمشق، وكان أعضاء من عائلة الحسيني في المنفى، خصوصاً الحاج أمين وجمال"وزيري خارجيتها". وفي العام 1939، انتقل الحاج أمين إلى العراق، التي اضطلع فيها بدور سياسي هام، إذ دعم رشيد عالي الكيلاني والضباط الثلاثة الآخرين في"المربع الذهبي"، الذين نظموا انقلاباً في نيسان أبريل 1941 أعاد الكيلاني إلى الحكم. وعندما سحق البريطانيون هذا الانقلاب، ألقى الحاج أمين اللوم على اليهود، ما ساهم في"الفرهود"ضد يهود العراق في حزيران يونيو 1941 الذي شهد مقتل 179 يهودياً ونهب العديد من المحال والمنازل. ومن العراق اتجه الحاج أمين إلى إيران، ومنها هرب إلى إيطاليا، حيث التقى موسوليني، قبل التوجه إلى ألمانيا حيث اجتمع مع هتلر وأطلق فكرة تأسيس جيش عربي للحرب إلى جانب قوى دول المحور، وغالباً ما شارك في بروباغندا من روما وبرلين تضمنت تصريحات مبغضة إزاء اليهود. ويرى بابيه أن تودُّد الحاج أمين لهتلر وموسوليني يعكس"تحوله من زعيم حركة لامع وحساس إلى شخصية هذيانية تفقد صلتها بالواقع وتؤدي أدواراً وتظهر قدرات بعيدة جداً عن تلك التي كان يملكها أساساً". ويلفت بابيه إلى وجوب التذكير بمدى سوء معاملة البريطانيين للحاج في زيارته السرية إلى لندن عام 1931، قائلاً إنه"في كل مرحلة من زيارته، ترك مضيفوه البريطانيون لديه شعوراً بعدم التكافؤ مع القادة الصهاينة، وأنه في أعينهم مجرد واحد من السكان الأصليين في الفترة الاستعمارية ستُبهره ثريات بلورية وتشوِّقه حلبة رقص مفعمة بالحيوية". كان الحاج أمين يأمل في تفهُّم البريطانيين ودعمهم، فلم يلقَ في المقابل سوى"الكبرياء والازدراء". وعلى نقيض ما حصل في لندن، استُقبل عند زيارته موسوليني وهتلر كزعيم وطني، وحظي بمعاملة محترمة ورسمية."قد يساعد هذا الأمر في تفسير سبب اختياره التعاون مع أولئك الذين سيتحولون إلى أعداء البشرية". مؤلف الكتاب إيلان بابيه ولد في حيفا عام 1954 لأبوين لاجئين من ألمانيا النازية. يصفه الصحفي الراديكالي الأسترالي وصانع الأفلام الوثائقية جون بيلغر، بأنه"المؤرخ الأكثر شجاعة وحزماً وتمسكاً بالمبادئ في إسرائيل". ومن بين مؤلفات بابيه كتاب"التطهير العرقي لفلسطين"2006، الذي أظهر أن حرب 1948 شملت خطة تطهير عرقي لفلسطين من ضمن أهداف صهيونية. أدى موقف بابيه حيال الصهيونية إلى تصادمه مع الاتجاه السائد في الحياة الأكاديمية الإسرائيلية، وجعل منه شخصية مكروهة للعديد من الناس في اسرائيل. كتب بابيه عن تجربته في مذكراته"خارج الإطار: الصراع للحرية الأكاديمية في إسرائيل"الصادرة عن دار"بلوتو برس أوف لندن". وتضمنت الحملة عليه التهديدَ بالقتل وتنديداً من الكنيست الإسرائيلي ودعوات لطرده من منصبه في جامعة حيفا. وهو يدرِّس حالياً في جامعة"إكستير"جنوب غرب إنكلترا حيث يدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية في معهد الدراسات العربية والإسلامية، كما أنه المدير المشارك لمركز إكستير للدراسات الإثنية السياسية. على صفحة الغلاف الخلفية لكتاب بابيه عن عائلة الحسيني، تقدير واسع للكتاب من أربعة علماء بارزين: الأستاذ الجامعي البريطاني الإسرائيلي والبروفسور في العلاقات الدولية في كلية سانت انطوني في جامعة أكسفورد آفي شلايم، وأستاذ علم الاجتماع الفلسطيني سليم تماري مؤلف كتاب"الجبل ضد البحر: دراسات في إشكاليات الحداثة الفلسطينية""والبروفسور في التاريخ في"معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا"فيليب خوري، ومحمود يزبك من جامعة حيفا. أحد أسباب التقدير استعانةُ بابيه بأكبر قدر ممكن من المصادر وأكثرها شمولاً. ويكتب آفي شلايم أنه بالإضافة إلى أن الكتاب يُعَدّ مساهمة مهمة للأدب الحالي، فهو"يشكل فيضاً من الاستنتاجات وإعادة الشرح والتفسير يتيح لقارئ الإنكليزية الاطلاع