نسمع بين فترة وأخرى تداول فكرة أن الشباب السعودي غير مؤهل ولا يعتمد عليه ولا يصلح للعمل لدى القطاع الخاص وأنه كذا وكذا وأخذت هذه الفكرة تتداول هنا وهناك. أخذت هذه الفكرة تتداول دون الرجوع إلى الأسباب وعدم تقصيها..! الأسباب المؤدية لذلك وخصوصا لداء التسرب الوظيفي كثيرة ولا تخفى على أحد ولكن ما يريد قلمي سكب حبره هنا هو نقطة جوهرية ربما يجهلها الكثير إلا من مر بها هو ذلك النهج الذي تنتهجه وزارة العمل ممثلة بمكتب العمل. فمكتب العمل عندما يقوم بتحويل طالب العمل الى إحدى منشآت القطاع الخاص بوظيفة لا يرغبها ولا يميل إليها ولكن تجد ذلك الطالب قد يوافق على تلك الوظيفة إما بسبب ظروفه المادية أو الاجتماعية التي أرغمته على ذلك فتجتمع تلك الأمور وتجعل ذلك الطالب يرضخ للأمر الواقع لا محالة فيوافق ويدخل تلك المنشأة وهو بنفسية سيئة وبمعنويات هابطة وتفكيره منصب على تركها لاحقا فتراه يعمل بنفسية غير قابلة للعمل البتة فتجد الغياب وتجد التأخير وتجد إثارة المشكلات وتأججها هنا وهناك ومن ثم ترى الإهمال بأداء عمله المنوط له مما له الأثر السيئ على إنتاجيته للعمل. وبلا شك أن لهذا الأسلوب الضرر الكبير على تلك المنشأة.. زد على ذلك نسيان وتجاهل هؤلاء العاملين وبعد إلحاقهم في منشآت القطاع الخاص بحيث لا توجد قناة تواصل مباشرة مع ذلك العامل مرتبطة بمكتب العمل لينفس ويفضفض ذلك العامل ما بداخله وما حل به وهذه القناة كما لا يخفى على الجميع لها دور فعال في حل المشكلات والعقبات من بدايتها التي قد تواجه هؤلاء العاملون في تلك المنشآت وقد تكون سببا فعالا لفتك ذلك الداء المؤرق. فالمشاهد على أرض الواقع حاليا فبمجرد تحويل ذلك العامل للمنشأة وانخراطه بالعمل عندها تنتهي مهمة ودور المكتب، ويغرق ذلك العامل في بحر تلك المنشآت وعندها يطلب النجدة فلا يجد من ينقذه..! وبعدها يكتفي بالهروب وتوديع تلك المنشآت لأجل غير مسمى ويكون أحد منتسبي قافلة البطالة. هذا الداء لن ينجح التغلب والسيطرة بل القضاء عليه إلا بعد إصلاح ذلك النهج المعمول به حاليا بين أروقة ذلك المكتب ودهاليزه. إن قلمي وهو يسكب حبره هذا ويسطر تلك الكلمات أمام قارئيها وخصوصا من يهمه هذا الأمر يريد من خلالها أن يتم تدارك تلك الأمور وتحل عاجلا حتى لا يغرق الآخرون في بحرها. بل يتمنى قلمي أن يرى من مكتب العمل مكتبا قد جعل من التطور مصافحا ومن التقدم مواكباً.