على ثقافة مجهولة بعض الشيء بالعربية والعبرية والفرنسية والألمانية". ويتوجه بابيه في كتابه إلى جمهور غربي، وهو ألفه أساساً باللغة العبرية كي يتحدى"النظرة الإسرائيلية-اليهودية المهيمنة على تاريخ البلاد"، ففي هذه الفترة في إسرائيل، لا يزال يُنظر إلى فلسطين ما قبل العام 1882 إجمالاً، على أنها كانت خالية من السكان ولم تشهد تطويراً إلا عند وصول الصهيونية، والحداثة الغربية معها، إلى سواحلها. علاوة على ذلك، وُصفت الحياة الفلسطينية ما بعد العام 1918"في الأدب العلمي والشعبي على حدٍّ سواء بحياة رجال قبائل بدائيين ومسلمين متعصبين وشيوخ بغيضين". تسيطر وجهات نظر مماثلة في الغرب، خصوصاً في الولاياتالمتحدة،"وبالتالي، لا بد من بذل جهود مماثلة من أجل تصحيح صورة متحيِّزة وعدائية عن فلسطين والفلسطينيين. لقد بدا هذا الأمر مهمة ملحة بعد الحادي عشر من أيلول سبتمبر والانتفاضة الثانية". من خلال التركيز على أسرة الحسيني عبر تحولاتها من نخبةِ مقاطعَةٍ عثمانية إلى قيادة حركة وطنية، يأمل أن سيرة العائلة الذاتية"هي طريقة بناءة لإظهار وجود المجتمع الفلسطيني وتطوره قبل بدء الاستيطان الصهيوني أو الاحتلال البريطاني". كما يأمل بإعطاء فهم متعمّق أكبر للصراع نظراً إلى الدور الرائد الذي اضطلعت به عائلة الحسيني في الحركة الوطنية الفلسطينية منذ بداياتها في حوالى العام 1908 ولغاية انتهاء الانتداب البريطاني في العام 1948. ومن بين المحاور الرئيسية التي يتطرق إليها الكتاب السياسات القومية، كما يسعى إلى إظهار أنه"بخلاف الاعتقاد السائد في إسرائيل، لا يستند تاريخ النزاع فقط إلى اقتراحات يهودية سلمية يقابلها رفض فلسطيني، إذ كان يحصل عكس ذلك في أغلب الأحيان". كانت عائلة الحسيني غير مطلعة إجمالاً على الحركات الفلسطينية الشعبية التي برزت اعتباراً من العام 1932، وفي النهاية فشلت، إلى جانب عائلات أخرى من الأعيان، وساهم فشلها هذا في نكبة 1948. ولطالما ناقش المؤرخون الفلسطينيون إخفاق الطبقة العليا في المجتمع، وعلى رأسها أسرة الحسيني، حيث كتب هشام شرابي في كتابه"فلسطين وإسرائيل: المعضلة المميتة"الصادر عام 1969، أن الطبقة العليا في المدن ظلت تنأى بنفسها عن الصراع المسلح طوال فترة الانتداب، وأن هذه الطبقة استفادت بنوع خاص خلال تلك الفترة. ويفيد شرابي أن مشكلة عائلة الحسيني تكمن في أنها لم ترَ في الصهيونية خطراً مطلقاً، إنما مجرد مضايقات، فيما شكَّلت الصهيونية للفلاحين والعمال تهديداً ملموساً. كما يسرد بابيه رواية بفوارق دقيقة عن الأسرة، مشيراً إلى الطرق المختلفة التي رأى من خلالها أعضاء من آل الحسيني الصهيونية وتفاعلوا معها. في البداية، عجز الفلسطينيون عن فهم الخطورة المحتملة للصهيونية. ومع مرور الزمن، اتضح أن الفلاحين قاوموا الصهيونية وصمدوا إلى حدٍّ ما، بينما عجز ملاك الأراضي، ومن بينهم بعض آل الحسيني، عن مقاومة الإغراءات المالية لبيع الأراضي إلى الصهاينة. كان أول عضو من أسرة الحسيني يواجه ظاهرة الصهيونية الجديدة والد الحاج أمين، المفتي طاهر الحسيني الثاني، المولود في العام 1842. كان طاهر الثاني شبيهاً"بمعهد بحوث من شخص واحد، يدرس طبيعة الصهيونية ومعانيها وغاياتها"، وبناء على إصراره، قررت سلطات إسطنبول في 1889 وضْعَ قيود على هجرة اليهود وعدم السماح لليهود الأجانب بتمضية أكثر من ثلاثة أشهر في فلسطين، ولأسباب دينية ليس إلا. أما سليم الحسيني، رئيس بلدية القدس في فترات متقطعة بين عاميْ 1879 و1897، فكانت آراؤه متضاربة حيال الصهيونية، شأنه شأن بعض أقربائه. كان يقيم علاقات اقتصادية جيدة مع اليهود، ناهيك عن أن الأصوات اليهودية كانت مهمة في الانتخابات البلدية. بيد أنه تنبّه لاحقاً إلى الوجود اليهودي المتنامي في القدس، ورفع مع أعيان آخرين عريضة إلى السلطات لمنع إقدام اليهود على شراء الأراضي. أصدر السلطان العثماني أمراً تطبيقياً لذلك، إلا أن الضغوط التي مارستها الحكومة البريطانية أبطلت مفعوله. وكان سعيد الحسيني، بالإضافة إلى روحي الخالدي، يمثل القدس في البرلمان العثماني بين عاميْ 1908 و1912، ويتكلم العبرية، ويقيم صداقات مع يهود منذ أيام الدراسة، إلا أنه اعترض على الصهيونية وهاجمها في البرلمان. أما جمال الحسيني الذي برز في الثلاثينيات، وكان عضواً في اللجنة العربية العليا، فلعب دوراً فعالاً في النضال من أجل فلسطين. ويشرح بابيه أن"جمال كان في الدرجة الأولى دبلوماسياً موهوباً... المتحدث الأفصح والأكثر بلاغة باسم القضية الفلسطينية وأحد الأشخاص النادرين الذين تصدوا لموجات دائمة من التقارير والمقالات التي نشرها الصهاينة في الصحافة الشعبية وحتى الأكاديمية اعتباراً من العام 1929". كما كان جمال أحد أوائل الفلسطينيين الذي لخّصوا تاريخ الوطنية الفلسطينية"وكتب أنه في العام 1908، برزت فلسطين كياناً منفصلاً في الإطار العثماني، ولولا اندلاع الحرب العالمية الأولى، لكانت أصبحت ديموقراطية، ولاحقاً دولة مستقلة، على غرار اليونان". ويفيد بابيه بأن القيادة الفلسطينية عجزت عموماً عن إدراك أن الفلاحين كانوا يشكلون القوى المحرّكة للثورة الكبرى في فلسطين من 1936 إلى 1939، وفشلوا كذلك في استغلال هذه القوة. أما الاستثناء، فكان العالم والأديب إسحاق موسى الحسيني، الذي يعتبره بابيه الحسينيَّ الوحيد الذي بدا مدركاً للمأزق الذي كان يعاني منه الفلاحون، وفَهِمَ العلاقة الوثيقة بينهم وبين الأزمة الوطنية. وكتاب إسحاق"مذكرات دجاجة"الذي صدر في الصحافة المحلية في شكل مقتطفات في بادئ الأمر في الثلاثينيات، ونشرته دار المعارف بمصر في سلسلة"اقرأ"عام 1943، أصبح مؤلفاً كلاسيكياً في الأدب الفلسطيني. إنه تاريخ فلسطين من وجهة نظر دجاجة."لم ينتج أي شخص آخر من آل الحسيني وثيقة سياسية عبَّرت عن الحساسية أو الفهم المتعمق كما في كتاب إسحاق موسى". خلال القرنين ونصف القرن التي يتحدث عنها كتاب بابيه، واجهت آلَ الحسيني وغيرَهم من عائلات الوجهاء في فلسطين تحدياتٌ جمة في ظل اضطراب المنطقة. ويعزى إلى حدٍّ بعيد موقع العائلة المرموق إلى تقلدها في أوقات مختلفة المناصب الثلاثة الرئيسة في القدس، وهي: المفتي، ونقيب الأشراف، وشيخ الحرم. وكان ثمة منافسة بين آل الحسيني وعائلات عريقة أخرى على هذه المناصب الثلاثة. يبحث بابيه في جذور عائلة الحسيني وكيف تحوّلت من عشيرة آل غضيّة في القرن الثامن عشر إلى آل الحسيني. ومن بين الشخصيات البارزة في حينه عبد اللطيف الثاني، الذي استرجع منصب النقابة من أسرة العلمي، وكان أيضاً يتقلد مشيخة الحرم. وأصبح حسن، أحد أبناء عبد اللطيف الأربعة، مفتياً، مع الإشارة إلى أن حسن كان يتمتع بموهبة قيادية وفقيهاً متمكّناً أرسله والده إلى الأزهر لمتابعة دراسته. وبعدما توفي حسن في العام 1775، أصبح ابن أخيه طاهر المفتي الجديد. أما منصب حسن الآخر، أي شيخ الحرم، فتقلده عمر، حفيد أخيه عبدالله، الذي كان أساساً نقيب الأشراف. وباتت العائلة تتألف من فرعين، فاحتفظ فرع الطاهري بمنصب المفتي وصولاً إلى الحاج أمين الحسيني. أما فرع العمري، فقد ورث منصب نقيب الأشراف الذي فَقَدَ معناه مع انطواء الحكم العثماني. يشدد بابيه على أن إنجازات عائلة الحسيني وإخفاقاتها، مثلها مثل عائلات مرموقة أخرى، في مواجهة الصهيونية، كانت إنجازات وإخفاقات المجتمع الفلسطيني ككل. لقد أخفقت حقاً، إلا أنه يشدد على أنها وقفت في وجه"أيديولوجيا التطهير العرقي"التي تنتهجها الصهيونية، و"من الصعب جداً تقويم ما إذا كانت أي قيادة بديلة ستنجح أكثر من ذلك في وجه كارثة مماثلة". * صحافية بريطانية